هل سيدفع لبنان ثمن تخريب مُنشأة نطنز النووية الايرانية؟!

انفجار في ايران
تمكن العدو الصهيوني من خرق المنظومة الأمنية للمخابرات الإيرانية مراراً وتكراراً منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران وحتى الآن، واخرها ما حدث من تخريب للمرة الثانية لمجمع نطنز النووي.

أدت الخروقات الاسرائيلية للنظام الامني الايراتي الى اغتيال عشرات القادة الإيرانيين من مدنيين وعسكريين وروحيين، إلى جانب علماء في اختصاصات متنوعة كانت تنظر إليهم الجمهورية الإسلامية بعين الأمل لتطوير المجتمع المدني والعمران والتكنولوجيا ومختلف الأبحاث العلمية، وقد لا يكون آخرهم أب المشروع النووي الإيراني عالم الفيزياء النووية الدكتور محسن فخري زاده ، الذي تمت عملية اغتياله بتعاون مع بعض العملاء في الداخل الذين سهَّلوا عملية الاغتيال.

خروقات بالجملة

وتنوعت الخروقات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني في العقد الأخير ، من اغتيال مجموعة من العلماء النووين، إلى الهجمات السبرانية على المنشآت النووية التي كان آخرها الهجومين اللذين تعرضت لهما مُنشأة نطنز النووية، أحدهما أدى إلى تدمير قسم من أجهزة الطرد المركزي، والثاني بالأمس أدى إلى أعطال في أجهزة الطاقة الكهربائية كادت أن تُحدث تسرُّباً إشعاعياً..

اقرأ ايضاً: تشييع حاشد للعلامة الأمين في شقرا..ومواقف تؤكد على خطه الوحدوي والوطني

وتوعد ويتوعد القادة الإيرانيون منذ بداية الاعتداءات بالرد على هذه الاعتداءات في الزمان والمكان المناسبين، كما تحتفظ منذ عقود إيران بحقوقها في الرد على مختلف الاعتداءات والأعمال التخريبية والإرهابية التي تتعرض لها، وكل ذلك دون أن تلوح في الأفق بوادر ردود مباشرة تتناسب مع حجم الخروقات ومع مستوى العدوان، خصوصاً في قتل العلماء النوويين والتعدِّي على المُنشآت النووية التي تعتبر قلب إيران التكنولوجي وثمرة كل إنجازاتها العلمية والعملية!

وتواصل إسرائيل على مقلب آخر عملياتها الجوية في سورية ضد أهداف إيرانية تابعة لحرس الثورة الإسلامية الإيراني، وأخرى تابعة للنظام السوري، وثالثة تابعة لحزب الله اللبناني وبعض القوى الحليفة الأخرى، كما تقوم إسرائيل بغارات متقطعة في المنطقة العربية طالت سابقاً السودان والعراق، ويحصل كل ذلك دون ردود متناسبة من قوى ما يُسمى بمحور المقاومة.

أزمة ترسيم الحدود

وأما حزب الله اللبناني فقد قام بعمليات رد عن بعض الاعتداءات على عناصره في سورية ولبنان، وما زال يترقب فرصة للرد على مقتل آخر عناصره منذ أشهر في العمق السوري بغارة صهيونية.

والملاحظ أن أكثر الردود على التدخلات الإسرائيلية في المنطقة طيلة الفترة السابقة كانت بيد حزب الله اللبناني، فقد حمى حزب الله اللبناني الدولة الإيرانية في مكانٍ ما وزمانٍ ما، بدأً بعملية خطف الرهائن، إلى عملية مواجهة عملاء إسرائيل في الداخل اللبناني، إلى العمليات الأمنية النوعية في العديد من دول العالم، إلى إنجازات المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني التي كانت تخفت تارة وتتفاعل أخرى بحسب مقتضيات المتغيرات السياسية والمزاج الإيراني والمصالح الإقليمية، فحزب الله هو المخلب الأقوى لسياسات إيران في منطقة الشرق الأوسط، وما حققه لحكومة ولاية الفقيه على جبهات لبنان وسورية والعراق واليمن وغيرها لم يحققه أحد من قوى محور المقاومة..

ويلاحظ المراقب اليوم أنه لم تمض على الاعتداء الأخير على مجمع نظنز النووي، لم تمض مدة أربع وعشرين ساعة حتى أعلن وزير الأشغال العامة في حكومة الرئيس حسان دياب المتهمة بأنها صنيعة حزب الله والمحور الإيراني، لم تمض مدة الأربع والعشرين ساعة حتى أعلن وزير الأشغال العامة اللبناني توسعة دائرة مساحة الحدود البحرية المتنازع عليها في جنوب لبنان مع شمال فلسطين بما يضيف أكثر من 1400 كلم مربع على المساحة المتنازع عليها من المساحة البحرية، مما اعتبرته إسرائيل تصعيداً في الموقف اللبناني وتعقيداً لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية والتي تحاول فيها إسرائيل الإبقاء على استغلال الغاز اللبناني في البلوكين 8 و 9 اللذين ما زالت إسرائيل تستثمرهما منذ خمس سنين دون أن يأتي رد متناسب من قبل الحكومة اللبنانية والمقاومة على هذا الاعتداء السافر!

فهل بدأت الردود الإيرانية على العدوان الأخير الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية والاعتداءات التي سبقتها، هل بدأت هذه الردود من بوابة حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة؟ وهل سيكون الرد الأقسى بحدث عسكري يخلط كل الأوراق الداخلية والخارجية اللبنانية ويفاجئ كل الحسابات الإسرائيلية والدولية على يد ذراع إيران الأبرز في المنطقة؟

السابق
العقل الجمعي في غياب أحد أقطابه
التالي
الرئيس بري يُعزي بالعلامة الأمين..خسارة شخصية ووطنية وإسلامية