42 سنة على ثورة إيران (1): تدخلات وأخطاء جسيمة في السياسة اللبنانية!

الثورة الاسلامية الايرانية
تمر في هذه الأيام الذكرى الثانية والأربعون لانتصار الثورة الخمينية في إيران ، ونستذكر مع هذه الذكرى المتجددة في كل عام ما مر على هذا البلد الكبير والعريق في تاريخ الحضارات ، نستذكر ما مر على هذا البلد من مآسي وويلات منذ فجر الثورة، وحتى يومنا هذا، بسبب حصار دول الشرق والغرب والعقوبات المتنوعة التي فرضتها سياسات الدول الكبرى التي كانت وما تزال تخشى من تصدير الثورة الإيرانية الخمينية إلى دول الجوار والعالم ..

وقبل هذه الثورة كانت إيران تلعب دور شرطي الخليج ، وكانت تحظى بالدعم التسليحي الأمريكي المطلق مما اضطر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للخنوع والركوع يوماً أمام شاه إيران محمد رضا بهلوي!

وبالرغم من استقلال إيران في مرحلة ما بعد الثورة في العديد من النواحي ، سيما في الجانب الزراعي والصناعات الغذائية، وبالرغم من تطور الصناعات الإيرانية التسليحية الصاروخية وغير الصاروخية في العصرين الخميني والخامنئي ، فقد تمكنت إيران في العصر الأخير من الحصول على التكنولوجيا النووية ، إلا أن الحصار والعقوبات الاقتصادية الغربية السابقة والحالية أخذت من هذه الدولة مأخذها، وباتت في الوقت الحاضر تُسارع الخُطى لحلحلة الوضع بمحاولات لفك الحصار نظراً لتداعياته الخطيرة على الداخل، فقد غدا يُنذر بانفجار اجتماعي في وقت قريب ، قد تظهر انعكاساته على الواقع الداخلي في استحقاق الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد سبعة أشهر ..

إقرأ أيضاً: حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: هذا ما جنته يدا ظريف!

وعلى صعيد ملفات تدخل إيران في دول المنطقة يبرز الملف اللبناني بشكل كبير كأبرز الملفات الشاغلة للمنطقة، كون حزب الله في لبنان هو الذراع الأقوى والأكثر تسليحاً من بين جميع امتدادات النظام الإيراني في الخارج، فقد تمكنت إيران بواسطة حزب الله من نقل جزء من خبراتها التسليحية إلى دول المنطقة ، وقامت بتجربتها في لبنان وسورية والعراق واليمن ودول أخرى على يد خبراء ومقاتلين من حزب الله ، ولكن هذا لا يغفر لإيران فشلها السياسي وإخفاقاتها وأخطائها المزمنة في الكثير من الملفات السياسية اللبنانية ..

دعم ايران للفصائل الفلسطينية

فالخطأ الأول لإيران في لبنان منذ فجر انتصار الثورة تمثل في دعم إيران الأعمى والعشوائي – منذ الفجر الأول لانتصار الثورة سنة 1979 – دعمها المادي والمعنوي الكبير لفصائل المقاومة الفلسطينية المتمركزة في لبنان ، والتي كانت تحكم الكثير من المناطق اللبنانية بالحديد والنار، سيما المناطق الشيعية ، فقد عملت هذه الفصائل الفلسطينية بالتنكل بالشيعة أيما تنكيل لأكثر من ثلاثة عقود متواصلة، لحين تم إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان بالقوة الإسرائيلية سنة 1982 ، وقد تمنَّى الكثير من الشيعة يومها دخول إسرائيل لتريحهم من الظلم الفلسطيني الذي كان يطال العرض والنفس والمال !

ولم يسلم علماء الدين الشيعة قبل اجتياح 1982 من تنكيل الفصائل الفلسطينية المسلحة ، وحادثة الاعتداء على أحد العلماء الشيعة من قبل هذه الفصائل في منطقة صور الجنوبية بشكل مُقَزِّز ما زالت ماثلة للأذهان مما يقبح ذكر تفصيله، لذلك سكت أكثر علماء الدين الشيعة يومها عن مواجهة التدخل العسكري الصهيوني البري المسلح ضد الفصائل الفلسطينية ، وكان بعض اللبنانيين من مسلمين ومسيحيين – ومن الشيعة بالخصوص – يرى في هذا التدخل مُخلِّصاً من تنكيل وظلم واضطهاد وتحَكُّم وتسلُّط الفصائل الفلسطينية التي كانت مُتَّهمة بخراب لبنان وتصفية الدولة اللبنانية ، وبتغييب قائد شيعة لبنان الإمام السيد موسى الصدر على مستوى البيئة الشيعية اللبنانية ، وكان جيش الدفاع الإسرائيلي يُرَوِّجُ عبر الدعاية الحربية وبالتزامن مع اجتياح إسرائيل عام 1982 ، كان يُرَوِّجُ بأن عمليته العسكرية الواسعة ضد الفلسطينيين في لبنان تهدف – من جملة أهدافها – لكشف مصير الإمام السيد موسى الصدر المعتقل في المخيمات الفلسطينية في لبنان بحسب المزاعم الإسرائيلية يومها، بل بلغ الحال أن قامت بعض نساء الجنوب المكتوية بنار ظلم الفصائل الفلسطينية برش الدبابات الاسرائيلية والجنود الصهاينة بالأرُز في مشهدية عجيبة ما زالت راسخة في أذهان الجنوبيين حتى الآن !

وللبحث تكملة.

السابق
الفلتان الأمني يعيث رعباً ببعلبك.. ويُصيب مواطن برصاصة في الرأس!
التالي
الحريري يكسر الجليد مع بعبدا لا مع رئيسها.. السلة الحكومية فارغة!