في ذكرى إستشهاده ورفاقه الـ31..«بلوك» تذكاري للشهيد حكمت الأمين

الشهيد الدكتور حكمت الامين

بعد ثلاثين عاماً على استشهاده، وفي دخوله العام الواحد والثلاثين، أصدرت جمعية بيت المصور في لبنان، متعاونة مع مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، “مستشفى الشهيد حكمت الأمين”، طابعاً تذكارياً من نوع بلوك “سندريلا”، لطبيب الفقراء، الشهيد حكمت الأمين “فتى الرمّان” قياس (8 سم × 11 سم)، يحمل رسماً للشهيد بالحبر الصيني أنجزه (2019) الفنان التشكيلي والنحات المبدع شربل فارس.

ويوزع الطابع لاحقاً على أصدقاء الشهيد وعائلته ومحبيه وعلى الراغبين في اقتنائه.

طابع تذكاري

وكانت النجدة الشعبية اللبنانية قد أصدرت بالتعاون مع جمعية بيت المصور في لبنان ونادي التحرر في كفررمان، مغلفاً وطابعاً تذكاريين فضلاً عن بطاقات بريدية تحمل رسم الفنان شربل فارس، وميدالية برونزية (إنتاج شركة عبسي) للشهيد الأمين في الذكرى الثلاثين لاستشهاده، بتاريخ 26 كانون الأول 2019.

إقرأ أيضاً: مساعي الراعي الحكومية مستمرّة..ما هي الخطوة المقبلة؟

تجدر الاشارة الى ان تاريخ 26 كانون الأول 2020، هو الذكرى الواحدة والثلاثون لاستشهاد الدكتور حكمت الأمين مع ثلة من رفاقه في غارة على مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني في الرميلة (29 كانون الأول 1989)، بينهم قاسم بدران “أبو جمال” (المسؤول العسكري للحزب).

من هو الشهيد وطبيب القلب حكمت الامين؟

الشهيد الدكتور حكمت الامين، أبصر النور في ٢٩ كانون الثاني ١٩٤٤ في كفررمان، البلدة الجنوبية المحاذية لمنطقة النبطية، حيث قضى طفولته الواعدة البريئة فيها وفي مدرسة القرية تلقى دروسه الإبتدائية.

تابع دراسته الثانوية في مدارس النبطية مع العديد من أبناء القرى المجاورة، يقاسمهم شغف العيش، مع أحلامه، وتطلعاته التي كان يرسمها شبابه الآتي دافقاً كالريح كالإعصار؛ يحدو له في كل ذلك توقٌ لأن يعيش معاناة أبناء شعبه،فمنحهم كل العشق واحتضن قضاياهم. في العام ١٩٦٤ إنتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني.

دراسة الطب والتخصص في روسيا وسويسرا

سافر إلى الاتحاد السوفياتي وحاز على شهادة في الطب العام، بعدها إنتقل إلى سويسرا ودخل إلى أهم جامعاتها وأكمل تخصصه في القلب والشرايين.

وفي عام ١٩٧٣ عاد إلى ربوع الوطن طبيباً، ولكن على الرغم من تخصصه في أرقى الجامعات الغربية الأمر الذي كان يؤهله أن يشق طريقه إلى النجاح المادي والمعنوي في قلب العاصمة بيروت، وإمكانية توفير فرص من الرفاهية ومتع الحياة الإجتماعية والثقافية المتنوعة ، لكن حكمت الجنوبي أدار ظهره لكل هذه الإغراءات التي تجتذب الغالبية الساحقة من حملة الشهادات الجامعية.

فكان نموذجاً جديداً في العطاء ، غير الكثير من المعادلات في إطار العلاقة بين الطبيب والمرضى؛ خدم مجتمعه بعلمه ومهنته الطبية وجعل عيادته مقصداً لكل مريض بغض النظر عن قدرات المريض بتحمل تكاليف العلاج ونفقة الكشوف.

ولم يهدف الإهتداء إلى طريق الغنى من مهنته، فقد إكتسب ثروة لا تقاس بمال:هذه الثروة كانت نتيجة من مشاعر المحبة والاحترام المتبادل والود التي تجمعت من نسيج علاقته وصداقته مع مرضاه ومع كل من عرفه.

أحبه الجميع طبيباً متنقلاً من مستوصف لأخر في منطقة الشريط الحدودي من جنوب لبنان ملبياً نداء الواجب الإنساني، واجب المحافظة على تلك المنطقة، حيث رفع شعاراً مع نخبة معطاءة ،شعار النجدة الشعبية اللبنانية ،”معاً من أجل الإنسان”.

تأسيس مستشفى النجدة الشعبية

ولما رأى حكمت الزرع قد نما وأن النجدة الشعبية في الجنوب وفي النبطية تحديداً أصبحت تشكل محوراً أساسياً في ميدان العمل الصحي الإجتماعي ،خطى مع رفاقه في النجدة خطوة متطورة، فكانت مستشفى النجدة الشعبية في النبطية صرحاً طبياً شامخاً يخلد حكمت في طليعة المؤسسين.

لقد فضل حكمت البقاء في موقعه النضالي رغم المخاطر التي رافقت وجود العدو في المنطقة ،واستطاع أن يساعد في تنسيق ما أمكن تأمينه من إستمرارية أشغال البناء والتجهيز والأدوات والمعدات في ورشة البناء أو في المستودعات للوصول إلى الصرح الطبي العظيم.

حكمت الأمين طبيباً يبلسم الجراح، يخفف الألام، يعطي مرضاه الأمل والشجاعة دون حدود،ويبني معهم علاقة وثيقة.
خلال فترة السبعينات تزوج من الدكتورة أنطوانيت أودرمات من الجنسية السويسرية، كان قد تعرف عليها خلال فترة تخصصه في سويسرا.
إنتقل شغفه وتعلقه بالقضية اللبنانية إلى زوجته ،التي انخرطت في المجتمع وكانت السند الأساسي والداعم له في مشواره الطبي والإنساني والاجتماعي.
رزق منها بثلاثة أولاد، ليلى عام 1979، منى في العام 1983، جمال في العام 1985 .

محاولات اغتيال وقصف اسرائيلي مميت

تعرض لعدة محاولات إغتيال من قبل جهات داخلية وخارجية،حيث إضطر في العام ١٩٨٧ أن يغادر لأسباب أمنية منطقة النبطية ،لكنه لم يشأ أن يستجيب للعروض المغرية التي قدمت له للعمل خارج لبنان بل إختار أن يتابع نضاله على أرض لبنان وذلك من خلال عمله في فرع النجدة الشعبية في صيدا وفي الأن نفسه الاشراف على فرع الرميلة حيث إنتهى بأن إستشهد جراء القصف الوحشي للطيران الاسرائيلي على مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني في الرميلة في ٢٦ كانون الأول ١٩٨٩.

إستشهد الدكتور حكمت وهو في أوج عطائه، اغتالته اليد الاسرائيلية نفسها التي نذر حياته كلها في سبيل رد أذاها وعدوانها عن أبناء شعبه وطنه.

السابق
مساعي الراعي الحكومية مستمرّة..ما هي الخطوة المقبلة؟
التالي
القاضي إبراهيم «ضحية» فوضى الصرافين!