حدّد السيد نصرالله أهداف القصف الصاروخي المترقب داخل الكيان الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة، وكشف عن الأسلحة النوعية التي أصبحت تمتلكها المقاومة في لبنان، بل قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وسورية واليمن والعراق وأفغانستان، وبيَّن نصر الله إستراتيجيات العمل العسكري المنسق بين قوى محور المقاومة، والدور الكبير الذي لعبه قائد فيلق القدس الايراني الذي اغتالته اميركا قاسم سليماني، في تجهيز هذه القوى للمواجهات العسكرية الماضية والمرتقبة ..
إقرأ أيضاً: نصرالله يُحرّض ضد السعودية: وليّ العهد طلب اغتيالي.. وسوريا مدّتنا بالصواريخ!
وكثر الحديث في حوار العام (حسب مقدم البرنامج)، عن ارتباطات الأمين العام بالقيادتين الإيرانية والسورية، وطبيعة هذه الارتباطات وماضيها ومستقبلها، وما تخلل ذلك من التجارب الشخصية للأمين العام والنوعية لحزبه، وقد كثرت التصويبات على المعركة المقبلة مع العدو، كما صرَّح السيد نصر الله لأول مرة بأن تدخلات إيران في المنطقة ليست فقط لدعم أذرعها، بل لحماية واقعها الداخلي من تداعيات محاولات قلب النظام الذي تسعى له الإدارة الأمريكية منذ أربعة عقود، فنصر الله لم يُفشِ سراً ببيان ذلك، ولا بتوضيح أن أهداف إيران من تدخلاتها في دول الجوار هو حماية رأسها ومصالحها من الضغوطات الأمريكية والصهيونية ..
أين لبنان؟
وفي طول وعرض حديث الأمين العام بدا كان لبنان أسير كل سياسات الخارج، وليس له أي قرار داخلي يكون فيه أي موقف حقيقي ومؤثر لكل أبنائه يُنظر فيه لمصالحه ومصالح شعبه على نحو الاستقلال، فالقرارات المصيرية يأخذها حزب الله وقيادته وداعموه بالنيابة عن الشعب اللبناني بأسره وبدون مشورته وأخذ رأيه في القرارات المصيرية التي ترتبط بالحروب الإقليمية، بل ان سياق حديث السيد نصر الله كان يوحي بوضوح ان جهد اللبنانيين في المعركة الإقليمية، يجب ان ينصبّ لحفظ مصالح الدولة الراعية لحزبه وليس لحفظ مصالح لبنان وشعبه، فهذه ليست في أولى أولوياته، وإن كانت تحظى باهتمامه واهتمام حزبه وداعميه، ولكنها لا تأتي في سُلَّم الأولويات في المعركة الإقليمية السابقة والمرتقبة في وقت قريب، وهذا مما يُفهم من كلام الأمين العام في حواره بالأمس بكل وضوح، فقد وضع نصر الله لبنان ومصير شعبه ومختلف فئاته في قلب العاصفة، ووضع لبنان في قلب المعركة الإقليمية المرتقبة.
هل يقيس نصر الله إمكانات لبنان وشعبه بإمكانات حزبه ومحازبيه
فمتى تكون الأولوية مصالح لبنان ومصالح كل فئات شعبه في أجندة حزب الله كي يحافظ اللبنانيون على شيء من الاستقرار في ظل المخاوف المستمرة من اندلاع الحروب التي لن تنتهي في المنطقة ؟ وهل يقيس نصر الله إمكانات لبنان وشعبه بإمكانات حزبه ومحازبيه وداعميه عندما يتكلم بكل اطمئنان عن استعداداته واستعدادت هؤلاء للحرب الإقليمية المقبلة ؟