عشية دخول لبنان رسيماً بفترة الإقفال التام لمدة أسبوعين بدءً من صباح يوم السبت 14 تشرين الثاني، بهدف خفض عداد الإصابات بفايروس “كورونا” وتخفيف العبء عن القطاع الطبي الرازح تحت الأزمات المالية والصحية، توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بكلمة للبنانيين دعاهم فيها إلى الالتزام بالإجراءات.
وقال دياب في كلمته التي وجهها اليوم الجمعة: “الإقفال بحد ذاته ليس حلاً، إنما فرصة نرفع من خلالها جهوزية البلد الصحية، بعد ما ارتفع عدد الإصابات بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية”، داعياً لـ”ضرورة التعاطي بمسؤولية مع الوباء”.
اضاف: “اللبنانيون يشعرون بأنّ الوباء صار قريباً منهم، الأغلبية انتصروا عليه بعد أن مرّوا بمعاناة صعبة، ولا تتخيّلوا كيف سيكون ردّ فعلنا إذا كان المصاب الأب أو الأم أو أي فرد من العائلة، والشعور بإمكانية خسارة شخص قريب منّا ونحن عاجزون عن توديعه يترك فينا جرحاً عميقاً، وحزناً كبيراً”.
وعن انتقاد عدد من اللبنانيين قرار الإقفال التام، قال دياب: “اتفهم رأيهم ولمعاناتهم الاقتصادية، ففي لبنان، كما في سائر دول العالم، المُفاضلة هي بين الاقتصاد وبين صحتنا وحياتنا، أنا شخصياً أختار الحياة والصحة أولوية على الاقتصاد، وأكيد أنتم مع هذا الخيار لأنّ لا معنى للاقتصاد من دون حياتنا”.
وتابع: “الحكومة تقوم بكل الجهود حتى نحصل على اللقاحات التي تحمينا من الوباء بأسرع وقت ممكن”.
وشدد دياب على ان “الوباء لا يزال أقوى من قدرة الدول على مواجهته لكن الحماية منه ليست صعبة أبداً،وبعض الإجراءات كفيلة بتأمين الحماية الذاتية، نضع كمّامة ونغسل أيدينا دائماً، ونعقّم الأشياء التي نستخدمها، فينا نعمل هيك؟ هل بالإمكان أن نوفر على أنفسنا وعلى أهلنا هذه المعاناة؟ أكيد نستطيع. فالشعب اللبناني عنيد وقادر على المواجهة والتحدّي، وهذا الوباء ليس أقوى من كل ما مرّ علينا”.
وختم: “كل الإجراءات التي تتّخذها الدولة لن تنفع إذا لم يلتزم اللبنانيون بوضع الكمامة والتعقيم والتباعد الاجتماعي، وأنا واثق أنه إذا التزمنا سنعود لنكون من أوائل الدول التي تنتصر على وباء كورونا، مثل ما كنّا في الموجة الأولى”.
