أطلقت يارا علي بزيع ابنة الـ12 عاما صرخة مدوية في عالم الكبار لحضّهم على مساعدة لبنان.
الطفلة يارا لبنانية تعيش في بريطانيا وتشعر بحزن كبير لما آلت إليه الاوضاع في بلدها الام. لذا قرّرت يارا، ومن خلال فرض مدرسي حثّ محيطها على مساعدة لبنان واللبنانيين، والتبرع للبنان لأسبابٍ إنسانية.
ونتيجة اختيارها لوضع لبنان نالت أعلى علامة في صفها.
وتوجّهت بمناشدة فيما يلي ترجمتها الى العربية: “أنا إسمي يارا ومتحمّسة كثيرا لإجراء تغيير في لبنان. فهل تعلمون أن أكثر من 50% من الشعب اللبناني يعيش بدخل يومي يعادل 2$ في اليوم؟!، ليس لأنهم عاطلون عن العمل، فتخيّلوا كيف يكون حال العاطلين عن العمل؟
طوال حياتي ومنذ ولادتي كنت أزور للبنان كل عام وأقيم فيه لمدة شهرين، وفي كل مرة كنت ألاحظ أن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ بطريقة أو بأخرى، وبالرغم من ذلك ففي كل مرة يحين وقت مغادرتي فإن جزءا مني لم يكن يرغب بذلك، إلى أن أدركت حقيقة أنه على الرغم من توفّر المال والحياة الرغيدة المرفّهة التي كنت أعيشها، إلاّ أن البلد الذي إعتقدت أنه يحتضن التوازن والعدل والأمان قد تحوّل إلى بلد بائس يعمَّه الفساد وغير متوازن للعيش فيه.
بعد كل تلك السنوات، أدركت فقط الآن كِبَر حجم المشكلة في أن يكون الإنسان مواطن لبناني عادي في لبنان، وقد حان الوقت لكي تلاحظوا أنتم بدوركم هذا الأمر. إذ أن أكثر من 300 الف شخص في لبنان ليسوا فقط من دون منازل أو ليس لديهم عمل أو وظيفة، بل هم حتى بدون طعام. والسبب هو بكل بساطة أنه في بلدي، فإن أسعار معظم المواد الغذائية ترتفع أكثر من 10% شهرياً، إذا لم نقل من يومٍ لآخر. وإذا إعتقدتم بأن هذا الرقم ضخم، فإن هذا الأمر حصل خلال العام 2019.
أما في الوقت الحالي، فإن أكثر من 50% من الشعب اللبناني هم عاطلون عن العمل ويرزحون تحت خط الفقر، مما يعني أنهم غير قادرين على تأمين أبسط ضروريات الحياة. وما يزيد الأمر سوءا هو عدم قدرتهم على مغادرة البلاد لأنهم ليس بإستطاعتهم الحصول على فيزا لأي مكان آخر”.
”ما هو شعورهم برأيكم؟؟ تخيَّلوا وتخيَّلوا فقط، أن تكون محاصراً في بلد فاشل، يتزايد فيه الفساد في كل ثانية. إن والدي ووالدتي أمضيا معظم حياتهما تقريباً في لبنان، ولطالما سألت والدي لماذا غادرت لبنان، وجوابه كان على الدوام كلما بقينا اكثر تزداد الأوضاع سوءا.
في كل أرجاء لبنان كان هناك حملات ومعارضين وأشخاص فاعلين، هدفهم كان واحداً، وهو إعادة السلام والإزدهار إلى لبنان، لكن لسوء الحظ حتى حين يحاول بعض الأشخاص جمع تبرعات لدعم الفقراء، فإن الحكومة – تستولي عليها فوراً وتسرق الأموال – لهذا السبب وإذا كنتم ترغبون بمساعدة لبنان وإنهاء هذه الفوضى، لمرةٍ واحدة وأخيرة، قوموا بالتبرع لمنظمات غير حكومية مثل الـ UNDP أو لجمعيات أخرى تكون حائزة على الثقة.
وختمت يارا المناشدة: “أنا قمت بالمهمة الملقاة على عاتقي والآن حان دوركم”.