طبول الحرب السياسية الأمنية تُقرع!

مخاوف من فلتان امني في لبنان

تزداد إحتمالات التفلت الامني إرتفاعا، مع إستمرار إنسداد الافق السياسي حول تشكيل حكومة جديدة، ويدق السياسيون من وزراء ورؤساء أحزاب طبول الاشكالات الامنية الكبيرة، التي لن تجد من يردعها أو يضبطها على أقل تقدير، ولعل الكلام الأخير لوزير الداخلية محمد فهمي أبلغ دليل على أن بلاد الأرز تكاد تكون متفلتة من عُقالها الأمني، في ظل إستمرار الوضع السياسي والاقتصادي والمالي المتأزم، ناهيك عن التهديدات عن أرسلها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته الاخيرة بأن “الكيل طفح من الاقفال المتكرر للأوتستراد الساحلي الممتد من بيروت إلى الجنوب”.

إقرأ أيضاً: حين تسقط الليرة بـ«الضربة القاضية»!

كل ما سبق يعني أن البلد بات مكشوفا على كل الصعد، وأن التحليلات تأتي من كل حدب وصوب حول إحتمال عودة الحرب، أو سيناريو أمني سيأكل ما تبقى من أخضر ويابس في لبنان، فهل تصح هذه التوقعات وأين هامش الجيش والقوى الامنية لإستدراكها، من دون نفي حالة الاستنزاف التي يعيشونها منذ أكثر من سنة وأربعة أشهر؟

التهديدات الامنية تتعاظم

يجيب الخبير العسكري العميد نزار عبد القادر “جنوبية” بالقول:”إذا بقي الوضع السياسي على جموده والفلتان في سعر الدولار ، من المنتظر أن تتعاظم التهديدات الامنية وأن يحصل في البلاد هزة أمنية كبيرة قد تفوق قدرة الجيش والقوى الامنية على الامساك في الوضع”، مشددا على أن “الدولة هيبة وهذا ما هو مفقود حاليا، وحالات الفلتان في الشارع تزيد من تراجع هيبة الدولة وسلطة القانون وقدرات الاجهزة الامنية، ولذلك لا بد من أن يعي كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والرئيس مجلس النواب، ان خطاب السيد حسن نصر الله الاخير كان خطيرا للغاية لجهة تهديد الثوار بأنهم سيدفعون الثمن إذا تم إقفال الطريق”.

يضيف:”التهديدات الامنية لم تعد تأخذ طابعها التقليدي لجهة زيادة الجريمة والفساد، ولكن ايضا يمكن ان ننتظر ردة فعل على إقفال الطرقات، وهذا الامر تلقفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ودفعه إلى زيارة الرئيس عون، لأنه شعر بأن كلام نصر الله يتضمن تهديدا ولا نعرف متى يمكن للقمصان السود او مسلحي حزب الله ان يتصدوا للثوار على الاوتستراد الساحلي”.

الوضع الامني هو قرار سياسي

يشرح عبد القادر أن “الوضع الامني هو قرار سياسي قبل أن يكون قرار أمني وطالما أن ليس هناك حكومة أصيلة والبلد يعيش في ظل حكومة مستقيلة فالقرار السياسي غائب، وهذا يؤثر جدا على الوضع الامني العام في البلد”، معربا عن إعتقاده أنه “في ظل الاستنزاف الذي تعرض له الجيش والقوى الامن منذ بدء الانتفاضة في 17 تشرين وحتى اليوم يجعل الوضع الامن إلى حد بعيد مشوه وغير فاعل”، ويعتبر أنه “لا بد من ان يعي الرؤساء و كل السياسيين ضرورة تسريع تشكيل حكومة والبدء بالعملية الاصلاحية، للتخفيف من هذا الاستنزاف للأجهزة الامنية سواء الجيش أو القوى الامنية، وان تكون هناك حكومة قادرة على إتخاذ القرارات الامنية اللازمة”.

عبد القادر: كلام نصر الله يتضمن تهديدا و القمصان السود  جاهزة للتصدي للثوار

ويفسر عبد القادر”شعور وزير الداخلية أن الوضع الامني مهدد في ظل الارتفاع في العمليات الجرمية من سرقة وقتل، بأنه يعني أننا أمام خيارات صعبة وتهديدات متنوعة بإنتظار تشكيل حكومة”، لافتا إلى أن “الوضع الإجتماعي السيء بسبب تدهور سعر صرف العملة الوطنية بإتجاه الدولار مما يضع الناس أمام مأزق، فمن جهة هناك فلتان في الشارع ومظاهرات وهذا ما يشجع حالة “اللاأمن” كما أن البلاد أمام وضع إجتماعي -أمني- مالي خطير جدا” .

ويرى أنه “عندما تتفق مختلف القوى عندها، يمكن أن يكون هناك أملا في معالجة الوضع الاجتماعي والمعيشي وتحقيق بعض الاصلاحات التي يطالب فيها الثوار، وإذا لم يحدث ذلك الامن سيكون فالتا على غاربه ولا أمل في أي معالجة أخرى”.

ويختم: “المعالجة الامنية هي معالجة موضعية ومؤقتة ولكن القرار السياسي هو الذي يعطيها المفعول الدائم و القدرة على ضبط الاحداث في البلاد”.

نزار عبد القادر
نزار عبد القادر
السابق
«حرب التشكيلات» تندلع على جبهة بعبدا – بيت الوسط!
التالي
انخفاض ملحوظ بإصابات «كورونا» في لبنان.. ماذا عن الوفيات؟