بري يدق باب بعبدا بمفتاح اليرزة..والجواب يأتي من متقاعدي «أمل» جنوباً!

تظاهرة للعسكريين في الزهراني
فجر رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل "قنبلة" معيشية واقتصادية ومالية لا تقل شظاياها التفجيرية عن سلسلة الرتب والرواتب والتي استرضت فيها السلطة السياسية جمهورها في رشوة انتخابية قبل انتخابات 2018 بقليل. وامس تقدم خليل باقتراح القانون المعجل المكرر، لإعطاء مليون ليرة لبنانية شهرياً لكل ضباط وعناصر القوى العسكرية والأمنية لمدة 6 أشهر بقيمة إجمالية تصل إلى 738 مليار ليرة.

ويؤكد خبير اقتصادي لـ”جنوبية” ان هذا القانون ان اقر فإنه سيتطلب تامين 123 مليار ليرة شهرياً، اي بصريح العبارة وفي ظل الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية وافلاس الدولة وتوقف الجباية وانعدام الواردات او اي مال خارجي، طبع المزيد من الليرات اللبنانية بلا قيمة نقدية او تغطية، بل ورق سيزيد من التضخم، وسيرفع من الطلب على المنتجات ويشكل ضغطاًً على الاسواق واستهلاك السلع وبالتالي سيزيد طلب التجار على الدولار من السوق السوداء ويعني ذلك مزيد من ارتفاع سعر صرف الدولار ودخول لبنان في دوامة انهيار جديدة.

في المقابل وبمجرد اعلان خليل عن اقتراحه، ارتفعت صرخة الموظفين في سائر القطاعات والإدارات العامة على المطالبة بـ”المعاملة بالمثل” مع العسكر.

إقرأ أيضاً: أين «حزب الله» من جوع بيئته الحاضنة؟!

وفي حين انفجرت المطالبات بزيادة الأجور للعاملين في مختلف القطاعات والإدارات العامة، انطلاقاً من عدم دستورية التمييز في الزيادات على الرواتب، لا سيما وأنّ موظفي المستشفيات الحكومية لم ينالوا حتى اليوم حقوقهم المستحقة من سلسلة الرتب والرواتب.

مصادر لـ”جنوبية”: بهذه الخطوة بري يزكزك لعون عبر تبني زيادة للجيش لن يكتب لها النجاح!

حيث يتجه المستخدمون في المستشفيات الحكومية يتجهون إلى إعلان الإضراب لمواجهة أي قانون يقتصر على الأسلاك العسكرية ويستثنيهم من زيادة غلاء المعيشة.

وأعلنت رابطة موظفي الإدارة العامة نيتها الإضراب العام في كل الإدارات غداً بالتزامن مع انعقاد الجلسة العامة النيابية، على أن تعلن إضرابها المفتوح ابتداءً من الاثنين المقبل في حال لم تنتج الجلسة زيادة بقيمة مليون ليرة لجميع الموظفين من دون استثناء.

زكزكة عون

وتقرأ مصادر متابعة لـ”جنوبية” في هذه الخطوة “زكزكة” سياسية من بري لرئيس الجمهورية ميشال عون.

وتشير الى ان بري يضرب عصفورين بحجر واحد. من جهة يزكزك لعون و”التيار الوطني الحر” ويلعب دور “الاب الحامي” للمؤسسة العسكرية وخصوصاً عندما يحكى عن حالات فرار ليست صغيرة في صفوف العسكريين من مختلف القطاعات، فيظهر انه داعم للمؤسسة وقائدها العماد جوزيف عون ويناصره الى جانب الحملة العونية – الباسيلية عليه كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية بعد عامين!

ومن جهة ثانية يدرك بري وفي الحجر الثاني الذي يرميه تجاه بعبدا ان لا مجال لان يمر هذا القانون اذ من المستحيل زيادة مليون ليرة لـ300 الف موظف في حين تبكي الخزينة على “فلس الارملة” وبالتالي يكون حقق الشعبوية المطلوبة.

تحرك لمتقاعدي “امل”!

ووفق معلومات لـ”جنوبية”، سارعت “حركة امل” ومناصروها من المتعاقدين الى الدعوة للتظاهر ضد اقتراح قانون خليل بعد ساعات من اعلانه، وتم التحضير ليلاً وعلى “عجالة” لحشد المتقاعدين في قوى الأمن الداخلي ومن مناصري “أمل” وبعض اليساريين ومقربين من “حزب الله” وذلك عند نصب الشهيد بلال فحص في محلة الزهراني.

واللافت بعد الاعتصام اليوم ان بعد الاعتصام ، توجه وفد الى دارة بري في المصيلح وعقدوا أجتماعا مع مدير مكتبه النائب هاني قبيسي وسلموه كتابا بالمقترحات المقدمه والذي وعد الوفد باطلاع بري على مضمونه!

محرك هؤلاء من المنظَمين في “حركة امل” وهذا يؤكد ان التنسيق موجود بين عين التينة واي تحرك في المناطق

ووفق المعلومات فأن محرك هؤلاء من المنظمين في “حركة امل” وهذا يؤكد ان التنسيق موجود بين عين التينة واي تحرك في المناطق. وكأن ببري يقول باليمنى نطرح الاقتراح وباليسرى نسحبه. وبالتالي يحقق بري المعادلة التالية: في بعبدا ندق الباب ونُسمع الجواب من الزهراني!

قبيسي خلال لقائه الوفد في مصيلح
قبيسي خلال لقائه الوفد في مصيلح

السابق
أين «حزب الله» من جوع بيئته الحاضنة؟!
التالي
ترويج للقاحات ضد كورونا في السوق.. ووزارة الصحة تحذر!