قوى 17 تشرين تستعيد حراكها (4)..فرج لـ«جنوبية»: لبناء معارضة وازنة تخترق المناطق

حراك صور
جنوبية" يفتح باب النقاش مع القوى الحيّة التي إنبثقت من ثورة 17 تشرين، حول مشهد جديد ولبنان يقترب من حافة الزوال، ورسوب القوى السياسية في كل الامتحانات التي خاضتها لإنقاذ بلاد الأرز، وحول خارطة الطريق الجديدة والآلية المطلوبة لإعادة الزخم إلى دور قوى الثورة لانقاذ البلد، بعد إنكفائها في الفترة الماضية لأكثر من سبب.

هل تملك القوى التغييرية صورة واضحة وموحدة، عن نقاط القوة والضعف لدى السلطة السياسية كي تستطيع بناء خطة عملية لمواجهتها في هذه المرحلة التي نزل فيها 4 مليون لبناني نحو الهاوية؟  سؤال من الضروري الاجابة عليه بعدما أصاب هذه القوى في جولتها الاولى االتي إنطلقت في 17 تشرين 2019 ، خصوصا أن الواقع يظهر أن الاحزاب وقوى السلطة تحاول الاستثمار في وجع الناس وحاجتهم (في ظل المأزق الاقتصادي)، لتظهر بأنها ملاذهم الوحيد بأشكال عدة منها توزيع مساعدات عينية على طريقة “من دهنوا سقيلوا”.

يصارح الناشط السياسي في حراك صور الطبيب إبراهيم فرج “جنوبية” أن “القوى السياسية لديها مأزق وأزمة هذا صحيح، ولكن القوى التغييرية تعاني من عدم قدرتها على إيجاد خطاب موحد وسقف يجمعهم من أقصى لبنان إلى أقصاه الآخر”، مشيرا إلى أن “هذا دليل على أنه ليس هناك قراءة واحدة لبُنية الكيان اللبناني ولذلك كنا أمام طرفين في الانتفاضة، أحدهما كان يعتقد  أن الثورة تستطيع إقصاء قوى السلطة والحلول مكانها، وطرف آخر كان يرى الصراع مع هذه القوى طويل لأنهم يرتكزون على كيان قوي يستطيع أن يحل أزماته وهو عصي على الإنهيار وهذا ما ثبت”.

هذا النظام متجذر ويعرف كيف يجدد نفسه  ويخرج من الازمات

ويضيف:”منذ خمسينات القرن الماضي وفي عزّ الحرب الاهلية، إستطاع هذا الكيان البقاء  والاستمرار بالرغم من كل الانقلابات السياسية التي حصلت في الدول حوله، والضائقة الاقتصادية التي كان يعيشها كان ينتظر رافعة من الخارج لتنقذه منها  وهذا ما حصل في أكثر من محطة”.

نقاط القوة و سبل المواجهة

يشدد فرج أن “قراءته لواقع القوى التغييرية لا تعني الاستسلام لقوى السلطة وكيانها الذي بنته، بل علينا العمل على تغييره شرط أن نعرف ماهيته ونقاط قوته كي نتمكن من مواجهتها، للأسف قوى الاعتراض لم تعرف إلى الآن مدى صلابة هذا الكيان الذي ترتكز عليه قوى السلطة”، لافتا إلى أن “هناك فرق كبير بين مؤسسات الدولة وبين الكيان، ولذلك هناك قوى تغييرية أخطأت حين إعتقدت أنه يمكن الاطاحة بهذا الكيان، بعد أن تظاهر آلاف من المواطنين وهذا أحد أسباب إنحسار موجات الانتفاضة  وإنصراف الناس عنها”.

   قراءة واقع القوى التغييرية لا تعني الاستسلام لقوى السلطة

ويرى أن “دورنا في المرحلة المقبلة يكون عبر بناء معارضة فعلية  وازنة تخترق كافة المناطق اللبنانية، ولا تقتصر على منطقة واحدة على غرار ما حصل في السودان مثلا، علينا بناء ميزان قوى فعلي يعيد إلتفات اللبنانيين إلى أزمتهم  وقضاياهم”، موضحا أنه “لا يمكن البناء على تحركات متفرقة في المناطق، بل علينا بناء منظومة سياسية بأهداف واضحة ومحاكاة لمصالح اللبنانيين جميعا مقابل هذه القوى السياسية التي تنتظر رافعة من الخارج كعادتها”.

إقرأ أيضاً: قوى 17 تشرين تستعيد حراكها(3).. منيمنة لـ«جنوبية»: نبحث عن ساحة إشتباك جديدة مع السلطة

ويشرح أنه “إذا أرادت قوى 17 تشرين فرض “حكومة إنتقالية” يجب أن يكون هناك قوة تستطيع إحتواء  البلد، على غرار ما حصل مع المعارضة السودانية مثلا، وليس عبر الحصول على مقاعد وزارية في الحكومة المقبلة”، مشيرا إلى أن “القوى التغييرية لا تزال إلى الآن تختلف على نسب تحميلها قوى السلطة مسؤولية ما وصل إليه البلد من إنهيار وهذا برأيي إنتحار”.

ويختم: :”مسارنا طويل لأن هذا النظام متجذر منذ أكثر من سبعين عاما ويعرف كيف يجدد نفسه  ويخرج من الازمات”.

السابق
دعوات الى عقد جلسة استثنائية حكومية للتدقيق..ودياب يرفض!
التالي
أسرار الصحف المحلية ليوم الخميس في 8 نيسان 2021