العهد «يُقحم» الدبلوماسية في الزاوريب السياسية!

باسيل حزب الله عون

يستعمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كل أسلحته الاعلامية والدبلوماسية، لتسويق القاعدة التي ينطلق منها في مقاربة ملف تشكيل الحكومة،  التي أدت إلى هدم كل “حيطان العمار” بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري يوم الاثنين الماضي، والتي تقوم على إصراره على المشاركة في عملية التشكيل (كما ينص إتفاق الطائف بحسب ما تكرر أوساطه) وليس إقتصار دوره على تقديم ملاحظة حول إسم وزير أو حقيبة معينة.

إقرأ أيضاً: عندما يدكّ «العهد المستقوي».. ما تبقى من الجمهورية!

بغض النظر عما إذا كانت “المشاركة في التشكيل” هي العنوان الوحيد الذي يختلف عليه كل من الرئيسين عون والحريري أم لا، فإن مشهد إستدعاء رئيس الجمهورية للسفراء الغربيين والعرب إلى بعبدا لإطلاعهم على وجهة نظره حول مفهوم تأليف الحكومة كون دولهم تهتم ومعنية بالوضع اللبناني، هو سيف ذو حدين أولا، لأنه يفتح الباب لإتهامه بالاستعانة بالدول الغربية والعربية للضغط على الرئيس المكلف (وهذا الإتهام تمّ توجيهه من قبل أوساطه إلى الرئيس الحريري سابقا حين كان يقوم بجولاته العربية)، وثانيا هو ما سيكون موقف الرئيس عون حين تصدر عن هذه الدول مواقف لا تتوافق مع حساباته الداخلية، هل سيعتبرها تدخلا في الشؤون اللبنانية؟

ما يقدمه عون من إيضاحات للسفراء هو وفقا لمقاييس محلية

والسؤال الاهم هل سيتوافق حسابات بيدر عون (بعد كل اللقاءات الدبلوماسية التي ستتم خلال الايام المقبلة) مع حسابات حقل الدول التي ستجتمع في بروكسل قريبا وستناقش الملف الحكومي اللبناني؟

رياض طبارة
سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة

يجيب سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة “جنوبية” بالقول:”الرئيس عون يحاول شرح وجهة نظره لسفراء الدول المهتمة بالملف الحكومي في لبنان من أجل نقلها إلى دولهم”، لافتا إلى أن  هذه الدول “تعلم تماما التفاصيل السياسية في لبنان،  وهي تتابع  ملف تشكيل الحكومة منذ أشهر وبشكل متواصل، وبالأخص كل من فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وروسيا وإيران”، مشددا على أن “هذه الدول لا تهتم كثيرا بالشروحات التي يقدمها رئيس الجمهورية،٠ بل تهتم بقضايا إستراتيجية أكثر ما يقدمه الرئيس عون وفقا لمقاييس محلية، ولا أعتقد أنها تؤثر كثيرا على موقف الدول الفاعلة لأنها تعمل وفقا لقاعدة مصالحها وإستراتيجيتها”.

طبارة لـ”جنوبية”: شروحات عون الدبلوماسية لن تؤثر على موقف الدول الفاعلة 

والسؤال الذي يطرح هنا ما الذي سيحصل بعد إنتهاء هذه الاستدعاءات؟

يجيب طبارة: “أعتقد أن الدول الفاعلة المتمثلة بالدول الغربية وروسيا ستبدأ بمحاولتها الرابعة لإخراج الحكومة اللبنانية إلى النور، وقد إنتظروا أن تؤتي المحاولة الروسية مع حزب الله لتسهيل ولادة الحكومة ثمارها، وبما ان هذا الامر لم يحصل  فهناك محاولة  جديدة من قبل إتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا وقد تم وضع الملف اللبناني على جدول أعمال الاجتماع الذي سيعقد في بروكسل”.

الدول الفاعلة ستبدأ بمحاولتها الرابعة لإخراج الحكومة اللبنانية إلى النور

يرى طبارة “أن لبنان سيشهد في الاسبوعين القادمين حملة غربية جديدة لإعادة الامور الحكومية إلى مجراها، ولخرق جدار العناد والمحاصصة التي تصر عليها الطبقة السياسية في لبنان”، معتبرا أن “ما يمكن الرهان عليه هذه المرة، هو الجبهة الدولية لمواجهتم وجرهم لتنفيذ بنود المبادرة الفرنسية، التي باتت تضم كل الدول الفاعلة على الساحة الدولية، أي الولايات المتحدة وروسيا وليس فقط دول الاتحاد الاوروبية، ولكل من هذه الدول مصلحة في ولادة الحكومة اللبنانية ووضع لبنان على سكة الاستقرار”.

السابق
الإنقسام بين «أمل» و«حزب الله» يتمدد إلى المقابر..«مقاطعة ضمنية» للمآتم «الكورونية»!
التالي
بعد تقديم أسطوانات الأوكسجين.. وسم «شكراً سوريا الأسد» يثير السخرية