الطريق إلى جهنم معبدة بنوايا..العهد وحكومته!

ازمة معيشية تظاهرة لبنان

مضلِّل من يظن ان تشكيل حكومة الحريري أو عدمها، اتفاق عون – الحريري أو خلافهما، تدخل “حزب الله” في المصالحة أو عدم تدخله، تدخل بري – جنبلاط في الخلاف الحكومي أو حيادهما، مشاركة “القوات اللبنانية” في الحكومة أو عدمها، استمرار مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو توقفها.

أمور يمكن أن تؤدي الى خروج لبنان من جهنم، أو قد يكون مضلِّلاً أيضاً! فالمهدئات تريح من الأوجاع لوقت محدد ولكن المرض في مكان آخر! والخطأ في التشخيص يفاقم من إمكانية بقاء اللبنانيين في جهنم لفترة طويلة جداً.

حكومات المهدئات مضيعة للوقت وغير قادرة على العلاج!

والحاجة هي الى جراحات موضعية والى دعم خارجي، والى حكومة تحظى بالثقة الشعبية والعربية والدولية في آن!

وفي الوقائع المرعبة ان إفلاس الدولة حاصل والجريمة مثبتة- إفلاس مصرف لبنان والمصارف حاصل. والمسؤولون كثر- 85% من ودائع اللبنانيين سُرقت بالإضافة الى مئات المليارات من الدولارات من أرزاقهم ومن ثروات الوطن.- الطبقة السياسية فاسدة وعاجزة- الطبقة السياسية فاقدة لثقة كل الأطراف والشركاء المحتملين – التمويل الداخلي مستحيل على المدى القصير.

إقرأ ايضاً: خاص «جنوبية»: باسيل يُفشل كل المبادرات ويرتمي في «حضن» واشنطن!

اما التمويل الخارجي غير ممكن في ظل معاداة لبنان لأشقائه العرب وعدم رغبة أصدقاء لبنان، كالأوروبيين بالتمويل وعدم قدرة إيران على المساهمة في التمويل، باستثناء تمويلها لـ”حزب الله”

اما التمويل المحدود والمشروط بالاصلاحات للمؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي فهي شروط لا رغبة للطبقة السياسية بتحقيقها.

كما ان لا قدرة على إسترداد الأموال المنهوبة التي تمّ تحويلها الى الخارج، على المدى المنظور.

اما وعود الطبقة السياسية بالخروج من الأزمة فهي كاذبة، واللبنانيون في حالة إنكار وهم يشنقون أنفسهم بحبال الهواء.

يحتاج  فتح بوابة العرب الى مصالحة ايرانية – عربية يكون “حزب الله” في صلبها

وبالتالي فإن انكسار تيتانيك الوطن والسقوط العامودي واقع لا محالة، ما لم يسعَ اللبنانيون الى العلاج الجدي- الاصلاحات المالية والاقتصادية والقضائية والادارية مستحيلة عملياٌ لأنها تعني أن الطبقة السياسية تلغي نفسها
وبشكل عام، لا حلول مستدامة للبنان بظل ارتباط سلامه وأمنه بسلام وأمن المنطقة، وحتى السلام المحدود تحت النار مستبعد كلياً في الوقت الحاضر!

العرب أو جهنم!

ما يمنع الخروج من جهنم، مع بقاء لبنان في مرمى النيران الإقليمية، هو الحيلولة دون قيام الدولة. وهو مصادرة قرار الدولة، وبخاصة معاداة الإخوة العرب.

فالعرب هم الجهة الوحيدة القادرة (والممكنة) على ضخ كميات من “الكاش ماني” في الأسواق يمكنها إحياء قليل من الثقة الشعبية بمستقبل لبنان، في ظل هدنة اتفاقية الهدنة.

ويحتاج  فتح بوابة العرب الى مصالحة ايرانية – عربية، يكون “حزب الله” في صلبها، في غياب قدرة الدولة اللبنانية على لعب دورها مباشرة، وعدم قدرتها على الحفاظ على ثقة الأخوة والأصدقاء بها. إن الحل العربي هو، على ما يبدو، الحل الجدي الوحيد أمام اللبنانيين. فإما العرب وإما جهنم!

السابق
خاص «جنوبية»: باسيل يُفشل كل المبادرات ويرتمي في «حضن» واشنطن!
التالي
فضيحتان جديدتان لوزير الصحة.. لقاحات غير معتمدة ولجان للتلقيح بـ«الكيلو»!