«هزة سياسية» بين التيار الوطني و«الثنائي».. هل يمكن إعادة ما تهدم؟

التيار الوطني الحر

يكاد التيار الوطني الحر(برعاية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون) أن يهدم آخر”حيطان العمار” التي تجمعه مع حليفه حزب الله وحليف حليفه رئيس مجلس نبيه بري، بعد أن خاض حروبا ضروس مع كافة القوى السياسية المتواجدة على الساحة الداخلية بدءا من رئيس تيار المستقبل الرئيس المكلف سعد الحريري، وإنتهاءا بالقوات اللبنانية حيث جمعهم يوما إتفاق معراب ناهيك عن البرودة التي تشوب العلاقة بين بعبدا وبكركي منذ فترة، وإن كان وفد التيار زارها اليوم.

إقرأ أيضاً: حزب الله «يتمسكن ليُمكّن» العهد من «الثلث المعطل».. وإلا!

سبب هذا الانطباع هو السجال العنيف الذي دارت رحاه أمس بين المستشار القانوني لرئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي وعضو كتلة التحرير النائب أنور الخليل، وتقاذف التهم بين المحطتين التلفزيونيتن الناطقة باسم رئيسي الجمهورية والمجلس، وقبلها بيوم كان بيان لافت للتيار الوطني لمناسبة ذكرى إتفاق مار مخايل إعتبر فيه “أن تطوير التفاهم بإتجاه فتح آفاق جديدة أمام اللبنانيين شرط لبقاء جدواه، إذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة”.

كل ما سبق يعني أن رئيس الجمهورية والتيار الوطني يحاولان تحريك مياه حضورهم المسيحي الراكد بحجر حقوقهم، التي يسعيان إلى إستعادتها من “الثنائي” الشيعي هذه المرة، وذلك عبر التلويح مرة بعدم جدوى تفاهم مار مخايل، لأن ما كان يسري في الماضي لم يعد مفيدا في المرحلة الحالية.د، ومرة أخرى بالعراك مع رئيس المجلس حول القوانين الاصلاحية وتنفيذها ومحاربة الهدر والفساد، وكل ذلك يحصل على مرأى بلد ينهار إقتصاديا وماليا، ويتخبط بأزمة تشكيل حكومة لا تزال مواعيد ولادتها في علم الغيب بالرغم من الجهود الفرنسية التي تبذل لإبصارها النور.

فما هو مقصد رئيس الجمهورية وتياره النيابي والحزبي من كل ما يجري؟

يجيب عضو تكتل لبنان القوي روجيه عازار”جنوبية” بالقول: “نحن معتادون على مصارحة جمهورنا لجهة تفسير ما هي إتجاهاتنا السياسية، وهذا الامر كان متراجعا في الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا أما اليوم فلكل سؤال جواب و رد”، لافتا إلى”أننا نعلن موقفنا عبر الاعلام لأن الحرب علينا كبيرة، واللقاء مع سيادة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كان بهدف توضيح افكارنا وإتجاهاتنا لأن البطريرك الراعي لديه هواجسه”.

عازار لـ”جنوبية”: ردودنا تتكلم عن حقائق و لرفع الظلم عنا

يضيف:”ردنا على النائب أنور الخليل كان بسبب أخطائه والدليل هو سحبه لتغريدته، علما ان العلاقة بين القوى السياسية يجب ان تكون منسجمة في الوضع الحالي.الازمة الحالية أكبر من الجميع ولا يجب التراشق بالتهم بل التقارب والتفاهم والكل يتحمل المسؤولية لحل الازمة”.

روجيه عازار
روجبه عازار

السجال ليس جديدا

من جهته يعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أن “لكل فريق سياسي رؤيته لأي قضية وهناك تباينات في مقاربة كل الملفات الداخلية بين الفرقاء وهو أمر طبيعي”، ويلفت لـ”جنوبية” أن “السجال الحاصل بين التيار الوطني الحر وكتلة التنمية والتحرير ليس جديدا، وإعتدنا عليه لأكثر من سبب أو لمصلحة معينة أو التباين في التوجهات والقراءات السياسية”.

هاشم لـ”جنوبية”: الجميع يعرف من رفض تطبيق القوانين الاصلاحية

يضيف:”مؤسف الحديث عن تأخر إقرار القوانين الاصلاحية، فهناك قوانين كثيرة تمّ إقرارها لكنها لم تُنفذ منذ سنوات، وأهمها تتعلق بملف الكهرباء وهو جوهر الازمة المالية التي يعانيها لبنان، والجميع يعرف من كان على رأس وزارة الطاقة ومن رفض تطبيقها لأنها لا تناسب مصالحه الشخصية والحزبية”.

وإذ يأسف هاشم “إلى وصول الامور إلى هذا المستوى من الحدة”، يعتبر “أن القوى السياسية بغنى عن زيادة الهوة بينها بل تحتاج إلى تقريب وجهات النظر لإخراج البلد من أزماته”، ويأمل أن”لا تعود الامور إلى هذه الدرجة من الخطاب، و أن تكون هناك معالجات واقعية للأزمة الداخلية ووفقا للمصلحة الوطنية وبعيدا عن مصالح الاحزاب والقوى”.

قاسم هاشم

لا خلاف مع عون إستراتيجيا

يكرر مصدر مقرب من حزب الله لـ”جنوبية” أن “لا خلاف للحزب مع الرئيس عون في القضايا الاستراتيجية وان حصل تباين في امور داخلية”، مشيرا إلى أن ” الحزب حريص على مراعاة و مساندة حليفه المسيحي داخليا، وفي معركته لبناء الدولة والتباينات الحاصلة بينهما، خصوصا في ما يتعلق بتفاهم مار مخايل لا تعني القطيعة بل الاستعداد لتطوير هذا التفاهم بأقرب فرصة ممكنة و قد تشكلت لجنة من الفريقين لهذا الهدف”.

في المقابل يجزم المصدر أن “العلاقة بين الحزب ورئيس المجلس ستظل بعيدة عن أي تعارض في أي أمر، وأن اي اشكالية تعالج داخل الجدران ولا تخرج الى العلن، وبالتالي هذه الاستراتيجية وضعها الحزب لنفسه منذ سنوات ويتوقع من حلفائه مهما زادت التباينات بينهم أن يتفهموها ويفسحوا له بالمجال لحماية “حيطان العمار” التي بناها بينهم”.

السابق
راشد حمادة يكشف «فضيحة هبة المانية رفضوها وحوّلوها الى سوريا»
التالي
بعدما توقعت وصوله للرئاسة.. ليلى عبد اللطيف تعلّق على وفاة جان عبيد