الدولار يحلق مجدداً..والحراك «يصارع من أجل البقاء»!

في يومه الخامس لا يزال الحراك مستمراً، يصارع للبقاء وسط موت وانهيار كل ما يحيط به، وحده الدولار يحلق ويزداد ارتفاعا متحديا سقف الـ 10000 ل.ل. مجدداً، بفضل مواقف السياسيين التعطيلية، وقد منحه هؤلاء من حصانتهم ما يكفي لتجويع اللبنانيين واذلالهم، في مشاهد أصبحت جزءا من يومياتهم، وهم “يتصيدون” المواد المدعومة مع تحول الوطن الى غابة البقاء فيها للأقوى.

لا تسويات حكومية

أما في عملية التأليف الحكومي لا تسويات او تفاهمات تضبط إيقاع السجال السياسي المتفلت حتى الساعة، او توحي بقرب إيجاد منافذ للحلول، وكل فريق يدفع باتجاه مواقفه المحكومة بمصالحه السياسية منها والتحاصصية، اما في الشارع فشكل الاحتجاجات لم يختلف امس عما سبقه من قطع طرقات واشعال إطارات، مع تنقلها بين محطات وشوارع ثابتة، تنشط في مكان وتتراجع في اخر. 

وبحسب أوساط مراقبة “يبرز في الشارع بالإضافة الى “اللاعب الشعبي” المتمثل بالمندفعين جوعا وقهرا، مما الت اليه أوضاعهم، لاعب سياسي اخر تحركه اجندات ويُعمل على تحريكه عن بُعد حفاظا على “ربط التوتر” لاهداف سياسية بحتة منها الرد على الحراك وشيطنته في مكان ما”.

و في شريط تحركات الشارع، فقد افتتح المحتجون في طرابلس تحركاتهم صباح امس، بمسيرات راجلة ونفذوا وقفات إحتجاجية، وأشعلوا الإطارات أمام منازل عدد من السياسيين، ورددوا هتافات منددة بهم.وعمد محتجون بعد الظهر إلى قطع الطريق الممتد من الشيفروليه بإتجاه فرن الشباك، بالحجارة والعوائق وحاويات النفايات، كما قطعت الطريق في صيدا أمام “سبينس” بالإطارات المشتعلة.

إقرأ أيضاً: ليل «مشتعل» بالاحتجاجات.. وسجالات حكومية «تنعى» الحكومة!

فيما برزت دعوات من هيئات الثورة واطياف اجتماعية مختلفة للمشاركة في تحركات احتجاجية واسعة عند الثانية بعد ظهر اليوم.

وكانت أوساط مراقبة قد اشارت الى ان “مجموعات الحراك تتنقل بأعداد محدودة نسبيا، ومرد ذلك الى عوامل عدة اثرت على نزول الناس باتجاه الشارع منها الوضع الصحي مع تفشي وباء كورونا والتخوف من العدوى، يضاف اليها حال اليأس والإحباط التي طبعت المزاج الشعبي، بعد تيقنهم ان المسؤولين يصمون اذانهم عن مطالبهم، فالاستمرار بالنسبة اليهم هو الأهم من خلال البقاء في الشارع كإثبات وجود وتذكير من يعنيهم الامر بمطالبهم”. 

 ولم تخل الاحتجاجات امس من بعض التوترات، وشهد الشارع الرئيسي في منطقة الجية اشكالاً ومواجهات بالحجارة والسكاكين بين محتجين قطعوا الطريق ومناصرين لحزب الله.

 كما حصل توتر بين المتظاهرين والجيش على الطريق البحري في صيدا بعدما تدخلت عناصر الجيش لفتح الطريق.

العام الدراسي مهدد

ومع تراكم المشكلات وتزاحمها وليس ببعيد عن توتر الشارع وضجيج الاحتجاجات، يبدو مصير العام الدراسي مجهول المصير، ويهدد بضياع مستقبل الطلاب، وقد اصدر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، قراراً بتعليق أعمال التدريس عن بعد إعتباراً من صباح الاثنين 8 آذار 2021 ولغاية مساء الأحد 14 آذار 2021 ضمناً، “نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد إقتصادياً وصحياً ومعيشياً، وإنعكاسها المباشر على القطاع التربوي بمختلف مؤسساته وأفراده”.

من جهة أخرى، بعد فتح البلد، وبالتزامن مع حملة التلقيح الوطنية، سجل عداد كورونا ارتفاعا دراماتيكيا  امس، بحيث بلغ عدد الإصابات 3202 إصابة وسجل 52 وفاة، في حين اعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن ان “لجنة كورونا في الوزارة، وكذلك اللجنة الوطنية لمتابعة كورونا ومصلحة الصحة، لم تتأخر لا بالتسجيل لاستيراد اللقاحات ولا بالتنسيق لهذه المبادرات”.

السابق
الجوع يَفتك بمخازن «حزب الله» الغذائية..والفوضى تُسابق نار الأسعار!
التالي
كيف خَسرَ «حزب الله» المسيحيين؟