مسودة حكومية قيد الإنجاز.. وهكذا ستتوزع الحقائب في حال المداورة

الحكومة اللبنانية

اصطدمت عملية التأليف الحكومي بالعقوبات التي فرضتها الادارة الاميركية على النائب جبران باسيل، مع عودة الأمور بين الرئيسين عون والحريري الى نقطة الصفر. و في حين لم يصدر ما يفيد بأي جديد على صعيد تشكيل الحكومة، أوضح نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أنه تم الإتفاق على شكل الحكومة وعدد الحقائب فيها بين الرئيسين عون والحريري، والإتفاق على الأسماء سيجري هذا الأسبوع. وقال: “اعتبروا كلامي تسريب من هالتسريبات”. وأضاف، في حديث لـ “الجديد”: ليس هناك نقاش بين الحريري مع أي من رؤساء الكتل حتى الساعة، وينحصر النقاش مع رئيس الجمهورية للإتفاق على التشكيلة من قبل الطرفين.

المشاورات تصطدم بالعقوبات

 وقالت مصادر سياسية متابعة للأزمة الحكومية في لبنان، إنه لم تعد هناك أي جدوى لاستئناف مشاورات تأليف الحكومة الجديدة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيلها الرئيس سعد الحريري، بعد أن أعادها اجتماعهما الأخير قبل يومين إلى نقطة الصفر. 

اقرأ أيضاً: ولي العهد العوني «يناصب العداء» لبلاد العم سام!

وأشارت معلومات “الشرق الاوسط” من مصادر مواكبة لمسار المشاورات بين عون والحريري، أن اجتماعهما الأخير لم يدفع باتجاه تسجيل خرق يفتح الباب أمام معاودة التواصل بينهما، وإنما أعادها إلى نقطة الصفر، ما يعني أنها لا تزال تدور في حلقة مفرغة من دون تحقيق أي تقدم يذكر. وكان اللقاء الأخير بمثابة نسخة طبق الأصل من اجتماعهما السابق الذي تلازم مع صدور العقوبات الأميركية على باسيل.

وعزت المصادر السبب إلى أن هذه العقوبات كانت حاضرة على هامش مشاورات التأليف، وكادت تتصدر جدول أعمالها، وإنما من جانب عون الذي بدا مذهولاً من استهدافها وريثه السياسي، باسيل، لما لها من ارتدادات سلبية على طموحاته الرئاسية التي يُمكن أن تتراجع، وبالتالي يتعامل مع عملية التأليف من زاوية تعويمه، باعتبار أن تشكيل الحكومة يشكل الخرطوشة الأخيرة لإنقاذه، من خلال تقديمه على أنه الشريك الأول في توزيع الحقائب من جهة وفي ممارسة حق النقض ضد كل ما يتعارض مع مصلحته السياسية. وقالت إن عون تراجع عن موافقته بأن تُشكل الحكومة من 18 وزيراً، وبادر إلى تبني – بطريقة غير مباشرة – وجهة نظر باسيل التي تقول بإسناد كل حقيبة إلى وزير، ظناً منه أنه يتمكن من الحصول على الثلث الضامن أو المعطل في الحكومة. ورأت أن الحريري لا يتحمل مسؤولية حيال تعليق المشاورات، وأن توجهه قبل يومين إلى بعبدا قوبل بارتياح من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي فوجئ باستمرار المراوحة وعدم حصول أي تقدم.

توزيع الحقائب

 من جهته، أكّد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، في حديثٍ لجريدة الأنباء الإلكترونية، ما سبق وكشفه في تصريح لافتٍ أمس عن، “توافق الرئيسين العماد ميشال عون وسعد الحريري على حجم الحكومة وتوزيع الحقائب السيادية”، لكنه لم يكشف التفاصيل حول كيفية توزيع الحقائب”، مشيراً إلى أنه “في حال تمّت المداورة فعلياً تكون “الداخلية” من حصة الروم الأرثوذكس، و”الخارجية” للسنّة أو للدروز، و”المالية” للشيعة، و”الدفاع” للموارنة. أمّا وزارة الطاقة فلم يُحسم أمرها بعد أسوةً بباقي الوزارات”.

حركة دبلوماسية مواكبة

 وبحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ حركة ديبلوماسيّة عربية وغربية، واكبت عن كثب مسار تأليف الحكومة، ومجريات اللقاءات المتتالية بين الرئيسين عون والحريري. وأشارت المعلومات إلى أنّ هذه الحركة الديبلوماسيّة انطلقت في بداياتها، في جوّ تفاؤلي أوحى وكأنّ الحكومة على وشك أن تُشكّل، وعوّلت على المناخ الإيجابي الذي اشاعه لقاء الرئيسين عون والحريري، ولم يتوانَ بعض السفراء عن توجيه إشارات مشجِّعة في اتجاه الرئيسين للإستمرار في هذا المنحى، الّا انّهم فوجئوا بأنّ الإيجابيات التي حُكي عنها كانت وهميّة، وأنّ تأليف الحكومة معقّد ويراوح في “تفاصيل وشروط مصلحيّة لبعض الأطراف، تُغلّب على جوهر الأزمة العميقة التي يمرّ بها لبنان”، وهو ما أبلغه صراحة سفراء أوروبيّون الى مسؤولين كبار في الدولة، وكذلك الى أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب”.

أجواء بعبدا وبيت الوسط

 اكّدت مصادر قريبة من القصر الجمهوري لـ”الجمهورية”، انّ “الايجابية ما زالت تحكم المباحثات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، خلافاً لما ذهب اليه البعض بحديثهم عن سلبيات مانعة للتفاهم بينهما. الّا أنّها أشارت في الوقت نفسه الى انّ بعض التفاصيل ما زالت في حاجة إلى إنضاج، ورئيس الجمهورية متعاون الى اقصى الحدود وصولاً الى تشكيل حكومة في القريب العاجل”.

اللافت في المقابل، انّ اجواء “بيت الوسط” تعكس تكتماً مطبقاً حول المباحثات التي يجريها الرئيس سعد الحريري مع رئيس الجمهورية، ولا يؤكّدون حتى الآن امكان حصول لقاء مباشر بينهما قبل زيارة الموفد الفرنسي. وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، ان لا ايجابيات يُبنى عليها حتى الآن، وتؤشر الى حصول انفراج، وخصوصاً بعد الموقف العالي السقف الذي صدر عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والمعايير الجديدة التي حدّدها لتشكيل الحكومة.

السابق
شتاء بلا كهرباء.. لبنان مُقبل على أزمة كبيرة وعتمة مظلمة!
التالي
تقرير يكشف مدى توغل «حزب الله» جنوب سوريا: وجود «أكبر من المعلن» في الجولان!