هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 7/3/2021

مقدمات نشرات الاخبار

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

الشارع ملتهب بتحركات متجددة ومفتوحة، ماذا تنفع التحليلات والتوقعات والمناشدات ما دام أهل الحل والربط، ليسوا على السمع.

تواصلت التظاهرت عشية إعادة فتح البلد، وقطع العديد من الطرق في بيروت والمناطق، في وقت تحدثت أوساط سياسية عن مبادرة يعتزم الرئيس بري طرحها لتسهيل تشكيل الحكومة، وينتظر أن تتم غدا اتصالات في هذا الخصوص، أيضا في خصوص الحؤول دون اعتكاف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.

محليا أيضا، سأل البطريرك الراعي: كيف لا يثور هذا الشعب والدولار بات 12 ألف ليرة والحد الادنى للاجور يقارب السبعين دولارا اميركيا؟.

السؤال أرفقه البطريرك بدعوة السياسيين للتصالح مع شعبهم، وكذلك المطران عودة حذر السياسيين من ثورة الجياع.

وعلى عكس تيار الصراعات والحروب، اليوم مضى قداسة البابا برسالة السلام والغفران، رسالة رددها أمام الناجين من حروب العراق في اليوم الثالث لزيارته، متنقلا بين المناطق العراقية التي نزفت تهجيرا وذبحا على أيدي تنظيم القاعدة والقوى التكفيرية، وتناشتها القوى المتصارعة قبل أن يعيد العراقيون بناء بلدهم.


مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

الناس تقاتل لتوفير شيء مدعوم من المأكل للبقاء على قيد النجاة، والمدعوم ما زال يبحث عن حصة هنا وهناك تمكنه من عزف مواله منفردا، ولو على ركام وطن يتآكل.

الناس تبحث عن لقمة عيش لإسكات أمعاء خاوية، وهناك بدين لم يشبع بعد رغم تخمة ما إلتهمه. هي قصة مواطن مسه الجوع في سنوات عجاف، مقابل رواية من لا يشبع، وكلما أكل جاع دهرا وطالب بالمزيد.

الشارع بلغ درجة ما بعد الغليان، الدولار بأكثر من عشرة آلاف والوضع تحت الصفر، وهم يساجلون ويتعاطون ببرودة ولكأنهم يعيشون في مجاهل سيبيريا.الشارع يشتعل وهم يتصرفون وكأن الحريق في كوكب آخر.

الشارع يوقد الدواليب غضبا مما به حل، وهم يضعون طمعا العصي في دواليب أي مبادرة للحل.الوطن بات في العراء وهم غريب أمرهم، همهم، كل همهم لا يتجاوز أطراف ردائهم.

هم بإختصار يشيدون سدودا من اللا مبالاة، ينقبون عن آبار الأزمات يطفئون آخر شمعة ويلعنون الظلمات، يلمسون الرغيف فيتحول إلى فتات. هم نكبة النكبات وإن كان ثمة للديماغوجية أب، فهم لها كل الأمهات وما همهم إن عاش وطن أو مات.

في وقت تواصلت فيه التحركات الإحتجاجية وقطع الطرقات على مساحة لبنان، تم تسجيل حالات تخريب وشغب بعيدا عن العناوين المطلبية، كما حصل على سبيل المثال عند دوار الكفاءات، وهي أفعال نفت قيادتا “حركة أمل” و”حزب الله” أي علاقة لأنصارهما بها، وطالبتا الأجهزة الأمنية والقضائية بملاحقة ومقاضاة كل من تعرض للأملاك العامة والخاصة.


مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

الكل غاضب والكل مستاء، والكل موجوع ومنتظر بصيص أمل وسط هذا الركام.الحال صعبة وتزداد صعوبة على الجميع: على من يقطع الطرقات، على من هو عالق عليها في السيارات، على من يصرخ في الشارع، واولئك الصامتين في المنازل.

الصخب والغضب يعمان البلاد، فيما سياسيوها في غير مكان، يضيقون أفق الحلول ويولدون أزمة من أزمة، حتى تكاد الحكومة المنتظرة من سابع المستحيلات إن بقيت على حالها المعطيات.

بورصة السياسة في هبوط حاد، وبورصة الدولار في ارتفاع جنوني، وجنون البعض في الشارع زاد الأزمة على نفسه وأهله.من المحرك؟ هل الدولار هو من يدفع نحو الشارع أم أن هناك محركا واحدا لكليهما، تارة يضارب بلقمة عيش المواطن وطورا براحته وأمنه؟.

باختصار بدها حلم الله ورحمته..المسافات تتباعد بين أطراف التأليف، فهل من يؤلف بين قلوبهم؟. وهل من يرقق قلوبهم على اللبنانيين الغارقين بنتائج مناكفاتهم وعنادهم؟، الوساطات الداخلية لم تفلح في ذلك حتى الان، وكذلك الخارجية التي تتحرك بحسن نيه.

فماذا عن التحركات الخارجية المشبوهة على الساحة الداخلية؟، ماذا عن اللقاء المطول الذي جمع مساء أمس في معراب السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، ورئيس حزب القوات سمير جعجع؟. فالغارق بالعدوان على اليمن وأهله ماذا سيحمل الى لبنان؟.

غارات مكثفة شنتها اليوم طائرات العدوان السعودي- الأميركي على العاصمة اليمنية صنعاء، محملة بمزيد من الحقد والدمار. غارات وحصار وحشي لن يمنعا من وصول الخبر اليقين والوشيك الى العاصمة من مأرب، ولا شك أن الهدهد سيخبر قريبا عن رجال يتوضأون عند السد لصلاة شكر بتحرير المدينة، بكل ما يحمله ذلك من دلالات وتغيير معادلات في الحرب المفروضة على اليمن.

أما في العراق، فكان بابا الفاتيكان يؤدي صلاة الشكر في الموصل، المدينة التي أرادها داعش عاصمة لإمارته المزعومة.البابا فرنسيس تفقد الخراب والدمار الذي أحدثه التنيظم الإرهابي في الكنائس، واصفا ما جرى بالعاصفة اللا إنسانية، العاصفة التي فقئت عينها على أيادي الجيش العراقي والحشد الشعبي بمهندسه الشهيد أبو مهدي، وبجنرال الحروب ضد الطواغيت الشهيد قاسم سليماني.


مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

من مع التدقيق الجنائي، ومن ضده؟ كل اللبنانيين يعرفون ضمنا الجواب على هذا السؤال، لكن قلة من بينهم تعلن الأمر.

فالتدقيق الجنائي اليوم، هو السقف الأعلى للإصلاح، ومن الناحية العملية، لا أحد يرفع هذا المطلب ويؤيده تشريعيا وتنفيذيا، بعدما طرحه منذ التسعينيات، إلا شخصا واحدا، هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومعه تكتل نيابي وتيار، يجهد الآخرون لتصويرهما متساويين مع سائر القوى في الفساد، فيما الوقائع تثبت العكس.

فميشال عون هو وحده الدخيل، إذا جاز التعبير، على الطبقة السياسية المتحكمة بالبلاد، ليس فقط منذ الطائف بل منذ النصف الثاني من الثمانينات، بدليل الأسماء التي تتكرر في المشهد السياسي، وفي مختلف المجالس النيابية والحكومات أربعين سنة.

خلال الحرب، اختلف ميشال عون مع الجميع. قال لهم: فلنحرر الأرض ثم نتفاهم في ما بيننا، فأجابوه بالمدافع. ولما أبلغهم أن الطائف كما أقروه ليس مشروع حل، بل مشاريع أزمات في المستقبل، أتى جوابهم جميعا بالتكافل والتضامن مع الخارج، عملية الثالث عشر من تشرين، ثم المنفى حيث ظل مختلفا مع الجميع.

هو طالب بالحرية والسيادة والاستقلال، أما هم فطبلوا آذان اللبنانيين بوحدة المسار والمصير، وبالضروري والشرعي والمؤقت، وأرسوا قواعد منظومة سياسية وإدارية واقتصادية ومالية وإعلامية فاشلة وفاسدة، استفادوا منها جميعا قبل أن ينقلب المشهد رأسا على عقب عام 2005، فينقلبوا هم معه، ولو إلى حين.

عاد ميشال عون من الإبعاد بعد خمس سنوات على الإنسحاب الإسرائيلي، وعشرة أيام على الخروج السوري. وعلى الفور شهروا سيوف الإلغاء في وجهه: تحالفا رباعيا، وحصارا سياسيا لمن حصد سبعين في المئة من أصوات المسيحيين، ومنعا له من المشاركة في الحكومة الأولى بعد خروج الوصاية.

أما هو، فظل مختلفا معهم غريبا عنهم، لا يشبههم في شيء. هم سعوا إلى التصادم،أما هو فخاطر بكل شيء، كي يحفظ كل شيء…بالتفاهم. هم مددوا للسياسات الاقتصادية والمالية الخاطئة، أما هو فظل ضدها مناديا مئات المرات في خطابات ومقابلات مسجلة بالصوت والصورة، بالاقتصاد المنتج لا الريعي، وبالتصحيح المالي وبإقرار الموازنات وبقطع الحسابات، وطبعا بالتدقيق الجنائي.

حاولوا منعه من المشاركة في انتخابات 2005 بإبقائه في الإبعاد، لكنه عاد. حاولوا أن يهزموه في انتخابات 2009 مصورين إياه تابعا لنظام قاوم احتلاله للبنان، فيما هم كانوا ينبطحون، ومواليا لدولة إقليمية لطالما تسابقوا على زيارته، فهزمهم، وحافظ على تكتله النيابي المسيحي الأكبر في تاريخ لبنان.

أما رئاسيا، ففعلوا المستحيل حتى لا ينتخب. وفي النهاية صار هو الرئيس. صار رئيسا بقوته الشعبية أولا، وبدعم حلفائه ثانيا، وبتضارب خصومه السياسيين في ما بينهم في المصاف الثالث.

منذ انتخابه كان “بي الكل”. والمقصود بذلك، “بي” جميع المكونات وجميع المواطنين، لا يميز بين لبناني وآخر، تماما كما فعل منذ بداية مسيرته العسكرية والسياسية. أما هم، فكانوا الذئب المتنكر بزي الحمل. وظلوا يعرقلون محاولات الإصلاح ويعطلون المشاريع، حتى كان السابع عشر من تشرين.

صرخ الشعب يومها صرخة محقة، فتبنوا هم الصرخة وأخذوها في الاتجاه الخاطئ. فجأة صار هو المذنب، وكل مرتكبي الموبقات منذ الثمانينات والتسعينات هم الابرياء والانقياء، وأرباب الإصلاح ودولة القانون.

تلك هي الكذبة.أما الحقيقة، فهي أنهم يستغلون حاجات الناس اليومية، وهي محقة وصحيحة، كي يفلتوا من الحساب. والتدقيق الجنائي اليوم هو عنوان الحساب. الحساب العادل، الذي لا مدخل سواه لبناء دولة حقيقية كلهم يرفضونها، إلا هو. واللبنانيون جميعا يعرفون أن هذه هي الحقيقة.

وبداية النشرة مع فقرة تدقيق تشريعي، وموضوعها اليوم اقتراح الرئيس ميشال عون عام 2013، بإنشاء محكمة خاصة بالجرائم المرتكبة على المال العام.


مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

رائعة كانت هذه المسحة القدسية التي خيمت على العراق، وظللت دول الجوار ووصلت أصداؤها إلى العالم. في موقع المجزرة وهول الدمار في الموصل، أقام البابا مذبحه ورفع الصلاة، وأزهرت دماء الضحايا كالسيوف في وجوه قتلتهم، ومن سبوا عائلاتهم.

غريب على من لا يعرف، ومستفز لمن ينكر على البابوات، تماما كما ينكر على بطاركة لبنان، هذه الهالة الروح – قدسية التي تنبثق من إطلالالتهم، وكلمات الحق التي تصدح بها حناجرهم، في أزمنة المآسي والحروب والظلم، علما بأن لا صواريخ عابرة ولا دقيقة لديهم ولا دبابات ولا جيوش. لكن من يعرف سيرهم وأدوارهم عبر التاريخ لا يستغرب ولا يستفز، بل يخشع ويتضع ويمجد الرب.

هكذا واجه أحبار الكنيسة وقديسوها بالكلمة والصلاة الطغاة، فهم ما حلوا في أرض قهر شعبها، إلا وأشعلوا شموع الأمل في قلوب المؤمنين، وجاءتهم الحرية واستعادوا كرامتهم ولو بعد حين.

“لقد تأخرت في زيارتنا، لا تتركنا يا سيد السلام”، سمعها فرنسيس المتواضع من العراقيين. وأجابهم: “لا يهم أن أكون هنا، أنتم في قلبي وفي صلب صلواتي حيثما أكون”. هذه الجملة سمعها سلفه القديس يوحنا بولس الثاني في بولونيا يوم زارها، وأجاب المنتفضين على الظلم: “لا تخافوا أنا معكم، صلوا وناضلوا وستنتصرون”، وانتصرت بولونيا على جلاديها وتحررت.

هذا في العراق، أما في لبنان فالبطريرك الراعي لا يكف عن زرع حبوب الحنطة في الأرض، ويواصل التقريع للسلطة الغاصبة التي تجلب بعنادها وإنكارها، المرض والجوع والخراب على شعبها المنتفض المتألم في الساحات.

لكن الحصاد سيتأخر على ما يبدو، ودرب الجلجلة طويل، طالما يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال عروض “الستاندآب كوميدي” المبكية، ويواصل الرئيس المكلف أسفاره شاكيا سارقي التشكيلة. وطالما تواصل المنظومة تراشقها الطائش، وتدفع أفاعيها على حفافي خطوط التماس، وتهول بالحرب لكسب موقع تافه ولو مات الناس، وهم يموتون، أو دمرت الجمهورية، وقد دمرت.

في الخلاصة سؤال ودعاء: متى يا قداسة البابا ستقيم مذبح الخلاص في أرض لبنان وترفع صلاة الشكر لنجاته، ويكون قد تخلص من دواعشه المحليين والإقليميين؟. لما لا في أرض المرفأ المدمر، المجسم الصارخ للجمهورية الشهيدة، حيث صلى سلفك القديس يوحنا بولس الثاني ذات يوم؟ … هل ترانا نطلب الكثير؟.


مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

ممكن استبدال اسم evelyne وسمير بأي اسم آخر، ومن أي مذهب او طائفة اخرى، ومن أي من بلدان الشرق الاوسط.

فـevelyne وسمير يمثلان كل سكان العراق وسوريا ولبنان، وكل المدنيين في أرض الأنبياء. هما يمثلان الأمل في مواجهة اليأس، والصمود في مواجهة الخوف، والإنغراس في الأرض في مواجهة التهجير، والسلم في مواجهة العنف.

اليوم، قال العراقيون شعبا وحكومة للعالم: انتصر الحق على الباطل. وقال البابا فرانسيس للعالم: “لا يجب أن نسمح بنور السماء أن تغطيه غيوم الكراهية.

من أرض الرافدين، التي اجتاح شمالها تنظيم داعش من العام 2014 الى العام 2017، رسالة: لا علاقة للدين بالإرهاب، والمواطنون يجب ألا يسكتوا عندما يسيء الإرهاب للدين. “فالعداء والتطرف والعنف، لا يصدر عن نفس مؤمنة”، كما قال البابا فرانسيس.

غدا، عندما يطوي البابا فرانسيس صفحة زيارته التاريخية للعراق، هناك من يجب أن يتمسك بهذه الرسالة، ليس للعراق فحسب، بل لكل دول المنطقة، لكل من يريد لها ان تحيا مجددا، فيعيد الأمن لأبنائها والعمران لمشرديها، وفي مواجهة كل من يريد ان تبقى الزيارة تاريخية غير عملانية، فيجعل من سيف الخوف مسلطا دائما، ويضع كل هذه البلدان تحت رحمة صراعات الكبار.

ومن بين هذه البلدان، لبنان الذي يموت اقتصاديا، من دون أي بارقة أمل. فالوضع الى منزلقات خطيرة، وتأليف الحكومة في موت سريري. وحتى التحركات على الارض لم تفعل فعلها في الضغط في اتجاه تشكيل الحكومة.

فلا فريق بعبدا و”التيار الوطني الحر” ومن خلفهما “حزب الله” في طور الإسراع في التأليف، ولا فريق الرئيس الحريري ومن خلفه، في طور تقديم التنازلات تحت ضغط الشارع.

أما الشائعات والدعوات الى التظاهر وإغلاق الطرق، التي بدأت عفوية، قبل أن يدخل اليها بعض الأحزاب، فهي تحت السيطرة وأشكالاتها محدودة، والجيش يتعامل معها بتكتيك مرن، لا سيما أن كل المعلومات تشير الى مزيد من الكباش السياسي والتدهور الاقتصادي، والجيش ليس في طور استنزاف قدراته باكرا.

بين رسالة السلام، وضعف الأمل في ابتكار حل للبنان، تبقى الأولوية للعراق وأهله هذه الليلة.


مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

لبنان بلاد مقطعة الأوصال.. بمسؤولين يندى لهم الجبين، لا يختلفون عن شوارعهم “المقطعة الموصلة”. حالة نكران ونأي بالنفس عن الحل ورمي مسؤوليات.. فيما سيسجل التاريخ أن الجميع فاعل ومشارك في الأزمة..

ويمكن لأي مجتمع دولي أن يحاكم السلطة اللبنانية بمكوناتها كافة، بتهم ترتقي إلى جرائم حرب، لأنهم سيتسببون بإبادة شعب. وهو الشعب الذي اعتلى اليوم أيضا المذبح الكنسي وقال فيه البطريرك الراعي للمسؤولين: “إنكم بددتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة، ولم يعد له سوى الشارع. فنزل يطالب بحقوقه، التي تستحق أن يدافع عنها، وأن توضع في رأس معايير تأليف الحكومة. وبعد، هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟، من وراءه؟”.

“يا لطيف”… التي قالها الراعي بحسرة وعلى صوت كنسي ناقم، كان المطران الياس عودة يحذر المسؤولين من “ثورة شعب لم يبق لديه ما يخسره”، ومع قرع الأجراس الكنسية.

سياسيا.. فإن زوار الصروح ينقلون النداءات المستعجلة.. وبينها كلام النائب فريد هيكل الخازن بعد لقائه الراعي اليوم، ومناشدته رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بكل إصرار، وإلى درجة الرجاء أن يذهبا ويشكلا حكومة لإنقاذ لبنان، لكن الرجاء يذهب هباء..

رئيس الجمهورية يجلس على مقعد الثلث المعطل.. جبرانه يقيم زياحا للشروط ويطوب نفسه راهبا في تأليف الحكومات.. رئيس مجلس النواب “يحيك ويزيك” لميشال عون بدراجات نارية ترمي السلام على بعبدا، ولا تقرب من القصر.. رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بدا أعقلهم برفع البطاقة الحمراء في الملعب الحكومي.. أما الرئيس المكلف سعد الحريري “مسافر زاده الخيال”.. يتمسك بشروطه ويطير من دون أن يغط على الأرض اللبنانية الملتهبة، لمعالجة الذيول عن كثب.

ومن بين هذه المفاتيح السياسية، فإن “حزب الله” لاعب في منطقة الوسط، وينسجم في الدور غير المقرر.. لا يريد الضغط على جبران باسيل ومن خلفه ميشال عون.. ولن يبرق برسائل من الأرض نحو بعبدا. أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فبعدما ملأ تويتر وشغل الناس بحكومة “ال ما شي” التي كان يطلقها على حسان دياب.. فقد “استحلى” هذه الحكومة اليوم مقارنة بالانهيار، ودعا دياب “وفي غياب الحكومة الجديدة نتيجة حسابات خاطئة، إلى تفعيل تصريف الأعمال فوق الخلافات السياسية والسجالات السياسية”.

وفي عطلة بيانات بعبدا، كان النائب زياد أسود يسد الفراغ، ويعلن أن “رئيس الجمهورية لن يرحل”.. ويرى أن من هم في الشارع ليسوا الناس الجياع، إنما حركة حزبية منظمة تصوب على العهد. وأضاف “إن المسيحيين ليسوا لقمة سهلة”، واصفا الحريري ب- “الولد”.

وفي التقييم السياسي لكل ما سبق وكل الوجوه الفاعلة والمقررة.. فإن البلاد يحكمها أولاد وليس ولدا واحدا.. ومع فراغ المواقع من شاغيلها، فإن صوت البطريرك الراعي وحده سحب المرجعية، وتحديدا المسيحية، إلى صرحه وبات ينطق باسم الناس وقهرهم ومن دون تنصيب سياسي أصبح سيد الكنيسة.. سيدا في الجمهورية والحكومة معا.

وسلام الراعي الذي اراده لوطن ينزف .. يواكبه سلام مثلث العبارات أطلقه البابا فرنسيس اليوم من الموصل .. وخلفه صلى مسلمون ومسيحيون، تحدثوا عن معاناتهم تحت الحكم الوحشي لتنظيم الدولة الإسلامية. وبارك البابا عزمهم على النهوض من وسط الرماد. وقال لهم إن “الأخوة أقوى من قتل الإخوة”.

وسار البابا بين أطلال بيوت مهدمة وكنائس إلى ساحة كانت يوما قلبا نابضا للمدينة القديمة هناك. وجلس محاطا بأنقاض المباني وبقايا الدرجات الخرسانية والكنائس العتيقة المهدمة، وهي مبان معظمها في حالة لا تسمح بالدخول إليها لخطورتها.

وصلى البابا، الذي بدا عليه التأثر بحجم الدمار المحيط به، لكل من فقدوا أرواحهم في الموصل. قال البابا للحشد “العراق سيبقى دائما معي.. في قلبي”. واختتم حديثه بالقول باللغة العربية “سلام..سلام..سلام”.

السابق
على طريق بحمدون.. اعتداء دامٍ على عدد من «الفانات» المتوجهة الى البقاع!
التالي
السلطة «تخرق» الحراك بالشبيحة..و«مسرحية» ملاحقة الصرافين تتجدد!