التأليف بين «اللغم» العوني و«الهمّ» الجنبلاطي!

جنبلاط الحريري باسيل

في آخر قراءة  لتطورات عملية التأليف الحكومي، تظهر المواقف السياسية التي استجدت في الشكل خلال الـ24 ساعة الماضية، وكأن الحكومة وضعت على نار حامية لانضاجها خاصة مع استعار نار الشارع، وغليانه بعد تخطي الدولار الـ10000 ليرة، ولكن ما تستبطنه هذه المواقف يحمل ابعادا تعطيلية بامتياز.

 واشتعل سجال امس فيما يشبه حرب بيانات معلنة بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد ان سربت جريدة الاخبار اليوم ان الرئيس المكلف “رفض اقتراح عون الذي أبلغه الى المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم أنه سيكتفي بتسمية خمسة وزراء إضافة إلى وزير لحزب الطاشناق، في حكومة من 18 وزيراً، وبأنه (الحريري) لا يريد تشكيل حكومة قبل نيل رضى السعودية وضوئها الأخضر”.

اقرا ايضاً: ليل «مشتعل» بالاحتجاجات.. وسجالات حكومية «تنعى» الحكومة!

على الأثر، نفى الحريري في بيان تلقيه اي كلام رسمي من الرئيس عون في هذا الصدد، وانه على عكس حزب الله المنتظر دائما قراره من ايران، لا ينتظر رضى اي طرف خارجي لتشكيل الحكومة”، ليرد باسيل ان الرئيس الحريري قد اخترع معضلة جديدة امام تشكيل الحكومة وهو يقوم بما اعتاد عليه وكنا قد نبّهنا منه، اي بحجز التكليف ووضعه في جيبه والتجوال فيه على عواصم العالم لإستثماره”. 

رأت مصادر مطلعة لـ “جنوبية” ان “السجال الذي دار امس بين الحريري وباسيل يشير الى ان أزمة تأليف الحكومة ازدادت تعقيدا، وقد بات معلوما ان حزب الله ومن خلفه العهد يناور في تأليف الحكومة، وما الطرح “الملغوم” الذي أورد تسريبا كما واعتباره “تطورا كبيرا”، سوى خطوة للهروب الى الامام، مع تزايد الضغوط على حزب الله وحليفه المحاصرَين داخلياً، مع علمهما ان الشرط الأساسي بالنسبة للحريري لقيام حكومة هو “الاختصاص” في اختيار الوزراء وليس فقط العدد اضف الى أمور أخرى كثيرة عالقة”. 

بات معلوما ان حزب الله ومن خلفه العهد يناور في تأليف الحكومة

ولا تخفي المصادر “التكتيك الذي اعتمد في تسويق موقف الرئيس عون وتقديمه بصورة “توافقية” لا “تعطيلية”، مُهد له من خلال تصريح نائب الأمين العام في حزب الله الشيخ نعيم قاسم لقناة “الميادين”، والذي اكد فيه ان “المخرج الحكومي بأن يحرّك رئيس الحكومة مسألة عدد الوزراء ويقبل رئيس الجمهورية عدم وجود الثلث المعطّل” دافعا الى تصوير المشكلة انها داخلية بحتة بقوله “إذا اتّفق رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس الحكومة المُكلَّف سعد الحريري تؤلَّف الحكومة فوراً”.

 اما دخول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خط التهدئة، من خلال دعوته الى التأليف ترى المصادر انها “احدى حالات التوجس والخوف على الأقليات التي ينتمي اليها الزعيم الدرزي بعد استشعاره خطورة الوضع من فوضى “صغيرة” وأخرى “كبيرة” مقبلة، وبعد لومه على دعواته المتكررة للرئيس المكلف باعتزال التأليف”.

السابق
ليل «مشتعل» بالاحتجاجات.. وسجالات حكومية «تنعى» الحكومة!
التالي
استهداف الراعي.. ايران تلعب بالنار اللبنانية!