«هلوسات» لبنانية.. منذ أكثر من عشر سنوات!

لبنان

أنا اللبناني منذ أكثر من عشر سنوات ، لدي مؤسسات رئاسية ونيابية وحكومية ، ينبثق عنها وزارات ” سيادية وخدماتية ” حسب تعريف الطبقة السياسية، وزارات حسب تعريف العالم بأجمعه ، لكنها في بلدي تحولت إلى “حقائب” بهمة جهابذة السياسة وبلاغة مفرداتهم اللغوية الفريدة من نوعها ، و” صدق “توصيفهم للواقع .
… أنا اللبناني منذ أكثر من عشر سنوات، أسمع عن مؤسسة رئاسة الجمهورية ولا أرى سيادة ، أسمع عن مؤسسة مجلس النواب ولا أرى تشريعا ، أسمع عن مؤسسة مجلس الوزراء ولا أرى سوى حاملي ” حقائب ” للزعماء دون أي منفعة عامة .

… أنا اللبناني منذ أكثر من عشر سنوات ، أسمع عن وزارة دفاع وسمائي تخرق كل لحظة ذهابا وإيابا وكأني بال mk ” المدللة ” لدينا نحن الجنوبيين بإسم أم كامل باتت هي ” حاملة حقيبة ” الدفاع . أسمع عن وزارة مال وجيوبي فارغة بعد أن صودرت أموالي من البنوك ووضعت في ” حقائب ” متعددة القعر والقهر .

إقرأ أيضاً: بري يدق باب بعبدا بمفتاح اليرزة..والجواب يأتي من متقاعدي «أمل» جنوباً!

أسمع عن وزارة صحة وصحتي في غرفة الإنعاش بينما حامل الحقيبة يحتفل بإنجازاته تارة بالرقص على جثتي بالسيف والترس ، وتارة بالتلذذ بأكل الحلوى في الشوارع إحتفالا بذكرى ميلاد ولِّي ” حقيبته ” .

أسمع عن وزارة داخلية فيها أمن عام وأمن داخلي وأمن دولة ، ولا أرى أمناً حيث ” يعدم ” الأحرار في الشوارع كحالة هاشم السلمان ، وتحت جنح الظلام كما في حالة لقمان سليم وغيرهم ، والأمن الداخلي كما يبدو بات رهينة الصفقات دفاعا عن الأمن الخارجي .

أسمع عن وزارة شباب ، والشباب منهم من هاجر ومنهم من ينتظر ومنهم من يعتقل بتهم الإرهاب غب الطلب .
أسمع عن وزارة عدل، والعدل مفقود ومعتقل في أدراج من يجدر بهم أن يحملوا ميزانه ويغمضوا عينيه كي لا يفرق بين الناس ، فإذا بهم هم ميزانه المائل وهم عيونه التي أصابها الحَوَل السياسي والحزبي فأصابته في مقتل .
أسمع عن وزارة للزراعة وأخرى للصناعة ، ولا زلت آكل مما لا نزرع وألبس مما لا نصنع .

أسمع عن مجالس ملية وطوائف ومذاهب تناهز ال 18 ، ولا أرى ديناً يشفي القلب والروح ويطهرها من الآثام .
أنا اللبناني منذ أكثر من عشر سنوات ، أسمع وأسمع وأسمع جعجعة ولا أرى طحينا أللهم إلا في المدينة الرياضية حيث لا ينفع الطحين ، أسمع أخبارا ولا أرى إعلام بفضل مجلس محفوظ للصم والبكم وهو عبارة عن ” حقيبة ” يد صغيرة في يد صانعي الأخبار .

أسمع عن ” حقيبة ” الطاقة العامرة ب 45 مليار دولار أو أكثر وإنجازاتها ، ولكني لا أراها بسبب العتمة ، أسمع وأسمع وأسمع عن بلد ودولة ووطن ومؤسسات لكني لا أرى سوى ” حقائب ” .

نعم أنا اللبناني منذ أكثر من عشر سنوات ، وطني تحول إلى حقيبة ، البعض يحولها إلى المصارف السويسرية وغيرها ، والبعض الآخر ممن هم أمثالي من اللبنانيين منذ أكثر من عشر سنوات يحملها على ظهره وفي قلبه … ويرحل …

السابق
محيط مجلس النواب يُزلزل: حسن نصرالله إرهابي.. والحريري حرامي!
التالي
بروفايل حسن نصرالله في ملفات الجيش الإسرائيلي… شعبة للاستخبارات ترصد تحركاته ولغة جسده وحتى أنفاسه