الفلتان «يَعيث» رعباً جنوباً وبقاعاً..والإقفال يسقط بالضربة القاضية!

هي فوضى بكل ما للكلمة من معنى، وهي فضيحة الفضائح، ان تتحول السرقة والقتل والنشل والجريمة، بكل انواعها الى “مهنة” في عرين “الثنائي” وفي المناطق الشيعية جنوباً وبقاعاً.

وصحيح ان لبنان كله زاوية زاوية، معرض للجوع والجريمة، والسرقات، والقتل، وتجري يومياً عشرات الجرائم على طول الاراضي اللبنانية وعرضها.

ولكن ان تكبر الجرائم بهذا الحجم في مناطق “الثنائي” هو امر غير معهود، ويشكل سابقة في الجنوب والبقاع.

وحتى خلال “سفر برلك” و”المجاعة اللبنانية” قبله، لم يسرق احد جاره. ولم يقتل الجار او ابن البلدة جاره، كما يجري اليوم، الى ان وصل الامر، الى حد سرقة لوزام السيارات واطاراتها وبطارياتها واكسسوارها لبيعه ببضعة مئات من الاف الليرات!

إقرأ ايضاً: «الثنائي» يُلملم فضيحة التقصير الصحي جنوباً..وتفلت «كوروني» ومعيشي بقاعاً!

في المقابل سقط الاقفال في اليوم الـ21 بالضربة القاضية، اذ بقي عداد وفيات “الكورونا”مرتفعاً امس ليصل الى رقم قياسي جديد وبلغ 81 وفاة. وهو رقم خيالي بالنسبة لعدد سكان لبنان.

اما الاصابات فبقيت مرتفعة، وسجلت ايضاً الحالات الايجابية بنسبة 23 في المئة لكل 100 فحص، وهي يجب ان تكون 5 بالمئة لكل 100 فحص وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.

ومع الحديث عن عودة الى الفتح التدريجي بعد انتهاء الاقفال في 8 شباط المقبل، سيكون لبنان واللبنانيون امام طفرة جديدة للفيروس وامام مآس ووفيات واصابات جديدة!

جرائم بالجملة جنوباً

وفي مشهد لم يعهده الجنوبيون منذ زمن بعيد، كانت منطقة مفرق العباسية قضاء صور، على موعد مع سلسلة جرائم وحوداث امنية.

حيث تمَّ ليل أمس الاول محاولة سرقة سيارة من مجمع الرز السكني، بالإضافة إلى سرقة محتويات حوالي 15 سيارة من مرايا ودواليب (سبير) ومسجلات.

قتيل وجريمة سرقة

وعُثِرَ صباح امس على المواطن جهاد حرب مقتولاً في مكتبه الكائن في جلّ البحر، وهو مقيد اليدين، حيث يبدو وفقاً للمعلومات الاولية ان الفقيد، قد قتل خنقاً وان الجريمة قد حصلت منذ يوم او يومين.

في التفاصيل، ان زوجة الفقيد حضرت الى مكتبه صباح امس، لتتفقده بعد عدم إجابته على التلفون . حيث فوجئت عند دخولها المكتب بالفقيد جثة هامدة مكبل اليدين، حيث كان يحجر نفسه في المكتب بعد وفاة أخيه منذ عدة أيام جراء إصابته بفيروس كورونا.

وذكر ان القتيل كان بحوزته مبلغ مالي كبير استحصل عليه في 30/1/2021 من عملية بيع عقار.

البقاع

وفي وقت تبحث هذه السلطة قرار التمديد للاقفال، يرى البقاعيون ان الاقفال لم يحقق النتائج المرجوة وبالتالي راكم مآس اقتصادية ومعيشية على الناس من جراء اقفال مصالحه وتسطير محاضر ضبط بحقهم، فيما لازال عداد الاصابات بفيروس كورونا مرتفعاَ، وايضاً عداد الوفيات الذي تخطى الثمانين وفاة، وكان للبقاع حصته الوافرة منها من مختلف القرى والبلدات.

انتفاضة بقاعية

وتستمر انتفاضة ابناء البقاع الشمالي على الواقع الامني الذي تعيشه جراء غياب الاجهزة الامنية والعسكرية لصالح عصابات التشليح والسطو والسرقة والخطف بقوة السلاح، ولليوم الثالث على التوالي يعتصم الاهالي وفعاليات المنطقة احتجاجاً على الفلتان الامني.

وطالبوا القوى الحزبية افساح المجال امام القوى الامنية للقيام بواجباتها ورفع الغطاء عن أي مخل بأمن المنطقة.

نظمت فعاليات بعلبك والبقاع الشمالي اعتصاما عند مستديرة دورس، بعلبك احتجاجا على ما وصلت فيها الأمور من تفلت أمني وسلب وخطف واستدراج، بحضور ممثلين عن عشائر المنطقة والبلديات، مخاتير ورجال دين، ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات طالبت الاحزاب السياسية بالوقوف الى جانب الاجهزة الأمنية، وبرفع الغطاء عن العصابات، والدولة بتحمل مسؤولياتها الى ما آلت اليه المنطقة من تفلت وتسيب أمني .

واستنكر  المتحدثون ما يحصل من جرائم في منطقة بعلبك الهرمل المعروفة باكرام الضيف،  “ان كل نقطة دم تهدر في منطقة البقاع تتحمل مسؤوليتها الدولة اللبنانية.

وطالبوا الاجهزة الأمنية بضرب عصابات السلب والنهب بيد من حديد كي تعود المنطقة لهدوئها. كما وطالبوا التشدد في موضوع التهريب، لتوقيف عصابات تهريب المواد المدعومة والمازوت التي وصلت إلى تركيا.