هي الفوضى الكاملة الاوصاف التي يتجه اليها لبنان بسرعة قياسية، فمع استمرار المجزرة الكورونية ونزيف الارواح اليومي، وقع اللبنانيون ضحايا مجزرة اجتماعية ومعيشية وغذائية كبرى مع وصول الدولار في السوق السوداء الى عتبة الـ10 الاف ليرة.
وهو رقم مرشح للتصاعد في غياب اي افق لحلول سياسية واقتصادية، او وقف مهزلة تعطيل الحكومة ودفن حسان دياب رأسه خوفاً، من اي خطوة لحكومته العرجاء قد تُحسب عليه بعد رحيله من السراي.
وبين العقم السياسي والاقتصادي والمالي والمعيشي، يمرر اهل السلطة واحزابها صفقاتهم على وجع المواطنين المتعدد الاشكال، في حين يسترضي “حزب الله” حليفه “حركة امل” في الجنوب عبر اعتماد المزيد من مراكز التلقيح وما يمكن ان يوفره من بدلات مادية للعاملين الاضافيين لمنصات التلقيح.
ومعلوم ان كل منصة للتلقيح تحتاج الى فريق طبي كامل ومتخصص، يتولى الاشراف على من يود تلقي اللقاح منذ دخوله حتى تناوله اللقاح، وراحته لربع ساعة تحت المرقبة إنتهاءاً بمغادرته.
بقاعاً المأساة الكورونية، ليست أشد وطأة من ازمة اجتماعية واقتصادية خانقة، في ظل انقطاع شبه كامل للمحروقات والمياه والدواء وغاز المنازل والمحروقات في عز الشتاء والبرد والحاجة الى بصيص نور وشعلة دفىء.
“رشى جنوبية”!
جنوباً، عَلِمَ موقع “تيروس” أنه سيتم إدراج إسم مستشفى قانا الحكومي على المنصة الخاصة بلقاح “كورونا” بدءاً من يوم الخميس المقبل لإستقبال طلبات المواطنين الراغبين بتلقي اللقاح ضد الفيروس.
كما سيسبق ذلك تدريب الفريق التمريضي في مستشفى قانا الحكومي من قبل شركة فايزر على كيفية إعطاء اللقاح.
إقرأ أيضاً: «الإقفال» إلى خط النهاية..وحكومة الإفلاس «الكوروني» تبتز اللبنانيين!
و قال أحد أطباء مدينة صور للموقع نفسه: ” بدو انَّ حزب الله في هذه الفترة بأمسّ الحاجة لرضى قيادة و عناصر و جمهور حركة أمل، لذا تحمَّس الوزير و سيدرج مستشفى قانا على لائحة المراكز المعتمدة للتلقيح، بعدما رفض أعطاءها جهاز تنفُّس فيما سبق، فالسياسة عند فريق حزب الله أهم و ابقى من خدمة الناس و مساعدتها، و يندرج اعتماد قانا الحكومي كمركز للقاح تحت مفهوم “رشوة سياسية” قدمها وزير تابع لحزب الله لتُحتَسب “إنجازاً لحركة أمل”.
وتمَّ صباح امس افتتاح قسم التلقيح في مستشفى بنت جبيل الحكومي و ايضاً بتسهيلات من وزير الصحة.
وفيات كورونية شابة
وفُجع صباح امس أهالي مخيم البرج الشمالي بخبر وفاة فقيد الشباب الممرض محمد فؤاد رحَيِّل بعد مضاعفات إصابته بكورونا، و فاجعة أهالي مخيم البرج الشمالي لا تقلّ لوعة و حسرة عن أهالي قانا التي فقدت ابنها الشاب فايز غندور ايضاً بعد صراع عدة أيام مع الفيروس الذي هزمه امس.
وسُجِّلت امس حالة وفاة في بلدة مجدلزون وحالة في بلدة طيردباو. طيردبا تلك البلدة الصغيرة في قضاء صور واقعة منذ أكثر من اسبوعين تحت رحمة القضاء و القدر و عداد الموت لم بتوقف منذ الإسبوع الماضي: وقد وصل العدد التراكمي للحالات في البلد حسب إحصاء البلدية إلى 373 إصابة و9 وفيات.
الحركة عادية!
وعاد التجار في الجنوب إلى متابعة أعمالهم و فتح محالهم مع التشدد بإجراءات الوقاية، و جال امس مندوبون من مصلحة الاقتصاد على عدد من مخازن و محال بيع المواد الغذائية والسوبر ماركت في منطقة صيدا، وبمؤازرة من عناصر مديرية امن الدولة، بهدف مراقبة الاسعار، ولاسيما فيما يتعلق بالمواد الاستهلاكية المدعومة، حيث تم ضبط في احد مستودعات المخازن التموينية الكبرى، كميات من علب الزيت النباتي المدعوم، وعدم عرضها للبيع.
البقاع
بقاعاً، الوضع المعيشي والصحي يزداد تأزماً. وارخى بثقله على كاهل المواطن مع اقتراب الوقت من موعد رفع الدعم عن كل المواد الاساسية وانقطاع المواد الغذائية والمحروقات شبه كامل، ليطفو فوق مياه الوضع الاقتصادي تحوّل بعض الصيدليات في البقاع لبيع الادوية بأسعار السوق السوداء بتسعيرتها بالدولار تحت مسمى متممات غذائية بقصد الاحتيال على المواطن على اعتبار ان الصيدلي يحق له تسعير المتممات الغذائية بالدولار فيما هي ادوية، كإحدى ابتكارات التجار اللبنانيين التي لا تقوم الا على سرقة المواطن بالتواطؤ مع الدولة.
صحياً
ولا يزال فيروس كورونا يحصد اعدادا كبيرة من البقاعيين بالاصابات وبعداد الوفيات، ليخلف وضعا صحيا وانسانيا مخيفا اثر ارتفاع عدد الوفيات في غالبية القرى البقاعية واستمرار التباطؤ في تلقي اللقاح.
وما يزيد الامور سوءاً، بدء بعض المستشفيات اعتماد الفاتورة الاستشفائية على سعر صرف 3900 ليرة، ما فتح ابواب الاشكاليات مع ادارات المستشفيات في البقاع ودخول العامل السياسي والحزبي كوسيط بين المواطن وادارة المستشفى مما اعاد الدماء في شرايين بعض هذه الاحزاب في البقاع الاوسط والشمالي.
انقطاع المياه والكهرباء والمحروقات
ومع بدء رفع بعض محطات الوقود في البقاع خراطيمها واعلان نفاد البنزين والمازوت من خزاناتها.
وفي وقت تدنت ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، ارتفعت ساعات التغذية عبر المولدات وهو ما انعكس ارتفاعاً للفاتورة. وادى انقطاع الكهرباء المتواصل الى انقطاع مياه الشفة عن غالبية القرى.
وهذه الازمة المائية المستجدة وضعت المواطن تحت ضغط كلفة شراء المياه في عز الشتاء، كما عمد اصحاب المولدات الى رفع الكيلواط وعدم الالتزام بتسعيرة وزارة الطاقة والتذرع بارتفاع سعر المازوت الاسبوعي وانقطاعه في المحطات البقاعية.
