ازمة التاليف اتخذت بعدا مقلقا للغاية.. الحريري حائر وينتظر!

سعد الحريري وميشال عون

مزيد من الجمود يسيطر على الملف الحكومي وسط خيبة أمل فرنسية كبيرة قد تدفع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان ينعي مبادرته بعد أشهر من محاولات حث القوى السياسية اللبنانية على تكشيل حكومة اصلاحية من اختصاصيين لانقاذ لبنان.

المسار الحكومي المعطل

وتحضر “الخيارات اللبنانية” ظهر اليوم على طاولة التقاطعات الفرنسية – الأميركية خلال اجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بوزير الخارجية مايك بومبيو عشية انطلاق الأخير في جولة شرق أوسطية.

اقرأ أيضاً: الملف اللبناني في الاليزيه.. «خيبة أمل» فرنسية ومؤتمر لماكرون يحسم فيه مبادرته!

في هذا السياق، اشارت مصادر بيت الوسط لـ”الأنباء” الى أن لا جديد بعد في ملف تشكيل الحكومة، نافية علمها بزيارة قريبة للرئيس سعد الحريري الى قصر بعبدا، وقالت “طالما أن الأمور على حالها فلا داعي للذهاب الى بعبدا، لأن المعنيين منشغلون برد الإعتبار للنائب جبران باسيل، تاركين البلد معلقا بين القضاء والقدر، وكأن الرئيس الحريري هو من أوحى بهذه العقوبات”. وسألت المصادر “كم يلزم للرئيس المكلف من برودة الأعصاب وطول الأناة للتعاطي مع بعض القوى المفترض فيها ان تكون سباقة في إنتشال البلد من محنته فغذا بها تزيده دفعا للوصول الى قعر الهاوية”.

توازيا أفادت صحيفة “الجمهورية” بأن لا قصر بعبدا ولا بيت الوسط شهدا اي جديد يشير الى نتائج زيارة الموفد الفرنسي، وبقي انجازه محصوراً بالاتصال القصير بين النائب جبران باسيل والرئيس المكلف الحريري. فيما تحدثت مصادر مطلعة للصحيفة عن احتمال عقد لقاء اليوم او غداً بين عون والحريري، قد يكون من نتائج زيارة دوريل غير المعلنة.

وتتحدث مصادر مطلعة لـ”النهار” عن بدء اتخاذ ازمة التاليف بعدا مقلقا للغاية اذا تمادت لمزيد من الوقت لان ثمة معطيات تكثر عن مخاوف من تطورات إقليمية أيا تكن طبيعتها لن تبقي أي مكان لاهتمام دولي او خارجي بمد لبنان بالدعم وحينها سيتعرض لبنان لعزلة بالغة الخطورة على واقعه المازوم. وأشارت هذه المصادر الى ما تسرب عن أسباب انسداد المسار الحكومي يتخذ طابع التعطيل الحقيقي لان كل ما طرح في مسار المشاورات قبل أسبوعين تبخر تماما وعادت العملية برمتها الى مربع البدايات بما أدى الى شلل مسار التاليف. 

واعتبرت مصادر سياسية ان ملف تشكيل الحكومة دخل في مرحلة من الجمود جراء تباعد مواقف الاطراف السياسيين المعنيين بعملية التشكيل وانقلاب بعضهم على التفاهمات التي تم الاتفاق عليها غداة تسميةالحريري لتشكيل الحكومة الجديدة على أساس المبادرة الفرنسية. واشارت الى ان المواقف الاخيرة لرئيس الجمهورية ميشال عون لدى مقابلته الموفد الفرنسي تؤكد على هذا التباعد.

توازياً، كشفت مصادر مواكبة للملف الحكومي لـ”نداء الوطن” أنّ “الرئيس المكلف سينتظر ليتبيّن خلال اليومين المقبلين هل طرأ تغيير في موقف فريق الرئاسة الأولى ورئيس “التيار الوطني الحر” إزاء تسهيل مهمة تشكيل الحكومة بناءً للالتزامات التي تلقاها الموفد الرئاسي الفرنسي من سائر الفرقاء السياسيين ولا سيما منهم عون وباسيل، ليقرر في ضوئها الموقف الذي سيتخذه”.

وتوقعت المصادر أن يعمد الحريري وفق ما سيستخلصه من معطيات إلى تقديم مسودة تشكيلته الحكومية لرئيس الجمهورية منتصف الاسبوع الجاري ليبني تالياً موقفه النهائي بالارتكاز إلى مدى التجاوب الذي سيلقاه من عون.

وحسب بعض المعلومات، فإنه جرت فرز العقد، ووضعت خارطة طريق لمعالجة كل عقدة على حدا. فالسيادية، كالداخلية التي يمكن ان تذهب الى التيار الوطني الحر مقابل الخارجية الى تيار “المستقبل”، تركت للقاء المرتقب بين الرئيسين عون والرئيس المكلف، على ان يتم التوافق على شخصية مقبولة للداخلية، ولو كانت محسوبة على فريق بعبدا، والامر يتسرب على وزارة الطاقة كذلك.

السابق
«شي تشنج» مدينة عجائبية في باطن بحيرة بالصين!
التالي
تعديل دوام العمل في «الضمان» خلال الاقفال.. وهذه التفاصيل