نصرالله إلى المربع الأول..لا لحكومة إختصاصيين ولا لـ«صندوق النقد»!

السيد حسن نصرالله
تخلى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس عن لعبة التوازنات التي كان قد تبناها في الشهور الماضية، لصالح ترجيح كفة حلفائه العونيين على خصمهم رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، فاعلن نصرالله بشكل حاسم انه لا يريد حكومة اختصاصيين ، وهاجم صندوق النقد الدولي، مؤيّدا خيار تعويم حكومة حسان دياب المستقيلة في حال لم ينجح الحريري بتشكيل حكومة جديدة.

جاءت كلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المتلفزة بمناسبة يوم الجريح وكأنها ردّ سريع على حديث رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي كان قد دعا الى “تشكيل حكومة يمكنها أن تستأنف المحادثات مع صندوق النقد الدولي، لانها الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الاقتصادي السريع في البلاد، مضيفا أنه ما تزال هناك فرصة لتشكيل مثل هذه الحكومة”. 

وجاءت تصريحات الحريري غداة تبادل الانتقادات مع الرئيس ميشال عون حول من يتحمل مسؤولية التأخير خمسة أشهر في تشكيل الحكومة، بينما تنزلق البلاد نحو الفشل. 

نصرالله يعود الى حليفه العوني 

فقد قال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، إن حكومة الاختصاصيين المقترحة من جانب الحريري، “لن تصمد” ولن تنجح دون وجود غطاء سياسي يدعم اتخاذها “قرارات غير شعبية”. 

وأيّد نصرالله  الرئيس  ميشال عون، بطرحه تشكيل “حكومة تكنو- سياسية، وما تسمح لأحد يهرب من المسؤولية، اللي بيهرب من المسؤولية ويقول أنا ما إلي خصة وهو كان له خصة على مدى سنوات لازم يتحاكم”. وبهذا يكون امين عام حزب الله قد انهى لعبة “الحكم” بين طرفي النزاع (الحريري وعون)، لصالح حليفه المسيحي، منهيا بذلك مناورة سياسية لم تعمر طويلا. 

وفي تهديد مبطن بسحب بساط التأليف تحت سعد الحريري شدد نصرالله على أنه، “اذا استمر التأزيم في ملف تأليف الحكومة فالحل هو اعادة تفعيل عمل الحكومة المستقيلة ومن دون وضع شروط”, مضيفاً “مسؤولية رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب هي اعادة جمع الحكومة والتصرف”.أما الحلّ الثاني فهو “بالتفتيش عن حلّ دستوري دقيق نراعي فيه التوازنات الطائفية ولدينا مجموعة أفكار بحاجة لنقاش”. 

لا لصندوق النقد الدولي 

وفي تصعيد كان متوقعا، هاجم نصرالله تقديمات وقروض صندوق النقد الدولي وشدد على أن “صندوق النقد الدولي لا يريد تقديم مساعدات بل قروض ويفرض شروطاً على لبنان.وسأل “هل سيتحمل الشعب اللبناني تنفيذ شرط صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن المواد الاساسية؟”, مضيفاً “هل تستطيع حكومة الاختصاصيين تحمل قرارات مفصلية كبيرة؟”. 

إقرأ أيضاً: «التقنين» من المحطات إلى الصيدليات..والشارع على هديره!

هذا الهجوم على صندوق النقد الدولي يظهر ان حزب الله لم يبدّل رأيه كما أُشيع سابقا على الرغم من صمت نوابه ومسؤوليه اخيرا عن التعرض لصندوق النقد، فالحياد الذي دعا اليه البطريرك الراعي،والدعوة لمؤتمر الدولي، وصندوق النقد الدولي، كلها ثوابت ممنوعه بنظر حزب الله، على الرغم من اعتراف نصرالله الليلة ان نظريته في التحول الى الشرق فاشلة،  لان تلك الدول تخشى من العقوبات الاميركية كما قال، ولكنه استمر بالدعوة اليها رغم ذلك. 

ولم يطل ردّ رئيس التيار الحر جبران باسيل، فعقّب بفرح وغبطة على كلام نصرالله قائلا على حسابه تويتر: 

“هذا ما ينتظره التيار واللبنانيون … هذا هو المشروع المشترك الذي يمكن ان ينضمّ اليه الجميع، وهذه هي روحية وثيقة التفاهم “المطوّرة” التي يمكن لها ان تنقذ البلد وتنهض به. الى الأمام بالأفعال، حماية للبنان وحرباً على الفساد”.! 

نصرالله حذر الحريري من تشكيل حكومة اختصاصيين والتعامل مع صندوق النقد الدولي تحت طائلة سحب التكليف!

وهكذا فان عودة حزب الله الى التيار الحرّ المشفوعة بتحذيرات الى الحريري من مغبة تشكيل حكومة اختصاصيين والتعامل مع صندوق النقد الدولي، هذا الفحوى، هو سمة حديث نصرالله، على امل ان لا تتحقق مخاوفه من نشوب حرب اهلية جديدة، فيسقط مزيد من قتلى وجرحى، في بلد عانى من الحروب العبثية لصالح الاخرين ما عاناه ولم يتعلّم مقاولو الحروب من ابنائه ان ما جنته اياديهم سينقلب عليهم سريعا ليكونوا هم الضحايا  أولا وأخيرا. 

السابق
«التقنين» من المحطات إلى الصيدليات..والشارع على هديره!
التالي
بعد مكابرة لسنوات نصرالله يُقر بالهزيمة أمام العقوبات..لا دولار بعد اليوم!