بعد مكابرة لسنوات نصرالله يُقر بالهزيمة أمام العقوبات..لا دولار بعد اليوم!

ازمة رغيف
بعد مكابرة لسنوات، أقر السيد حسن نصرالله بعمق الازمة المالية التي يمر فيها "حزب الله" وانه سرح 80 في المئة من عناصره واستبدلهم بعناصر إحتياط لا يتقاضون رواتباً منه، ومن يتقاضى رواتب في الحزب صار يقبضها على الليرة اللبنانية اما القلة القليلة الذين يتحسسون "الاخضر"، فدعاهم الى التبرع ببعضها في صندوق خاص!

إستفحال الازمة الاقتصادية في لبنان وازدياد منسوب التدهور المعيشي والمالي ووصول الدولار الى 15 الف ليرة، جعل كل اللبنانيين و”حزب الله” يتقدمهم يصرخون من الالم ويئنون من التداعيات الكارثية لما يجري.

سنة وبضعة اشهر على الازمة كانت كفيلة بإرتفاع الصرخة الشيعية على “حزب الله” وامينه العام السيد حسن نصرالله عندما تحدث بعد فترة قليلة من اندلاع ثورة 17 تشرين الاول  انه “سيستمر في دفع رواتب عناصره بالدولار مهما بلغت الأزمة المالية”، وانه “لن يدع أحداً يجوع”.

 وهذه كلها  في شعارات اطلقها وكانت “للاستهلاك الاعلامي” الشيعي الداخلي وموجهة الى عناصره وكوادره وعائلاتهم ومن يستفيد من “حزب الله” مالياً بشكل مباشر او غير مباشر.

ومعروف وفق مصادر متابعة لازمة حزب الله المالية ان  ازمته بدأت منذ العام 2015 ولم تنفرج رغم توقيع ايران الاتفاق النووي مع ادارة اوباما وازدات الازمة سوءاً مع خروج ترامب من الاتفاق في العام 2018 ليستمر التدحرج المالي وتضاؤل الاموال الآتية من ايران لتبلغ ذروتها مع حلول كانون الاول 2019  تاريخ الكشف عن “كورونا” في ايران لتبلغ الازمة ذروتها في ايلول العام 2020 .

وكان موقع “جنوبية” سباقاً في الكشف عن تقشف قاس بدء في “حزب الله” وانه مستمر حتى ثمانية اشهر، وقد يكمل التقشف لاشهر مقبلة، وحتى نهاية العام مع استمرار ازمة لبنان الاقتصادية والمالية و”الكورونية”.

تبجح نصرالله وعناصره بالتعامل بالدولار في حين ان ثلثي الشعب اللبناني والشيعة جائعون وضعه في موقف حرج للغاية امام بيئته

وخطابه امس بيوم “الجريح” ترى مصادر متابعة لـ”جنوبية” فيه ان متعدد الاوجه والالسن ولعل ابرزها ما هو موجه حصراً الى الطائفة الشيعية وخصوصاً الى بيئته وتحديداً بعد عناصره، الى البيئة الشيعية الاخرى او جمهور ومناصري “حركة امل”.

وبعد شعور نصرالله وقيادته الداخلية ان الامور تفلت من ايديهم شيعياً ومع شعور 60 في المئة من الشيعة بالغبن وان نصرالله وحزبه يأكلون ويتنعمون بالدولارات الايرانية التي تأتي لحساب استعمال الورقة الشيعية وورقة المقاومة لبنانياً واقليمياً، بات لزاماً وفق المصادر النزول عن الشجرة ولو بشكل تدريجي.   

استبدال مقاتلين بإحتياط!

وما قاله نصرالله في خطابه امس أن أكثر من 80% من العاملين في حزب الله لا يتقاضون راتبا، و80% من حزب الله هم من عناصر التعبئة، وهم متطوعون، ويدفعون من جيوبهم ليذهبوا للتدريب، كان تفرد موقع “جنوبية” بالاشارة اليه في تموز وايلول من العام 2020 وان “حزب الله” يعمد الى تسريح عناصر من الاحتياط وممن جندهم لاجل المعركة السورية منذ العام 2013 وصعوداً ويستبدلهم بعناصر “التعبئة” او عناصر الاحتياط من الجسم الداخلي وهم من العاملين في المجال الطبي والهندسي والاعلامي والتمريضي ومن طلاب المدارس الثانوية والجامعات وكل قطاعات الحزب المدنية ويلجأ الى نظام يسمى بـ”المرابطة” وهي نوع من الدورات والمشاركة العملانية لهؤلاء العناصر في الميدان وقد سقط العشرات منهم في المعارك السورية .

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يَشُد حزام التقشف..لا طحين بعد نفاد العراقي!

وهؤلاء لا يتقاضون رواتباً من الحزب جراء الخدمات العسكرية . اما باقي العناصر وباستثناء العسكر يتقاضى كل موظفو الحزب وحتى “اصدقاء” الحزب الرواتب وفق سعر المنصة الرسمية او سعر الدولار البنكي اي 3900 ليرة لبنانية.

اما حديث نصرالله عن ان الذين يقبضون بالدولار يتبرعون لاقاربهم وذوويهم ويسددون ديونهم وإنشاء صندوق “دولاري” للعمل الخيري ما هو وفق المصادر الا لامتصاص غضب الشارع الشيعي، ويؤكد عمق ازمة “حزب الله” المالية واعلانه الهزيمة على لسان نصرالله امام العقوبات المالية.

تقشف موجود منذ اشهر

وكان موقع “جنوبية” وفي 20 ايلول الماضي كشف عن عقد مسؤول كبير في “حزب الله” له صلاحيات مالية وإدارية واسعة “مركزياً”، سلسلة اجتماعات مع روابط القرى ومسؤولين كبار في الجنوب ومن ثم تم تبليغ المحازبين والعناصر والمناصرين بالمعلومات تباعاً.

وتشير معلومات خاصة لـ”جنوبية” الى ان المسؤول شرح للكوادر الصعوبات المالية للحزب، وان وضعه ليس على ما يرام، وان عليهم تحمل التقشف الجاري والذي سيشتد في الاشهر الثمانية المقبلة.

“حزب الله” كان عمم على عناصره منذ 8 اشهر ان البلد مقبل على ازمة سيولة كبيرة وسيشهد الدولار ارتفاعاً قياسياً!

وقال المسؤول ان الاوضاع في لبنان خطيرة، وان الازمات ستتكاثر وان البلد مقبل على ازمة سيولة كبيرة بالليرة اللبنانية وبالدولار وسيكون هناك ارتفاع قاس بسعر صرف العملة الخضراء.

ويتوقع “حزب الله” وفق المسؤول ان يكون هناك اضطرابات في الشارع، وان يعمد البعض الى طريق الجنوب.

ويشدد الحزب وفق المسؤول المذكور على ان الاستعدادات الامنية لمنع قطع اي طريق حيوي يمس بـ”أمن” “حزب الله” او امداداته اكتملت. وباتت المجموعات جاهزة بكامل سلاحها للتدخل قرب الطريق الساحلي والطرق الرئيسية!

وخلال اللقاءات التي عقدها، دعا المسؤول “عائلة حزب الله” الى التموين وتخزين ما تيسر من مواد غذائية ومحروقات وغاز منزلي والانتباه الى المواد الغذائية الاساسية.

وشدد على ضرورة تخزين الطحين، لانه سيختفي من الاسواق قريباً، وخصوصاً بعد اقتراب مخزون الهبة العراقية من الطحين من النفاد. وتلَف اكثر من النصف، والنصف الآخر بدل ان يوزع كهبة ودعم، يباع الى الافران كطحين مدعوم وبأسعار عالية نسبياً!

السابق
نصرالله إلى المربع الأول..لا لحكومة إختصاصيين ولا لـ«صندوق النقد»!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 19 آذار 2021