الهيئة الوطنية السورية.. المعارضة في جسم جديد قبل انتخابات الأسد

المعارضة السورية

في ظل تفاقم تعقيدات الوضع السوري واقتراب موعد الحملة الانتخابية الجديدة لرئاسة النظام السوري، شكّل مجموعة من السوريين في دول اللجوء بينهم قضاة وحقوقيون وضباط وصحفيون وجامعيون ورجال أعمال، “هيئة تأسيسية” مؤلفة من شخصيات وطنية بالداخل والخارج، بهدف تشكيل جسم سياسي معارض لنظام الأسد، أطلقوا عليه “الهيئة الوطنية السورية”.

الجسم السياسي الجديد يأتي بعد أيام من الحديث عن مجلس عسكري لا يشمل الأسد يجري المطالبة بتشكيله بحسب ما تحدّث المعارض السوري جمال سليمان للدبلوماسية الروسية.

ووفق القاضي حسين حمادة وهو أحد أبرز المشاركين في تشكيل هذا الجسم، فإن هذا الجسم ليس جديداً وأنه تم العمل عليه في عام 2013 حينما اجتمعت نحو 50 شخصية معارضة للنظام إلا أنه لم ير النور وقتها لأسباب وصفها بـ “غير موضوعية”.

إقرأ أيضاً: المعارضة السورية تطالب بـ«قيصر» بريطاني.. تضييق الدائرة حول أسماء الأسد

ولكن نظراً لحالة التمييع الواضحة من قبل الجهات السياسية في التعامل مع الملف السوري، مشيراً إلى أن هناك “جهات سياسية رسمية” بدأت تعمل على إعادة إنتاج نظام الأسد، تحت عنوان “الهيئة العليا للانتخابات” دون النظر إلى تضحيات الشعب السوري.

ولفت إلى أن من أهداف “الهيئة الوطنية السورية” إنضاج الرؤية السياسية بشكل يتوافق مع المستجدات على الساحة، أو من زاوية استقطاب الشخصيات السورية المؤمنة بهذا المشروع.

وقال حمادة “سوريا تعاني من فراغ قيادي يمثل خطورة بالغة على سوريا، بحيث لا نستطيع أن نطلق على النظام وعلى المعارضة سلطة فكلاهما أجسام مرتهنة للخارج، ومن هنا نحن نحاول إنتاج كيان فيه شخصيات تكون تياراً ضاغطاً على كل القوى داخلياً وخارجياً ويحملون مشروعاً وطنياً ويرتهنون له”.

وعن خطتهم في العمل، يرى حمادة، أنها تقوم على مرحلتين الأولى تأسيسية وهذه محمولة على الابتعاد عن كل الشخيصات المتعلقة بالائتلاف أو ما انبثق عنه من هيئات ومؤسسات ومنصات بالإضافة إلى الشخصيات الجدلية ومن ارتكب جرائم بحق السوريين، أما المرحلة الثانية، فهي الانفتاح على جميع الشخصيات المنتمية إلى فكرة الثورة، مشيراً إلى أن هناك شخصيات داخل مناطق سيطرة النظام.

وأكد حمادة أنهم يمتلكون خطاباً مطمئناً للجميع، مشيراً إلى أن مشروعهم يرفض نظام الأسد والاحتلال والإرهاب، وأردف “مشروعنا يمثل نصف المشروع الوطني، وأما عن النصف الثاني، فهناك شخصيات موجودة في مناطق سيطرة النظام لا تجرؤ على البوح للانضمام إلى الهيئة الوطنية السورية ليس لخوفها من النظام فقط بل لخوفها من شخصيات في قيادات المعارضة لجهة عدم امتلاكها مشروعاً حقوقياً علمياً سليماً”.

رؤية المشروع

انطلق المنضمون تحت راية الهيئة الجديدة من انّ سوريا بحاجة إلى مشروع سياسي، حقوقي، اقتصادي واجتماعي، يهدف إلى الحفاظ على وحدتها واستقلال قرارها الوطني، وإعادة بنائها كدولة مدنية تعددية خالية من الاستبداد والاحتلال والإرهاب، للوصول بها إلى دولة قانون ودستور ومؤسسات ودولة وطن ومواطنة تسود فيها العدالة والمساواة بالحقوق والواجبات، وهذه رؤية الهيئة من الناحية الوطنية.

وذلك بالاعتماد على مخرجات مؤتمر جنيف1 والقرارات الدولية ذات الصلة، وخاصة القرارين (2118 والقرار 2254) وفق الأولويات الواردة فيها.

إقرأ أيضاً: المعارضة السورية تكشف ثلاث حقائق عن هشاشة وضع النظام في دير الزور!

وعلى صعيد التنظيم فإن الهيئة ستسعى إلى أن تكون هيئة وطنية جامعة تمتلك خطاباً سياسياً، وحقوقياً، مطمئناً لجميع أبناء الشعب السوري في الداخل وفي دول الشتات، مؤلفة من شخصيات سياسية ذات حضور ومصداقية في الوسط الوطني الثوري، وشخصيات حقوقية ودبلوماسية من ذوي الكفاءات والخبرات الواسعة في الأنظمة والقوانين الوطنية والدولية، وشخصيات عسكرية (ضباط جيش وشرطة) من بينهم من ذوي الرتب العليا، وشخصيات اقتصادية واجتماعية وفكرية وإعلامية ذات طيف واسع في محيطهم، على أن يراعى وجود تمثيل ملحوظ للمرأة والشباب، وعلى شمولية أطياف المجتمع السوري كافة.

السابق
العلامة الأمين يتصدى لبطش «حزب الله»: لن ترهبني كل تلك التهديدات!
التالي
«كورونا» يخطف وزيراً سابقاً..مشغرة ودعت إبنها سليمان طرابلسي