تواصل بين نصرالله وباسيل «لإبتزاز» الحريري..«الداخلية» و«العدل» أو لا حكومة!

باسيل حزب الله عون

التعقيدات الحكومية بعد اللقاء العاصف رقم 12 بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري والتي قدم خلاله الحريري تشكيلة الى عون من 18 وزيراً وقابله عون بلائحة جديدة لم تحل بعد الامر الذي حدا بحلفاء وخصوم “حزب الله” الى مطالبته بالتدخل لدى حليفيه عون والنائب جبران باسيل.

وفي تحرك اشبه برفع العتب وتوزيع الأدوار، أكدت مصادر متابعة لـ”الشرق الاوسط”، أنّ “قيادة “حزب الله” كانت قد بادرت إلى التحرّك بقيام المعاون السياسي للأمين العام للحزب السيد ​حسن نصرالله​، ​حسين خليل​ بزيارة بعبدا للقاء عون، بينما تواصل باسيل مع نصرالله، في اتصال أجراه أثناء اجتماعه بمسؤول وحدة الارتباط في “حزب الله” ​وفيق صفا​”.

“هدية ملغومة”

وتشير الى ان عون وباسيل أبلغا نصرالله ما كانا قد أبلغاه إلى أعضاء خليّة الأزمة الفرنسيّة، وأبديا استعدادهما لتسهيل تأليف الحكومة شرط موافقة الحريري على التسليم لهما بالداخلية والعدل، وهذا ما دفع الأخير إلى تجديد رفضه لاقتراح عون باعتبار أنّه ينطوي على “هديّة ملغومة” أصرّ على إعادتها إلى صاحبها؛ خصوصًا أنّ مجرّد التسليم له بما يطلبه يعني أنّ مجرّد موافقته تتيح لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي الإمساك بالملف الأمني، من خلال سيطرته على حقائب الدفاع والداخلية والعدل”.

كما ذكرت المصادر أنّ “حزب الله تولّى نقل اقتراح الرئيس عون وبطلب من باسيل إلى من يعنيهم الأمر، من دون أن يبدي رأيه فيه، ما عدا أنّه كان قد أبلغهما بأنّ لا مبرّر لحصولهما على الثلث الضامن إلّا إذا كانت ثقته بحليفه -أي الحزب– مفقودة، مع أنّهما يعرفان جيّدًا بأنّه لن يتخلّى عنهما في الشدائد كما في السابق”.

إقرأ أيضاً: في إنتظار «بيعها» لبايدن..إيران تُمسك بورقة حكومة الحريري!

وبكلام آخر، فإن «حزب الله» طمأن عون وباسيل بأن وقوفه إلى جانبهما لا يبرر تمسكهما بالثلث الضامن؛ خصوصاً أن الحزب يحثهما على تسهيل تشكيل الحكومة؛ لأن الوضع إلى مزيد من التأزم، ولم يعد يُحتمل، وبات في حاجة إلى توفير الحلول، لرفع الضغوط التي يتعرض لها من حاضنته الشعبية.

حزب الله لا يضغط على باسيل!

لكن القديم الجديد في موقف الحزب يكمن في أن قيادته ليست في وارد الضغط على عون وباسيل الذي يتولى – كما يقول خصومه – إدارة ملف تشكيل الحكومة، وهذا ما كانت قد أبلغته إلى موفد ماكرون إلى بيروت باتريك دوريل بقولها له: «لا تنتظروا منا الضغط على حلفائنا، ونحن مع تسريع تشكيل الحكومة ونقف وراء مطالبهم».

وهكذا فإن «حزب الله» ومعه «رئيس الظل» جبران باسيل، يستمران – كما يقول خصومهما – في تبادل «الخدمات السياسية» وإلا أين يُصرف دعم الحزب لتشكيل الحكومة، من دون أن يتدخل لدى باسيل وعون الذي يراعيه إلى أقصى الحدود، ويسلم على بياض لشروطه، بدءاً بأن تأتي التشكيلة الوزارية على قياس باسيل لتمكينه من أن يسترد زعامته في الشارع المسيحي، في ضوء العقوبات الأميركية المفروضة عليه من جهة، والمحاولات الجارية لمساواة الآخرين بعقوبات من نوع آخر في ملف انفجار مرفأ بيروت، من جهة أخرى، تحت عنوان «من ساواك بنفسه ما ظلمك».

السابق
العودة إلى الصفر.. حرب استنزاف جديدة بين قوات الأسد وداعش
التالي
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: ثورة لبنانية غير منجزة!