عند كل عاصفة تتجدد المصيبة نفسها، فيغرق لبنان وشعبه بطوفان الاهمال السياسي والحكومي، ومزاريب الفساد في التعهدات والتلزيمات، لتكتمل بذلك المعاناة المستمرة للعام الثاني على التوالي.
وما يزيد الطين بلة، السجالات السياسية العقيمة والاستهتار بحياة المواطنين وصولاً الى اختراع اشكالات وصراعات وهمية لحرف الانظار عن حجم المأزق المعيشي والمالي والاقتصادي والعجز الكامل عن مواجهته بالحد الادنى.
وامس غرق لبنان من اقصى جنوبه الى اقصى شماله بسيول العاصفة المثلجة والممطرة بغزارة، في ظل فقدان للغاز والمازوت في كل لبنان والجنوب والبقاع والشمال ضمناً. في حين يعم فقدان المواد الغذائية الاساسية والادوية من معظم السوبرماركات والصيدليات.
معلومات لـ”جنوبية” التجار وشركات الغذاء والدواء لا “يغامرون” بمخزونهم المدعوم بل ينتظرون رفع الدعم!
وتتحدث معلومات لـ”جنوبية” عن ان التجار وشركات الغذاء والدواء لا “يغامرون” بمخزونهم المدعوم بل ينتظرون رفع الدعم ، وهذا ما يردده كبار التجار وصغارهم، وحتى من يعترض من المواطنين والتجار يسمع كلمة واحدة :”خلي مصرف لبنان والدولة يعطوك بضاعة مدعومة نحنا ما عنا” ولا من حسيب او رقيب.
في المقابل تستمر استنسابية وزارة الصحة ووزيرها حمد حسن، ويتم التعاطي مع البقاع واهله “كورونياً”، باستهتار تام وبتمييز مناطقي وطائفي بين مناطق وقرى ومدن البقاع .
الجنوب امطار وكوارث
جنوباً، خلفت غزارة الامطار صباح امس وليل أمس الاول في منطقتي النبطية وإقليم التفاح، سيولاً على الطرق وحولتها الى بحيرات ومستنقعات، خصوصا طريق جادة نبيه بري في كفررمان وعلى مثلث زوطر – النبطية الفوقا، و ترافقت الأمطار ببرق ورعد ما ادى الى سوء رؤية على طرق إقليم التفاح، وتكوُّن مادة لزجة لا سيما على طريق كفرتبنيت – الخردلي ما دفع السائقين الى القيادة بحذر تخوفا من الانزلاقات.
إقرأ أيضاً: «التخريب الأمني» مستمر جنوباً..والبقاع تحت رحمة عصابات التهريب والدولار!
وساءت الرؤية في جرجوع وعربصاليم وجبل صافي وجباع ومليتا، ووجه الدفاع المدني في النبطية انذارات و نداءات للسائقين للقيادة بحذر، كما وجهت قوى الامن الداخلي نداءات مماثلة خشية من الحوادث والانزلاقات.
وفي زوطر و يحمر غمرت المياه المزروعات و ارتفع منسوب مياه الليطاني عند قعقعية الجسر، وارتفعت المياه في برك التجميع في ارنون و يحمر وكفرتبنيت، فيما لفَّ ضباب كثيف الاعالي في قلعة الشقيف وارنون و الحمرا و الزوطرين ونهر الليطاني.
صور
وفي صور ومنطقتها أدَّت مياه الأمطار الغزيرة الى تشكيل برك مائية في معظم الطرق، ما أعاق حركة مرور السيارات، و سيول في معظم الحقول الزراعية، كما تسببت في انهيار التربة خصوصا على طريق الباصات المدرسية المؤدي الى مدرسة برج رحال الرسمية حيث حدثت حفرة كبيرة فاتخذت إدارة المدرسة أعلى درجات الحيطة و الحذر تخوفا من إنزلاق الباصات فيها.
كما تعطَّلت حركة الملاحة في مرفأ صور وتوقف صيادو الأسماك عن الإبحار لإلتقاط رزقهم اليومي، بسبب إرتفاع أمواج البحر، وعملوا على تثبيت مراكبهم تخوفا من ان تسحبها الأمواج.
المساكن الشعبية
وكما عند كل شتوة طافت شوارع المساكن الشعبية (قرب صور) بمياه الامطار الغزيرة التي ملأت الشوارع والازقة. و اقتحمت المنازل والمحال التجارية متسببة باضرار فادحة للمواطنين الفقراء في هذه المحلة، وفي عز الازمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد، و ناشد الاهالي المسؤولين سرعة التدخل لتدارك الوضع المزري في المنطقة.
وفي صيدا غرق زورق صيد داخل مرفأ الصيادين في مدينة بسبب غزارة تساقط الامطار . وقد عمل فريق من مركز الانقاذ البحري في الدفاع المدني على سحبه من داخل المياه.
كما توقفت حركة الملاحة في المرفأ.
البقاع
ومع تفاقم اعداد الاصابات بالـ”كورونا” بقاعاً، تستمر فضائح وزارة الصحة التي انتهجت “مناعة القطيع” في تفشي الفيروس.
وفي حين لا يجد اهالي البقاع فحوصات الـ،pcr، تتغنى وزارة الصحة و”حزب الله” بقدرات و”جيوش صحية” تعتمد على الاستنسابية والتمييز بين منطقة واخرى.
وفي ظل هذا التخلي من قبل وزارة الصحة عن واجباتها وتأمين فحوصات للفيروس في المناطق النائية، يبحث الاهالي عن طريقة التأمين الفحوصات السريعة وهي اقل كلفة من الفحوصات التقليدية للكورونا.
غرق خيم النازحين
ومع غزارة الأمطار تعرضت العشرات من خيم النازحين السوريين في المخيمات العشوائية في برالياس عند تل سرحون، للغرق مما سبب موجة نزوح داخل المخيم والى مخيمات اخرى، بعدما أغرقت المياه خيمهم ومحتوياتها من فرش وسجاد.
وناشد الاهالي الجهات المانحة والمعنيين الاسراع في تامين مستلزمات الخيم لهم من فرش وأغطية.
