قوى 17 تشرين تستعيد حراكها(3).. منيمنة لـ«جنوبية»: نبحث عن ساحة إشتباك جديدة مع السلطة

ابراهيم منيمنة
"جنوبية" يفتح باب النقاش مع القوى الحية التي انبثقت من ثورة 17 تشرين، حول مشهد جديد و لبنان يقترب من حافة الزوال، ورسوب القوى السياسية في كل الامتحانات التي خاضتها لإنقاذ بلاد الأرز، و حول خارطة الطريق الجديدة و الآلية المطلوبة لإعادة الزخم إلى دور قوى الثورة لانقاذ البلد، بعد إنكفائها في الفترة الماضية لأكثر من سبب.

صحيح أن القوى السياسية تعيش في مأزق فقدان مشروعيتها لدى قسم كبير من اللبنانيين، منهم من يعبر عن ذلك صراحة ومنهم من يهمس بهذه الحقيقة بين الجدران لأسباب مختلفة. لكن الصحيح أيضا أن القوى التغييرية عجزت إلى الآن عن خلق ساحة معركة جديدة وبات حضورها يسجل بين المناسبة والاخرى في مسيرات متفرقة لا تلهب حماسة اللبنانيين المتألمين وتدفعهم للمشاركة العفوية على غرار ما حصل عشية إنطلاق ثورة 17 تشرين. فإلى متى سيستمر هذا العجز ؟

الضغط عبر الشارع إنتهى!!

يجيب الناشط إبراهيم منيمة وعضو حملة “كلنا بيروت” “جنوبية” أنه “في هذه المرحلة كل قوى المعارضة لديها قناعة أن اللجوء إلى الشارع للضغط على السلطة، بات خارج المعادلة المؤثرة على القرار السياسي لأن الازمة اللبنانية تدولت وباتت في مكان آخر”، لافتا إلى أن “قوى السلطة إسترجعت كل عناصر قوتها التي كانت تملكها قبل 17 تشرين، ما عدا مشروعيتها في الشارع اللبناني الذي باتت مهتزة منذ إندلاع الثورة وإلى الآن” .

قوى السلطة إسترجعت كل عناصر قوتها ما عدا مشروعيتنها في الشارع

يضيف:”جميعنا (أي السلطة والمعارضة) نعاني من مشكلة الآن، فمن جهة السلطة السياسية لم تعد تملك مشروعية الشارع اللبناني بالرغم من أنها نجحت في إنتخابات العام 2018 وهناك  قوى معارضة لم تستطع أن تكتسب المشروعية الكاملة كي تمثل قوى 17 تشرين، إذا نحن في عنق الزجاجة وهذا هو سبب عدم القدرة الطرفين على تجاوز بعضهما البعض للخروج من هذا المأزق”.

أدوات تحرك جديدة

في المقابل يرى منيمنة أنه “على القوى التغييرية أن تفكر بأسلوب آخر للتحرك لأن أداة الشارع لم تعد مؤثرة وفي بعض الاوقات يتم إستغلال تحركاتها لتحريك المواطنين ضدها، و يضيف “لذلك علينا إيجاد مساحة أخرى نتمكن من خلالها تحقيق إنجاز لكي نستعيد تأييد الناس وكسب ثقتهم ونعيد الامل إليهم،  خصوصا أنهم مقتنعين أن هذه الطبقة السياسية لن تجديهم نفعا ولن تغير من واقعهم المرير، بل بقاءها سيكون إستمرار لمسلسل المحاصصة التي تعودنا عليها في ما يسمى حكومات الوفاق الوطني”.

نراهن على إكتشاف الناس لوجه السلطة الحقيقي بعد إنفجار 4 آب

ويشير إلى أن “كل مجموعات الحراك تفكر في إيجاد هذه المساحة، وبات سؤال يطرح  نفسه بقوة علينا  ولم يعد بإمكاننا تجاهل أن المسيرات في الشارع لم تعد منتجة، خصوصا في ظل وضع خطوط حمراء على تحرك الشارع من قبل الجيش أي أنه لم يعد أداة ضغط على القرار السياسي”، لافتا إلى أنه “حاليا هناك دراسة لأكثر من مبادرة ولكن يلزمها المزيد من الوقت كي نجد لها إطار موحد يجمع كل قوى الحراك”.

إقرأ أيضاً: قوى 17 تشرين تستعيد حراكها (2).. ضو لـ«جنوبية»: سنعلن خلال أسابيع قيام جبهة سياسية

يضيف:”نفكر في أن تكون الانتخابات النيابية إحدى ساحات الاشتباك المقبلة مع السلطة، ولو أننا نعرف إمكانياتها وقد جربنا المواجهة معها مرتين كلائحة “بيروت مدينتي” الاولى في الانتخابات البلدية والثانية في اللانتخابات النيابية”، مشددا على أننا “نراهن على إكتشاف الناس لوجه السلطة الحقيقي بعد إنفجار 4 آب الماضي، علما أننا كقوى تغييرية خسرنا الكثير من المؤيدين الذين تركوا لبنان بعد الانفجار وهذا عنصر يفرض نفسه أيضا”.

السابق
خاص «جنوبية»: الاليزيه لم تتوصل بعد الى الصيغة الانسب لدعوة المعنيين بتشكيل الحكومة!
التالي
عداد الإصابات بكورونا يُعاود إرتفاعه.. كم سجّل اليوم في لبنان؟