الشيعية السياسية نحو الانكفاء(5): «الهلال» يتصدع.. والإنسحاب الايراني يسابق الأميركي!

الحرس الثوري الايراني
لا يزال المسؤولون الايرانيون يطالبون اميركا بسحب قواتها من سوريا والعراق، بالمقابل فان واشنطن تطالب بسحب ايران ومليشياتها من هذين البلدين، مقدمة لتحجيم نفوذها في المنطقة.

لا شك ان المشروع الشيعي بقيادة ايران في المنطقة هو مشروع اسلام سياسي بالدرجة الاولى، وان كان قد استنفر العصبيات المذهبية لاحقا، لذلك استطاع الالتقاء مع مشروع الاخوان المسلمين في الدول العربية عامة، كما دعم حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين في غزة بشكل خاص. 

وبذلك تمكن الهلال الشيعي من اختراق عدد من الدول العربية السنية والتعاون معها على محورين، الاول خارجي وهو مجابهة الغرب ولو بمستويات مختلفة، اما الثاني الداخلي فهو التصدي للدول العربية المعادية لمحور الاسلام السياسي الممانع وابرزها مصر والسعودية. 

تهميش الدول الوطنية 

تستقر الشيعية السياسية الان في دول مهشّمة ومهمّشة هي، العراق وسوريا ولبنان واليمن، تضربها تصدعات سياسية وانهيارات اقتصادية، ويعشعش باداراتها الفساد ويسود فيها الفلتان الامني مع استقواء مليشيات دينية وسيطرتها على القرار السياسي لحساب عاصمة محور الممانعة طهران. 

اقرأ أيضاً: الشيعية السياسية نحو الانكفاء(2): ثورة على الرموز الإيرانية في العراق!

ويعبّر دبلوماسي عراقي سابق عن رأيه بالصراع السياسي الاقليمي على ارض بلاده فيقول: ” قد يتصاعد الموقف الى ماهو اكثر سخونة وقد تحصل احتكاكات عسكرية في مياه الخليج او في اي من ارجاء المنطقة، ولكن من يعتقد ان الغرب، والولايات المتحدة بشكل خاص، قد يفرطون بايران الطائفية المصدرة للفوضى في المنطقة فهو واهم.” 

غير ان هذا الرأي يعتبره بعض المحللين رأيا قديما نسفه الرئيس الاميركي دونالد  ترامب مع اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني من اجل تحقيق هدفين استراتيجيين وهما: السلام، وانسحاب الجيوش الاميركية من الشرق الاوسط. 

فالسلام بين اسرائيل والدول العربية الذي تجري مراسم تطبيعه حاليا، ليصل الى دول المغرب والسودان بعد الامارات والبحرين وقطر، من شأنه ان يجوّف المشروع الممانع ويوقف تقدمه لاحقا، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الانسحاب الاميركي من الشرق الاوسط لا يمكن ان يتم دون الانسحاب الايراني ودون سحب سلاح الحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين من دول لبنان وسوريا والعراق واليمن. 

مشروع بايدن 

الرئيس الاميركي المنتخب حديثا جو بايدن أدلى بدلوه مبكرا مدغدغا المشاعر الايرانية بالعودة الى الاتفاق النووي الذي كان ترامب قد ألغاه عام 2018، ولكنه اشترط اشراك دول الخليج في المفاوضات المرتقبة مع طهران. 

فقد أكد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن تطوير ايران لسلاح نووي «يشكل تهديداً مباشراً» للأمن القومي للولايات المتحدة وللنظام العالمي، وأبدى استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي «كنقطة انطلاق» لمفاوضات جديدة من أجل تمديد القيود على إنتاجها للمواد الانشطارية و«معالجة» نشاطاتها الإقليمية الخبيثة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، على أن يشارك العرب، ولا سيما السعودية والإمارات مع بقية الدول الكبرى في هذه المفاوضات. 

بايدن تبنى بشكل غير مباشر مشروع ترامب للسلام بالمنطقة القائم على الضغط على ايران

ولا شكّ ان مشاركة الرياض بالمفاوضات المذكورة ستشكل نكسة قوية لجهود طهران التي كانت تأمل بفصل الملف النووي عن ملفات المنطقة وتدخلاتها فيها، فالسعودية لا يمكن ان ترضى بالتوصل لاتفاق نووي جديد ورفع العقوبات دون انسحاب ايران وأنصارها من المنطقة ووقف دعمها للحوثيين في اليمن. 

وبذلك يكون الرئيس الاميركي الجديد بايدن قد تبنى بشكل غير مباشر مشروع ترامب للسلام بالمنطقة القائم على الضغط على ايران لانسحابها وأذرعها من المنطقة مقدمة لانسحاب القوات الاميركية من الشرق الاوسط.   

السابق
دياب يلوّح بالاقفال العام مجددا.. وهذا ما قاله عن رفع الدعم
التالي
كل الطرق تؤدي إلى.. «العجز»!