ليل «مشتعل» بالاحتجاجات.. وسجالات حكومية «تنعى» الحكومة!

قطع طريق السعديات والدامور

قطعت الإطارات المشتعلة اوصال لبنان ليل امس، على امتداد مساحته حيث قطع المحتجون الطرقات الرئيسية شمالا عند ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، وجنوباً اتوستراد الجية وخط العباسية- صور، والطرق المؤدية الى البقاع في الكحالة وعالية، وفي بيروت ومناطقها المحيطة، ليعود الهدوء النسبي الى هذه المناطق بعيد منتصف الليل.

اقرا ايضا: الشارع بين «أمل» و«حزب الله»..والغضب «يُكهرب» السلطة معيشياً و«كورونياً»!

مشهد الاحتجاجات المتقطعة نهاراً والمحتدمة ليلاً، قابلها سجال سياسي حاد، وحفلة ردود مضادة  بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لا تلبي أبسط مطالب المحتجين أو تنقذهم من حال التردي المعيشي وتضع حدا للازمة الاقتصادية وارتفاع الدولار الجنوني، بل دفعت تلك المواقف التي صدرت على شكل بيانات الى مزيد من التأزم والتعقيد. 

 البداية مع تسريب جريدة “الاخبار” امس ان الرئيس المكلف “رفض اقتراح عون الذي أبلغه الى المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم أنه سيكتفي بتسمية خمسة وزراء إضافة إلى وزير لحزب الطاشناق، في حكومة من 18 وزيراً، وبأنه (الحريري) لا يريد تشكيل حكومة قبل نيل رضى السعودية وضوئها الأخضر”.على الأثر، نفى الحريري في بيان تلقيه اي كلام رسمي من الرئيس عون في هذا الصدد، وانه على عكس حزب الله المنتظر دائما قراره من ايران، لا ينتظر رضى اي طرف خارجي لتشكيل الحكومة”، ليرد باسيل ان الرئيس الحريري قد اخترع معضلة جديدة امام تشكيل الحكومة وهو يقوم بما اعتاد عليه وكنا قد نبّهنا منه، اي بحجز التكليف ووضعه في جيبه والتجوال فيه على عواصم العالم لإستثماره”. 

وتحدثت مصادر لـ “جنوبية” ان :” الوضعين السياسي والاقتصادي ينذران بكارثة اذا ما استمر الحال على هذا المنوال، وقد اضحى الامن الغذائي على المحك وليس ادل على ذلك ما حدث في بعض السوبركات اليوم  من اشكال على خلفية شراء أكياس من الحليب وعبوات الزيت المدعوم بين المواطنين، في صورة مذلة ومهينة لما الت اليه الأوضاع”.أما على خط بكركي-حارة حريك، لا يبدو المشهد أكثر هدوءًا واتزاناً، وبعد ان اشيعت أجواء من التهدئة بين حزب الله والبطريرك الماروني بشارة الراعي من خلال تسويق زيارات مقررة لوفد من حزب الله الى الصرح البطريركي، على خلفية كلام الراعي في “سبت بكركي” ودعواته الى نزع سلاح حزب الله والهتافات التي وصفته بالارهابي، عاد التوتر ليحكم العلاقة بين الطرفين على خلفية مقال نشرته قناة العالم الإخبارية التابعة لايران على موقعها الالكتروني تحت عنوان: “إبن بطرس على خطى إبن سلمان وإبن زايد.. الى التطبيع دُر!” وشنت من خلاله حملة عنيفة على بكركي واتهامها بالتطبيع مع إسرائيل ومما جاء في المقال “…النهج العار يسير عليه اليوم خطوة بخطوة شخص البطريرك “مار بشارة بطرس الراعي”، في لبنان، مدفوعا بجماعات يمينية معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع “اسرائيل” والسعودية والرجعية العربية يقودها (…) سمير جعجع” و “.. بعد كلامه عن السلاح والقرار المرتهن والحياد، حيث خرج علينا إبن بشارة ، كما خرج علينا من قبل ابن سلمان وابن زايد وابن خليفة، من على شاشة “الحرة” الامريكية سيئة الصيت، ليعلن جهارا نهارا ، انه يؤيد “السلام مع إسرائيل.”

ووسط هذه المعمعة والدوامة السياسية يبدو ان “كورونا” وحملة التلقيح ضده هبطت الى ادنى سلم الأولويات، وقد سجل عداد الإصابات 3369 إصابة جديدة إضافة الى  53 حالة وفاة.

 من جهتها، نشرت وزارة الصحة العامة “التقرير المفصل للاسبوعين الأولين من حملة التلقيح (13 شباط 2021- 27 شباط 2021) والذي يظهر كيفية تلقيح مواطنين وعددهم اثنا عشر ألفا وسبعة وثمانون شخصا (12087)، كانوا مسجلين على المنصة، ولكنهم استحصلوا على مواعيد مباشرة من مراكز التلقيح”، معتبرة ان ذلك “يدحض الادعاءات المساقة ضد الوزارة بتهريب اللقاح”.

السابق
الشارع بين «أمل» و«حزب الله»..والغضب «يُكهرب» السلطة معيشياً و«كورونياً»!
التالي
التأليف بين «اللغم» العوني و«الهمّ» الجنبلاطي!