استعدادات للأسوأ.. لبنان دخل في المحظور والوضع الأمني على المحك!

لبنان

بدا وضاحا أمس ان التأليف الحكومي عاد الى المربع الأول بعدما استعر الخلاف بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وقد أعر ب مرجع أمني كبير لـ”الجمهورية”، عن تخوّف كبير من احتمالات مخيفة، بعد الضربة التي مُني بها الاستقرار السياسي جراء فشل اللقاء الثامن عشر بين عون والحريري. ومع الأسف فإنّ الشعب اللبناني هو الذي دفع وسيدفع الثمن الباهظ.

اقرا ايضا: طبول الحرب السياسية الأمنية تُقرع!

وابلغ مرجع مسؤول الى “الجمهورية” قوله: “بعد فشل اللقاء بين الرئيسين عون والحريري، وتقاذفهما مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة، دخل لبنان في محظور خطير، ليس في الإمكان تحديد تداعياته الخطيرة على مجمل الوضع الداخلي سياسياً ونقدياً”.

واضاف: “كنا وما زلنا نؤكّد على وجوب ان يلتقي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف على مساحة مشتركة يتفاهمان فيها على حكومة وفق المبادرة الفرنسية، لا غلبة لطرف فيها على طرف آخر. ولكن كما هو واضح، هناك من هو مصرّ على التحكّم بقرار الحكومة عبر الإصرار على حصّة الاسد في الحكومة والامساك بقرارها عبر الثلث المعطّل لفريقه السياسي، وهذا الثلث يشكّل مقتلاً للحكومة قبل ان تقلع”.

وقال: “لقد وصل لبنان الى مرحلة متقدّمة من الخطر على وجوده، وكل يوم تأخير سيرتب اعباء اضافية على المواطن اللبناني، وسيصعّب امكانية بلورة حلول. وما اخشاه في هذه الاجواء، ان يبلغ لبنان مرحلة من التعقيد لا يعود معها قادراً على ان يوجد حلول ولو ترقيعية لوضعه المنهار، ما يعني انّ الحلول ستصبح اكثر صعوبة وتعقيداً، والأكلاف القاهرة يدفعها المواطن اللبناني فقط. وخصوصاً انّه يتعرّض لمحاولة اغتيال، سواء عبر التلاعب بسعر الدولار أو عبر التلاعب بالأسعار، علماً انّ بعض التجار عمدوا الى تسعير سلعهم على دولار بـ17 الف ليرة. فما هو المطلوب بعد، واي انهيار يريدونه حتى يتحركوا في اتجاه الحلحلة، ناهيك عن فوضى تفلّت السلاح وتفشي وتزايد عمليات السرقة… مرة جديدة اقول رحمة الله على لبنان”.

من جهة أخرى، أشار موقع أم. تي. في. الى أن يبدو واضحاً أنّ الطوائف تستعدّ للأسوأ أمنيّاً. النقطة الأهمّ التي جمعت وليد جنبلاط وطلال ارسلان في لقائهما الأخير كانت ضبط الشارع الدرزي أمنيّاً، إن شهدنا تفلّتاً في الشوارع الأخرى. ويحكى عن اجتماعٍ رباعي سيحصل قريباً، وسيضمّ ممثّلين عن التقدمي الاشتراكي والديمقراطي، بالإضافة الى حركة أمل وحزب الله.

أمّا شيعيّاً، فبرز اجتماعٌ ليل أمس ضمّ عن “أمل” النائب علي حسن خليل والحاج احمد بعلبكي، وعن “الحزب” المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا. وكان الهاجس الأمني وضبط الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي مدار البحث.

كذلك، يشكّل تجمّع رؤساء الحكومات السابقين الضمانة لعدم حصول أيّ مواجهة في الشارع السنّي، خصوصاً أنّ العلاقة بين هؤلاء، ومعهم الحريري، هي الأفضل منذ فترة طويلة جدّاً.

تبقى الساحة المسيحيّة التي تفتقد لأيّ تنسيقٍ بين مكوّناتها، ويتقدّم فيها حزب “القوات اللبنانيّة” من ناحية القدرات الأمنيّة على سائر الأحزاب المسيحيّة.

يبقى أمرٌ سُمعت أصوات تحذّر منه في الساعات الأخيرة. قد تكون خطوة الحريري وضعته تحت الخطر الأمني، لأنّ استهدافه قد يفتح ثقباً كبيراً في جدار الخلافات السياسيّة الذي يزداد ارتفاعاً. إلا أنّ هذا الأمر يبقى مبنيّاً على تحليلات أكثر منه على معلومات.

السابق
برّي منزعج.. شرخ بين حركة «أمل» و«حزب الله»؟
التالي
تحقير واهانة.. محاولة لتحويل رئيس الحكومة لباش كاتب: وهذا ما انطوت عليه ورقة الحريري