«نواب الأمة» ينتزعون اللقاح من «أفواه الأمة»!

مجلس النواب مؤقت في اليونسكو
مرة أخرى، تتكشف فضائح نواب البرلمان اللبناني، ومن ورائهم الطقم السياسي اللبناني الذي كان رموزه أسياد الحرب الأهلية، وها هم اليوم أسياد الدولة العاجزة والمفلسة في فترة السلم الأهلي.

لقد اجترح زعماء الطوائف في لبنان ما اجترحوا مع الحلفاء من جرائم بحق الشعب اللبناني الذي أكثره غير مسيس ولا متحزب ولا مُنظَّم في الأطر المليشياوية، ولكنه مغلوب على أمره بتحالفات الفاسدين نفسهم في كل مرة في الانتخابات النيابية التي تنتج مرة بعد أخرى نفس الطبقة السياسية الفاسدة التي يجب أن ترحل لعدم أهليتها لحفظ الأمانة …

فبعد أن أفسد نواب البرلمان اللبناني على الشعب عيشه واقتصاده وأمنه الاجتماعي، بما شرعوه من قوانين للحكومات المتعاقبة أدت إلى انهيار تام لكل قطاعات البلد والدولة، كان أخطرها المديونية العامة التي نهب فيها النواب والوزراء والرؤساء خيرات الشعب، من خلال سرقة أمواله المودعة في البنوك التجارية، وفي فترة عقود من الفساد المقونن ، تأتي اليوم فضيحة الاستيلاء على لقاحات كورونا المقدمة مجانا من العالم عبر وسرقة اللقاحات لحسابهم وحساب ازلامهم.

فقد لوح البنك الدولي، اليوم الثلاثاء، بتعليق تمويل حملة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في لبنان، في أسبوعها الثاني، بعدما تبين أن بعض النواب يحصلون على جرعاتهم في البرلمان، دون أن ينتظروا دورهم.

وجاءت تصريحات البنك الدولي، وسط استياء الأطباء في لبنان مما يقولون إنها وتيرة بطيئة ومخالفات في حملة التطعيم.

وحذر البنك الدولي الذي خصّص 34 مليون دولار لمساعدة لبنان على بدء التطعيمات، من الفساد والمحسوبية في بلد أدت فيه عقود من الهدر الحكومي والفساد إلى انهيار مالي شديد.

فهل بعد هذه الفضيحة من فضائح؟!

العجز عن تشكيل حكومة انقاذ

وينتظر اللبنانيون منذ أشهر، وبفارغ الصبر ، ينتظرون ” وعد الكمُّون ” من الساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة إنقاذية، تتألف بزعمهم من اختصاصيين خارج القيد الحزبي – “تشيل الزير من البير “- تنهض بالبلد من كبوته وأزماته المتلاحقة، بعد أن زادت مخاطر انهياره مالياً ونقدياً واقتصادياً واجتماعياً وصحياً وأمنياً وعلى كل صعيد …

والعجيب والغريب من اللبنانيين ما هو بخلاف ما تفعله شعوب العالم الواعية العاقلة، انتظارهم الحلول من رموز السلطة نفسها التي قاموا بتجربتها لأكثر من ثلاثة عقود في الحكم والسلطة، وأثبتت فشلها في إيجاد بلد قادر على أن يواكب الحضارة والتطور في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والتكنولوجيا ! وبانتظار أن يَحُلَّها المثل الفارسي الذي يقول : ” زمان وزبان همه اتچيز عوض ميكُنَد ” أي الزمان واللسان يُغيِّران كل شيء.

فهل سيغير الزمان واللسان رموز السلطة الفاشلة الحالية في لبنان في قادم الأيام، أم سيبقى اللبنانيون يُجربون الطبقة السياسية نفسها حتى يموت الوطن ؟

السابق
رانيا ضحية جديدة للعنف.. طليقها يعتدي عليها بوحشية ويُحاول قتلها!
التالي
اتفاق مرتقب بين لبنان والعراق.. النفط الأسود سيغطي 25% من حاجة البلد!