بعد الصدمة التي هزّت القطاع الزراعي في لبنان اليوم الجمعة، عقب اعلان المملكة العربية السعودية ايقاف استيراد الخضار والفاكهة من لبنان ما يشكل خسارة بملايين الدولارات سنوياً، أكد رئيس نقابة مصدّري ومستوردي الفاكهة والخضار في لبنان نعيم خليل ألا موسم رمان في لبنان وبالتالي فإن الشحنة المضبوطة في السعودية ليست لبنانية بل مرّت بالترانزيت من سوريا عبر لبنان الى السعودية، وناشد عبر صوت كل لبنان السلطات اللبنانية التحرك الى جانب السعودية لإعادة حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين قبل موسم الصيف.
إقرأ أيضاً: فضيحة مدوية.. السعودية تمنع استيراد الخضروات والفواكه اللبنانية بسبب المخدرات!
خليل الذي استنكر القرار السعودي كرئيس لنقابة المصدرين، شدد على أن “رأسمالنا كمصدرين هو اسمنا”، و لانصاف مصدّري لبنان، قال “ليعطونا اسم مصدّر هذه الشحنة”، مذكرا بأن “حوالي 70% من صادرات سوريا كانت تمر منذ سنة وأكثر عبر لبنان ومنه إلى الخليج”، طالبا “التدقيق بالبضاعة التي تمر عبر الترانزيت من لبنان قبل تصديرها”.
كما وأكد رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي أن “الإنتاج الزراعي اللبناني بريء من تهمة تصدير المخدرات إلى المملكة العربية السعودية”، وقال: “إن المملكة هي أمنا وأبونا، ورائدة منذ 25 سنة في الاستيراد الزراعي من لبنان، ووحدها تستورد ما يزيد عن 50 ألف طن سنويا من الإنتاجات اللبنانية الزراعية، وتحتل المرتبة الأولى في الاستيراد الزراعي”.
وشدد على “عدم ارتباط الجانب اللبناني من مزارع أو مصدر بهذه البضائع التي ضبطت في السعودية”، وقال: “الكل يعلم هذا الأمر، فالشاحنة الأخيرة محملة بالرمان، ونحن لا نملك رمانا لنصدره، بل نستورده. منذ سنتين، نلاحظ دخول شاحنات زراعية غير لبنانية المنشأ على خط التصدير عبر لبنان، وكل ما يتم ضبطه من ممنوعات ومخدرات يتبين أن الشاحنات سورية المنشأ، ولا علاقة لأي مزارع أو مصدر لبناني بهذا الأمر، بل هي شاحنات قادمة من سوريا بشكل ترانزيت وتصل الى مرفأ بيروت وتحمل بالبواخر وتصدر على خط لبناني، وهذا الامر يتكرر منذ سنتين، لكن لا علاقة لنا بها، فأوراقها سورية بالكامل، وتستعمل الخط اللبناني فقط”.
وطالب بـ”الكشف وفحص الشاحنات السورية التي تعبر لبنان بشكل ترانزيت من خلال مرفأ بيروت، بالتعاون مع الدولة السورية، لأن من تقوم بهذا الامر عصابات مشتركة بين أفراد سوريين وآخرين سعوديين، وفق ما أشارت إليه وكالة الاخبار السعودية التي تحدثت عن موقوفين سوريين وسعوديين، فالجانب اللبناني بريء من هذه العصابات وهذه التهمة، ويدينها بشدة ويجب ألا ينظلم بها. لقد أبلغنا وزير الزراعة بهذا الامر، وعلينا التحرك السريع والحفاظ على العلاقات اللبنانية – السعودية ومعالجة الأمر بأقصى سرعة ممكنة، فما يضر بالمملكة يضر بلبنان وبالمزارع اللبناني، وعلى الدولتين السورية واللبنانية مكافحة هذه الآفة والتنسيق في ما بينهما بكل صراحة وشفافية”.
من جهتها، تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين بعد ظهر اليوم من السفارة السعودية مضمون القرار السعودي القاضي بمنع دخول الخضار والفواكه إلى أراضيها من لبنان قبل إعلانه، ونقل وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه الموضوع الى كبار المسؤولين.
وأكدت الوزارة أن “تهريب المخدرات في حاويات او شاحنات محملة بالفواكه والخضر من لبنان الى الخارج، عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وان تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان”.
ودعت وزارة الخارجية والمغتربين ،”السلطات اللبنانية للعمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الاجهزة الامنية والجمارك على المعابر الحدودية في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الاتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الافة وتفشيها ولمنع الاضرار بالمواطنين الابرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني”.
