حراك النبطية.. رص الصفوف وتوحيد البرامج وساحات الثورة

النبطية

منذ اللحظة الاولى لانتفاضة 17 تشرين، كانت ساحة (النبطية- كفرمان)من ازخم الحراكات في الجنوب ،حيث تجتمع فيها عناصر ومكونات حزبية واجتماعية وعلمية بارزة، راكمت نضالات عسكرية في وجه الاحتلال، ومعيشية تمثلت في انتفاضة مزارعي التبغ عام 1972، ولطالما كانت هذه المنطقة الكبيرة الخزان للعمل الاهلي والثقافي.

أصاب حراك النبطية- كفرمان كغيره من ساحات الانتفاضة على مستوى لبنان، ترهلات و هجرة بين صفوفه، على خلفيات الخطابات والشعارات احيانا ،واحيانا اخرى على خلفية تفرد من هنا وهناك، واجتهادات عكست نفسها على آليات وعصب الحراك ،الذي كان بدأ قويا في مواجهات الشارع ،بحيث لم تكسره كثرة التعديات الجسدية من مناصري السلطة (حزب الله وحركة امل) سواء في ساحة النبطية او دوار كفرمان .

إقرأ أيضاً: الطريق إلى جهنم معبدة بنوايا..العهد وحكومته!

يسعى هذا الحراك اليوم الى رص صفوفه وبلورة برنامج موحد، وتوحيد الساحة على المستويين الجغرافي والشعبي ونبذ كل انواع التباينات في الاساليب وبرامج فعاليات الانتفاضة ،استعدادا للمرحلة القادمة التي تحتاج الى المزيد من التعاضد بحسب تعبير اكثر من مسؤول وناشط في حراك النبطية- كفرمان.

لم يترك المشاركون من نشطاء الانتفاضة و بعض مسؤولي الاحزاب فيها، شاردة الا وتناولوها في لقائهم الموسع في استراحة “الموندو” في كفرمان، فكان تقييم ومراجعة لسنة ونصف السنة من الانتفاضة، والاستفاضة في مداخلات المشاركين، التي ركزت على تحصين حراك النبطية ومحافظتها، وعناقه مع حراكات وساحات الجنوب من صيدا وصور، وصولا الى بنت جبيل وحاصبيا ومرجعيون، وذلك على اساس برنامج سياسي موحد وواضح ،في مواجه استشراء فساد السلطة بكل مكوناتها .

يدرج الناشط الدكتور علي وهبي اللقاء الموسع في اطار تعزيز “ثورة” منطقة النبطية وتوحيد جغرافيتها وانشطتها وبرنامجها .

حراك النبطية
حراك النبطية

ويقول ل “جنوبية، هدفنا الاسمى عدم تجزئة الحراك ولم شمله، حتى يكون منتجا وفعالا اكثر، وخاصة في النبطية التي تعتبر واحدة من ابرز الساحات، منذ انطلاقتها في 17 تشرين وحتى الان ،وهي التي لها باع طويل على مر العقود في مواجهة التسلط والطبقة الفاسدة”، مؤكدا ان “تقييم المرحلة من عمر الانتفاضة هو امر ضروري وهام لاخذ العبر، والافادة من الاخفاقات للانطلاق نحو واقع افضل ومثمر”.

ويلفت الناشط وهبي الى التطلع والعمل على “برنامج عمل موحد للساحات واجراء اللقاءات والاتصالات بالساحات الاخرى جنوبا، على امل ان تصبح ساحات الجنوب ساحة واحدة”.

يشدد الناشط عبد الكريم سرحان من مجموعة “النبطية تنتفض” ل “جنوبية” على ان الوجهة الاساسية للتحرك ،هو “العمل الجاد على توحيد ساحات الثورة وفق برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي، من اجل التصدي للتحديات المقبلة، والتي تزيد صعوبة على الشعب اللبناني بسبب سياسات السلطة الحاكمة منذ 30 عاما وحتى يومنا هذا، مؤكدا بان “ساحة الانتفاضة في النبطية ستكون الحاضة ومكانا للمنتفضين وان دوار كفرمان سيكون رهن اشارة ساحة منطقة النبطية .

ووصف الدكتور نظام ابراهيم احد المشاركين باللقاء بأنه كان لقاءً مميزًا هادفًا صريحًا، ويعيد بعض الامل ويؤكد بانه ما زال هناك نبضا ،مضيفا طريقنا صعب وشاق، يحتاج إلى كثير من الوعي والتخطيط والتنظيم الدقيق من اجل غد افضل لهذا الوطن.

السابق
دير عمار على خطى الزهراني.. الظلام بانتظاركم!
التالي
خبر صادم للسجناء في لبنان.. برغل ومياه عوضاً عن الدجاج واللحوم!