الجنوبيون «محرومون» من حمضياتهم.. كيلو «الكلمنتين» بـ 12 ألف ليرة!

الحمضيات ليمون

تزنر بساتين الحمضيات بيوتات الجنوبيين، في المنطقة الساحلية الممتدة من صيدا وحتى الناقورة، وصولا الى ارتفاع نحو اربعماية متر عن سطح البحر.

هذه الزراعة التي كانت تنتج سنويا ما يقارب الثلاثماية وخمسين الف طن سنويا، وانخفض انتاجها اكثر من مئة الف طن في العقدين الماضيين، نتيجة اقتلاع الاشجار من آلاف الدونمات واستبدالها بغرس الموز، الى جانب استخدامها لانشاء التجمعات السكنية والمحال والمؤسسات.

اقرا ايضاً: الثنائي «يُرسّم» حدوده جنوباً..ولحوم البقاع تُهرّب الى سوريا!

وقد مرت زراعة الحمضيات بتقلبات عديدة جراء الاوضاع السياسية والامنية، ومنها اقفال المعابر البرية مع سوريا، التي من خلالها كانت تصدر الى الاردن والعراق ودول الخليج العربي، حتى وصل الامر الى رمي المزارعين انتاجهم في الطرق، وترك ثمار الليمون على الاشجار وتساقطها على الارض، وخاصة قبل جائحة كورونا.

يسأل المواطن الجنوبي الذي تطوقه بساتين الحمضيات، عن السبب الرئيسي في ارتفاع اصناف الحمضيات وحرمانه من القدرة على شرائها، والتي وصل بعضها “الكلمنتين” الرجعي الى 12 الف ليرة، فيما يباع “الفالنسيا “في اسواق المفرق بين خمسة وسبعة آلاف ليرة، وهذا الصنف من الحمضيات، يمكن ان يصمد على الاشجار الى حزيران، ولكن اصحاب البساتين والضامنين والمستأجرين بكروا في قطاف الكميات الكبيرة،  وارسالها الى الاسواق المحلية والخارجية لسببين اثنين، الاول ارتفاع اسعاره بسبب الطلب والثاني توفير رش المواد لمكافحة الحشرات التي ارتفع ثمنها ثماني مرات .

يربط المزارع ابو محمد برجي احد اصحاب البساتين في سهل صور ارتفاع اسعار الحمضيات، بارتفاع اسعار الادوية الزراعية والمازوت اسوة بسائر القطاعات الانتاجية، وايضا الارباح المضاعفة التي يحصل عليها بائعي المفرق في الاسواق، ويضيف ل “جنوبية” :ان افضل الاسعار التي نحصل عليها من سوق الجملة لا تتعدى الثلاثة الاف وخمسماية ليرة اي اقل من ثلاثين سنتاً، فيما كانت تباع الحمضيات في اتعس ايامها باكثر من نصف دولار”.

يلفت المهندس الزراعي علي قاسم ل “جنوبية” الى ان المزارعين “يعمدون الى الابكار في قطاف ثمار الفالنسيا ،لان تاخيره يحتاج الى رش لمكافحة ذبابة البحر الابيض المتوسط، التي تجتاح البساتين اضافة الى عوامل التلوث في الجو ، وهذا الامر يستلزم مبالغ مادية كبيرة بسبب ارتفاع اسعار هذه الادوية، التي تباع حسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء”.

واشار قاسم الى ان “ما يقارب السبعين بالمئة من المزارعين، لم يشتروا هذا الموسم الاسمدة لتسميد ارض بساتينهم والمستوردة جميعها من الخارج، وحتى الاسمدة العضوية البلدية، مثل روث البقر وسماد الماعز والدجاج شبه مفقودة وعليها طلب كبير في الاسواق”، متوقعا ان يكون “الانتاج في الموسم القادم اقل من هذه السنة ،لاسباب منها عدم رش المبيدات لمكافحة الحشرات والتسميد”.

يعيد رئيس تجمع مزارعي الجنوب محمد الحسيني في حديث ل “جنوبية” سبب ارتفاع اسعار الحمضيات والموز “الى تحليق اسعار الادوية الزراعية والمغذيات، التي يدفع ثمنها حسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء، لان ما يسمى ببرنامج الدعم لم يغط عشرة بالمئة من الحاجات (احضروا اسمدة ومغذيات لا تذكر)وقالوا هذا الدعم”.

وقال الحسيني”: ان المزارع يرسل انتاجه الى سوق الجملة “الحسبة” ويقتطع منها “القومسيون” المعروف، اما بائع المفرق يضع ارباح الضعفين واحيانا ثلاثة اضعاف سعرها، الذي يستلمه من بائع الجملة، ومن هنا فان المواطن لا يعرف ان يفرق بين المزارع والبائع ويكون كل اللوم على المزارع”.

وبخصوص الموز اوضح الحسيني  “ان موسم الموز نضج باكرا بسبب الطقس الدافىء، وندرة البضاعة المتوفرة في السوق، ما ادى الى ارتفاع سعرها، مضيفا ان “صنفين من الحمضيات ما يزالان من الموسم (الفالنسيا والحامض)، ويشكلان اكثر من مئة الف طن،  منها ستين الف فالنسيا ،يصدر قسم قليل منها الى الخارج والباقي للسوق المحلي .

ووضع الحسيني  “اللائمة  اولا واخيرا على الدولة اللبنانية، فوزارة الزراعة تحول ملفات الدعم الى وزارة الاقتصاد، التي بدورها تحولها الى مصرف لبنان،الذي يمكن ان يعطي الدعم ام لا”.

السابق
بعدما نفذ صبر ماكرون.. عون يردّ: «مِش أنا»!
التالي
أنا… فخامة التائه