قوى 17 تشرين تستعيد حراكها (2).. ضو لـ«جنوبية»: سنعلن خلال أسابيع قيام جبهة سياسية

مارك ضو
"جنوبية" يفتح باب النقاش مع القوى الحية التي انبثقت من ثورة 17 تشرين، حول مشهد جديد و لبنان يقترب من حافة الزوال، ورسوب القوى السياسية في كل الامتحانات التي خاضتها لإنقاذ بلاد الأرز، و حول خارطة الطريق الجديدة و الآلية المطلوبة لإعادة الزخم إلى دور قوى الثورة لانقاذ البلد، بعد إنكفائها في الفترة الماضية لأكثر من سبب.

تبقى الحقيقة الساطعة انه لا يمكن حتى للطبقة السياسة نكرانها، وهي أن نظام الحكم القائم بلغ من الإهتراء والتشلع حدا لم تعد تنفع معه أي عمليات تجميلية، ولا بد من مبضع جراّح جريء يستأصل ورم الفساد والزبائنية من خلاياه العميقة، كي تستقيم الحياة السياسية في بلاد الارز.

إقرأ أيضاً: قوى 17 تشرين تستعيد حراكها: (1) خلف لـ«جنوبية»: مبادرة 23 تشرين لا تزال صالحة

بالنسبة لمنسق عام حزب “تقدم” الدكتور مارك ضو “صحيح أن الثورة تتعثر لكن يمكنها إكمال طريقها، إذا غيّرت إسلوبها لتجاوز كل الاخطاء التي أدت إنحسار الزخم الشعبي حولها”، و يقول لـ”جنوبية”:”نحن اليوم في واقع فراغ سياسي والمنظومة السياسية الحالية لا تستطيع الحكم، وثورة 17 تشرين لم تنتج البديل”، شارحا أن “العنصر الوحيد الذي يفرض نفسه على البلد هو قوة السلاح وسطوة المافيات المالية، وإستمرار سيطرة المنظومة السياسية على مؤسسات الدولة وفقا لمعايير الطائفية والمحاصصة”.

لا مهرب من تشكيل جبهة معارضة تضم مكونات برزت منذ العام 2019

أمام هذا الواقع يرى ضو أن “الحل هو تمكّننا من إنتاج جبهة أو تكتل أو معارضة سياسية، قادرة على تقديم طرح بديل تكسب من خلاله ثقة الناس وتتمكن من إعطائهم خيارات”، وتكسر حالة “إما الأمر الواقع أو الفوضى” ونصبح أمام خيار” إما الامر الواقع أو طرح بديل”، لافتا إلى أن “البديل لا يمكنه إلى الآن أن يكون احد الأطراف السياسية أو جهة واحدة، وبالتالي لا مهرب من تشكيل جبهة معارضة تضم عددا من المكونات التي برزت منذ العام 2019”.

ما ضمانات النجاح؟

والسؤال الذي يطرح هنا ما الذي يضمن إتفاق هذا البديل على برنامج واحد وهذا ما لم تستطعه منذ 17 تشرين ؟

يجيب ضو:”ليس المطلوب من هذه الجبهة أن تتوافق على برنامج واحد، لأن توحيد كامل الثورة هو وهم وليس حقيقة، والمطلوب هو إبراز لغة سياسية واحدة ومشروع سياسي مشترك لأكبر عدد ممكن من التكتلات السياسية، التي إنبثقت من رحم ثورة 17 تشرين، وثانيا القدرة على الإنتظام بين بعضهم البعض كي يشكلوا فريق عمل متكامل وثالثا وضع خطة عمل مشتركة للعمل عليها”.

تحولنا من ثورة شعبية إلى معارضة سياسية وبأدوات متعددة وأقل عرضة للقمع

يوضح ضو”أن تشكيل هذه الجبهة إنطلق، ونخوض منذ سبعة شهور في حوارات معمقة مع عدد من المجموعات السياسية والاحزاب التي إنبثقت من الثورة، بالاضافة إلى نواب وشخصيات عملت بالشأن العام، وقد إنجزنا إلى الان جزءا كبيرا من المشروع السياسي لهذه الجبهة، بالاضافة إلى القدرة على التنظيم وآليات العمل المشتركة، والآن نستكمل الخطط المرحلية التي سيتم إعتمادها بشكل مشترك، وبعد الانتهاء منها سنعلن خلال أسابيع قيام هذه الجبهة”، شارحا أن “مكونات الجبهة من كل المحافظات اللبنانية وناشطة فيها، وهي مكونات تملك شرعية تمثيلية سواء ممن شاركوا في الثورة أو تعاطوا الشأن العام (نواب وقضاة وسفراء سابقين)، وهي تشكل الخليط الواقعي للقوى السياسية في لبنان وليست نخبوية”.

الرغبة بالتغيير لم تنكفئ

ما الذي يضمن إنكفاء الناس عنها نتيجة ترهيب السلطة ورفع شعارات إستهداف الطوائف(حزب الله مثلا) كما حصل بعد ثورة 17 تشرين؟

يجيب:”الحشد الشعبي هو أحد وسائل الثورة، وصحيح أنه حصل تراجع من قبل الناس و لكن الرغبة بالتغيير كمشروع سياسي لم ينكفئ،و من السهل تفتيت الحشد الشعبي عبر الترهيب والوسائل الامنية، ولكن المعارضة السياسية هي منهج وعمل إستراتيجي وتراكمي ويُتابع هذه السلطة في كل النواحي ولا يقتصر متابعته على سلوك السلطة التشريعية أو التنفيذية بل أيضا القضاء والنقابات والجامعات والبلديات”.

السابق
عشية فتح البلد.. هكذا أقفل الدولار في السوق السوداء مساءً!
التالي
إنخفاض ملحوظ بإصابات الكورونا في لبنان.. ماذا عن الوفيات؟