الحريري يكسر الجليد مع بعبدا لا مع رئيسها.. السلة الحكومية فارغة!

بعبدا ميشال عون سعد الحريري

لا يمكن وضع الزيارة الخامسة عشر للرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا بعد إنقطاع دام 50 يوما تقريبا، في خانة “لزوم ما لا يلزم”، بعد أن أعلن الحريري صراحة بعد إجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دام 30 دقيقة “بأن لا تقدم حصل خلال المشاورات” .

إقرأ أيضاً: الفرزلي «المتفائل» لـ«جنوبية»: الحكومة «شباطية»!

فالزيارة حملت العديد من المؤشرات، أبرزها ما نقلته مصادر متابعة لـ”جنوبية” أن “الرئيس الحريري أعاد تقديم تشكيلته إلى الرئيس عون، أي حكومة إختصاصيين من 18 وزيرا مبديا مرونة في تغيير بعض الاسماء، فكان رد الرئيس عون أنه متمسك برؤيته في المشاركة في تشكيل الحكومة وإعتماد وحدة المعايير بين الاطراف المعنية بالحكومة”.

المؤشر الثاني للزيارة هو أن معادلة الحريري لتشكيل الحكومة ليست مكان إعتراض عربي و دولي، وهذا ما توافق عليه مصادر دبلوماسية إذ تلفت ل”جنوبية” إلى أن “الرئيس المكلف أخذ ضوءا أخضر فرنسي- وعربي على المعايير التي إعتمدها لوضع تشكيلته الحكومية، و من المرجح انه اخبر الرئيس عون بذلك، وهذا ما يفسر إعادة عرضه لتشكيلته اليوم”.

تضيف المصادر:”ما حصل هو خريطة طريق يعتمدها الفرنسيون للدفع لتنفيذ مبادرتهم بأسلوب مختلف، يتسلحون بحشد أميركي – عربي يحمي ظهر المبادرة، أي أن يقوم الحريري بواجباته كاملة لجهة التواصل مع رئيس الجمهورية، وإعادة تقديم تشكيلته وشرح أسباب تمسكه بها، إنطلاقا من رفض المجتمع الدولي تقديم أي مساعدة للبنان في حال تألفت حكومة سياسية، ليتولى بعدها الفرنسيون مهمة تأمين قوة دفع دولية وإقليمية ، تقنع الاطراف اللبنانيين بالسير بالمبادرة الفرنسية بالفعل وليس بالقول فقط”.

تشدد المصادر على ان “هناك مساع جدية لإخرج الحكومة إلى النور، علما أن العقد حُلت في معظمها، والنقاش الدائر هو حول “الداخلية” و”العدل” والنيات المبيتة لأحد الاطراف للحصول على “الثلث المعطل” وما يخفي من ورائها التحضير لمعركة الرئاسة”،وتلفت “إلى أن هناك محاولة من الرئيس المكلف للحصول على غطاء سعودي معلن ومن هنا يمكن تفسير تشدده حيال حكومة إختصاصيين، وإذا لم تتشكل الحكومة خلال أسبوعين أي نهاية شباط، عندها ستُعلق المساعي الدولية لتأليف حكومة ويتم تفعيل حكومة تصريف الاعمال إلى فترة طويلة قد تكون نهاية عهد الرئيس عون”.

ويختم:” الفرنسيون يسابقون الوقت وينشطون بشكل غير مسبوق وعلى عدة جبهات أي إيران و الدول العربية، ومن النتائج الاولية لهذا النشاط هو موافقة جميع الاطراف على حكومة 18 وزير”.

اللهم إني بلغت

يوافق عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر على أن “زيارة الحريري إلى بعبدا هي للقول “اللهم إشهد أني بلغت”، ويشرح لـ”جنوبية” أن “موقف الحريري واضح لجهة عدم التقدم، ولجهة أن أيا من الجهات العربية والدولية لن تقدم على مساعدة لبنان في حال لم تشكل حكومة إختصاصيين، والمؤسف أن هذه الحقيقة يعرفها جميع الاطراف ولا يريد الاعتراف بها إما لحسابات إقليمية أو داخلية وأعتقد أن الرئيس الحريري سيكمل مشاوراته”.

الجسر لـ”جنوبية”: لا يمكن كسر الحلقة المفرغة لتشكيل الحكومة إلا بوساطة خارجية 

يضيف:”يمكن أن نشهد في المرحلة المقبلة مساع بين الفرنسيين والايرانيين لتسهيل ولادة الحكومة، أنا لا أنفي مسؤولية باقي الاطراف كلنا مخطئون لأننا نقدم مصالحنا الخاصة على المصالح الاساسية للبلد”، معتبرا أنه “في ظل هذا التعنت الداخلي لا يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة التي يدور بها تشكيل الحكومة إلا عبر وساطة وتدخل خارجي، لإقناع الجهة الدولية التي تشكل غطاءا لهذا التعنت بأن هناك مصلحة لتشكيل حكومة سريعا”.

سمير الجسر
سمير الجسر

ضغط أميركي – فرنسي قادم

على ضفة القراءة الدبلوماسية لما حصل، يرى سفير لبنان السابق لدى واشنطن رياض طبارة أن “الملف الحكومي سيشهد ضغطا فرنسيا أميركيا بالتعاون مع الخليج، والواضح أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية هي لضمان مساعدتها لبنان”، لافتا إلى أنه “ليس صحيحا أن الرئيس الحريري أتى من جولته الفرنسية والعربية ولم يحمل في جعبته اي شيء، بل أن المجتمع الدولي موافق على تشكيلته الحكومية التي سبق أن قدمها للرئيس عون، وهذا ما يكرره الفرنسيون في تصريحاتهم بأنهم يريدون تشكيلة حكومية من الاختصاصيين”.

طبارة لـ”جنوبية”:” نوع جديد من ضغوط جديدة آتية لا يمكن للطبقة السياسية مقاومتها كثيرا 

يضيف:”بعد زيارة الحريري إلى بعبدا وعدم حصول تقدم، من المرجح أن تأتي الموجة الثالثة من الضغوط الغربية على الطبقة السياسية، والتي بدأت بربط ماكرون لزيارته لبنان ، بتشكيل حكومة وهذا يعني ان كل القوى الفاعلة (الولايات المتحدة وفرنسا والدول العربية) يتحضرون للقيام بحملة ضغط لتأليف الحكومة”.

يرى طبارة أن “موقف هذه القوى هذه المرة أقوى والتحرك الفرنسي يتمتع بقوة دفع أميركية وعربية ، وهذا نوع جديد من الضغوط لا يمكن للطبقة السياسية اللبنانية أن تقاومها كثيرا وهناك أمل كبير بحصول إختراق”.

رياض طبارة
رياض طبارة
السابق
42 سنة على ثورة إيران (1): تدخلات وأخطاء جسيمة في السياسة اللبنانية!
التالي
دولار السوق السوداء يرتفع بعد الأجواء الحكومية التشاؤمية.. هكذا أقفل مساءً!