هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية لليوم1/11/2020

مقدمات نشرات الاخبار

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

منسوب الأمل يتضاءل بقرب تأليف الحكومة، وبعد الحديث عن أيام لتبصر الحكومة النور، عادت العقد، تحت مسميات مختلفة تارة شكلا وطورا مضمونا، إلى الواجهة. وبعدما تعفف الجميع عن المطالب، طفت الشروط والشروط المضادة على المياه الحكومية، وسط التخوف من أن يطول أمد الأزمة. في المقابل، مصادر مطلعة مواكبة للتأليف، تؤكد سرعة الاتصالات على أكثر من خط في ظل تكتم شديد، ما يعيد للأذهان مقولة “ما تقول فول تيصير بالمكيول”.

وإلى الشأن السياسي، هم الأزمتين المعيشية والصحية، يبعث على الإحباط لدى المواطن، لا سيما أن القطاع الصحي ليس في أفضل أحواله، مع تصاعد أعداد مصابي كورونا الجنوني. أما معيشيا، فتحليق الدولار عاليا يزيد من هموم اللبنانيين على أبواب الشتاء، وتراجع المداخيل وفقدان الوظائف، وارتفاع البطالة التي تجاوزت بحسب التقديرات الستين بالمئة، ما يعني حتما أن معدل الفقر يطال أكثر من نصف اللبنانيين.

في هذا الوقت، برز في الساعات الماضية إلى الواجهة ملف النفايات، بعدما هددت الشركات المخولة جمع النفايات بالتوقف عن العمل، بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها ووصول مطمري الجديدة والكوستا برافا إلى قدرتيهما الاستيعابية، وعدم توفر المال لإجراء عمليات التوسيع.

بداية من الانتشار المقلق لكورونا الذي دفع بوزير الصحة إلى دعوة الحكومة لاتخاذ قرارات شجاعة على مستوى الوطن. في وقت أصدر وزير الداخلية قرارا بإقفال 115 قرية وبلدة بسبب تفشي كورونا فيها.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

التفاؤل بولادة وشيكة للحكومة العتيدة الذي ظهر في بداية الأسبوع، انخفض منسوبه في نهاية الأسبوع من دون أن يعني ذلك أن هناك أفقا مسدودا. ذلك أن مسار تأليف الحكومات في لبنان يواجه عادة مخاضات صعبة قبل الولادة. أما انخفاض منسوب التفاؤل هذه المرة، فيرتبط بعودة الحديث عن عقدة من هنا وأخرى من هناك، لكن الأيام المقبلة لا بد إلا أن تكون كفيلة بحلحلتها.

في المقابل، تبدو عقدة كورونا على درجة مرتفعة من الخطورة، حيث يقف لبنان على أبواب الموجة الثانية مع حلول فصل هطول الأمطار. ولأن الوضع على هذا المستوى من الحراجة، قرار بإقفال 115 بلدة وقرية، فيما كانت قد صدرت العديد من المطالبات بالإقفال التام، ولاسيما على لسان وزير الصحة الذي انتقد في الوقت نفسه تجاهل المستشفيات الخاصة التوصيات باستحداثها أقساما للكورونا، فجاءه الرد من أصحابها: لا تكفي مطالبة المستشفيات باستقبال مرضى كورونا من دون تقديم الدعم إليها.

خارجيا، عين على أوروبا وعين على أميركا في هذه المرحلة. فأوروبا تشهد أعمالا هجومية على شكل عمليات طعن امتدت من فرنسا إلى كندا، وواجهها الرئيس إيمانويل ماكرون بمحاولة لملمة تداعيات الإساءة إلى الرسول الأكرم، والسعي إلى تهدئة الغضب المتصاعد ضده في العالم الإسلامي.

أما أميركا فتدور- ومعها العالم- في فلك الانتخابات الرئاسية التي تجري بعد غد الثلاثاء. وقبل يومين من هذا الاستحقاق، أظهرت استطلاعات الرأي أن المرشح جو بايدن في الصدارة، لكن دونالد ترامب يحتفظ بفرصة للفوز.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

حتى كورونا لم يوحدنا. فمن المؤكد وبالدليل العلمي القاطع، أن الوباء لا يستهدف طائفة دون أخرى ولا حزبا على حساب آخر، ولا وزارة صحة أو تربية او داخلية بعينها، ولا حكومة تصريف أعمال لمصلحة حكومة عتيدة لا أحد يعرف متى تولد، ولا الأغنياء مقابل الفقراء. فأسرة العناية الفائقة امتلأت تقريبا، ولم يعد لدينا ترف الوقت، الإصابات والوفيات في ازدياد خطير، والكادر الطبي منهك، ومن يرزق فرصة لترك البلاد يتلقفها على الفور.

وعليه من المعيب أن نقف موقف المتفرج على بلد يحترق بفيروس لا يرحم أحدا. الواقف على التل كما يظن البعض ليس بأسلم، وعبارة “ما خصني” لا تشكل لقاحا فعالا يحصن من الإصابة أو الموت.

فمن المسؤول عن اتخاذ القرار؟، أم أن المسؤول على قدر المسؤولية بات عملة نادرة؟. فإذا أردنا أن نكون لبنانيبن حقا، فلنرحم أنفسنا دولة وشعبا، ولندع خلافاتنا جانبا، ولنتخذ القرار الصائب بدل تقاذف المسؤوليات.

أما للمتأوربين، فدول القارة العجوز تتخذ واحدة تلو الأخرى قرارات بالإقفال، طبعا قادتها لا يمارسون هواية اتخاذ القرارات المصيرية. وحما الله لبنان من النموذج الأميركي الترامبي الذي يلهث خلف السلطة ولو على أشلاء بلده، فقد خلصت دراسة أنجزتها جامعة “ستانفورد” الأميركية إلى أن الفعاليات الانتخابية التي نظمتها حملة ترامب أدت إلى إصابة أكثر من ثلاثين ألف شخص بكورونا. كما رجحت الدراسة أن تكون التجمعات الانتخابية للرئيس الأميركي، تسببت في وفاة أكثر من سبعمئة شخص.

حكوميا، هل فرضت أجواء الانتخابات الأميركية الإقفال على اتصالات التأليف إلى ما بعد يوم الثلاثاء؟. المصادر تؤكد أن النقاش الحكومي بات متشعبا، لكن الأبواب ليست مقفلة، فهل يكون اللقاء السادس بين الرئيس عون والحريري ثابت؟، فالمصادر تشير إلى أن هذا اللقاء سيحدد ما اذا كانت الحكومة قريبة، أم بعيدة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

ماذا ستغير نتيجة الانتخابات الأميركية في لبنان؟. كثيرون من اللبنانيين لا يعرفون الجواب، هذا إن وجد أصلا، ولكنهم مع ذلك يحبسون الأنفاس ويترقبون. بعضهم يرى في بقاء دونالد ترامب بقاء للضغط الأميركي على إيران، وتاليا على حلفاء طهران، فيفرفكون الأيدي، ويغتبطون في سرهم، ولو أنهم لا يعلنون، عندما يسمعون من يقول إن مرشحهم الأميركي سينجح مرة جديد في تكذيب استطلاعات الرأي، التي ترجح له السقوط في مواجهة خشية الناخب الأميركي من تفشي كورونا.

أما البعض الآخر، فيعتبر أن فوز جو بايدن سيقلب الأمور رأسا على عقب، ويخلط الأوراق، معيدا عقارب الساعة إلى سنوات باراك اوباما، التي توجها إقليميا ودوليا، الاتفاق النووي مع ايران.…وهؤلاء أيضا يفرفكون الأيدي، ويغتبطون في سرهم، ولو أنهم لا يعلنون، عندما يتابعون استطلاعات الرأي، الواقعية حينا، والمبالغ فيها أحيانا أخرى، التي ترجح فوزا كاسحا لمرشحهم الأميركي.

غير أن بين البعض الأول والثاني، بعض ثالث ينظر إلى الأمور من الزاوية اللبنانية حصرا، التي تتطلب ولو لمرة، أن يتخذ اللبنانيون قرارا حاسما بأن يتحولوا من أبعاد خارجية في لبنان، إلى أبعاد لبنانية في الخارج، فينطلقون في كل شيء من تحقيق مصلحة دولتهم، لا من تحقيق مصالح الدول الأخرى، على جري العادة.

وهذا الأمر، يفترض قبل كل شيء، حذف موعد الانتخابات الأميركية، أو غيره من المواعيد الخارجية، من روزنامة تشكيل الحكومة اللبنانية من عدمه، وربط الموضوع حصرا بموعد واحد، هو موعد تفاهم اللبنانيين على حكومة قادرة على انتشالهم من الأزمة، بناء على الدستور والميثاق والمعايير الموحدة، لا أكثر ولا أقل.

ومتى بات هذا المبدأ الوحيد هو الأرضية الثابتة التي ينطلق منها جميع المعنيين بالتشكيل، كما بسائر الاستحقاقات الوطنية اللاحقة، تصبح التحليلات المتناقضة من التفاصيل، والمواقف المتضاربة من التسالي، وفرفكة الأيدي لفوز هذا المرشح الأميركي أو ذاك مدعاة للسخرية، في وطن، كان يراد له ذات يوم أن يكون حرا سيدا مستقلا، بالقول والفعل.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

الشعب بما بقي له من حناجر يصرخ، القوى الحية تستجدي، الدولة الصديقة تعنف، البطريرك الراعي يؤنب، المتروبوليت عودة يستصرخ، ولا ضمائر لمن تنادي. يا جماعة، يا أهل السلطة، لقد اخترتم رئيسا مكلفا كي يؤلف حكومة لا ليكلف الدولة المزيد من الخسائر أو ليضيع ألف يوم كي ينجز المطلوب منه، أو ليشكل “ديابية” ثانية تكون مهمتها تنظيم دفن غير لائق للدولة.

لقد سلم الجميع في الوسط السياسي، إما عن قناعة أو بهدف الإستدراج، بأن الحريري هو الأفضل، واستسلم الثوار عجزا عن إيجاد البديل، وخففت فرنسا شروطها ودورت الزوايا وتقبلت تأليف حكومة بنكهة سياسية يرأسها سياسي، وأقنعت واشنطن والعرب بحتمية لبننة معقولة لعملية استيلاد الحكومة، وإلا دخلت البلاد في الجدار بعدما توقفت عنده أكثر مما يتحمل شعبه المنكوب.

مطلقو المناشدات والمواقف بينهم رجال دين مسيحيون، يؤكدون أن إفساح المجال أمام الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة التي يريدها وضمن الأطر التي عرضناها، لا يشكل انتصارا للسنة ولا انكسارا للشيعة ولا للعهد ولا للمسيحيين ولا للدروز. وهم ينطلقون من واقع أن فشل الحريري لن يكون فشلا شخصيا له، بل فشل وسقوط مدو للدولة بطوائفها المتخانقة وشعوبها المتناحرة واقتصادها المدمر. وإذا لم يكترث القيمون على مصير لبنان لخطورة ما يمر به، فإن تصرفهم سيرقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية.

يكتسب هذا العرض مشروعيته من الواقع المزري الذي بلغته البلاد، وقد أصاب الاهتراء والتحلل كل مفاصل الدولة و أعضائها الحيوية. وإذا كان ضياع أرزاق الناس وأموالهم ومدخراتهم وفرص عملهم، لا صوت له مدويا ولا ينتج دمارا عينيا، فإن جائحة الكورونا الصامتة المتروكة لفوضى المعالجات ستتحول إلى منجل يحصد أعمار اللبنانيين، وبالتالي يجب التحرك العملي والمنهجي لمعالجته، لا اعتماد الغوغائية والتلهي بتقاذف المسؤوليات. نقفل هذه المناطق، نفتح هذه المناطق ونعيد إقفالها كليا أو جزئيا، نقفل المدارس، نفتح المدارس، نقفل الأسواق، نقطع الأرزاق.

نعم كل هذا الفالس المضحك- المبكي، “لكن شو؟” الكازينو مفتوح أمام رواده ليلا نهارا، و”اللعيبة متل كبس الجبن” فوق بعضهم البعض، يمارسون هواياتهم الراقية، والكورونا تتلاقح وتتناسل و”تبعط” بينهم. ما هم إن خسروا أموالهم، المهم أنهم سيربحون فيروسا قاتلا ينقلونه إلى عائلاتهم الجائعة والمجتمع، كل هذا تحت أعين الدولة الساهرة التي لا ترى الفيروس إلا في أبواب الرزق الحلال.

الفقدان غير المقبول للهيبة الرسمية، مقبول فنيا ودراميا بل هو مطلوب ومرغوب، إذ يطل بعد قليل مسلسل “الهيبة” الذي سحر المشاهدين وسمرهم لأربعة مواسم أمام شاشة ال”ام تي في”، يطل بحبكة جديدة وبقصة تحبس الأنفاس عنوانها “الرد”. العمل يشكل فعل مقاومة وإيمان، من ال”ام تي في” وشركة “الصباح”، ينطلق من قناعة لديهما، بأنه مهما عصفت ريح الصعوبات به، فإن لبنان قد ينحني لكنه لا ينكسر ولا يموت، وهو لا بد سيعود.. وسيرد.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

عندما انشغلت فرنسا بمحاربة موجة تصاعد الإرهاب الجديدة على أراضيها، وخرج لبنان وتأليف حكومته من أولوياتها، حتى حكي عن توقف مبادرتها التي يقول البعض إنها أصلا خلقت بتشوهات كثيرة جعلتها غير قابلة للحياة، عادت شياطين الداخل اللبناني لتعرقل تأليف الحكومة، هذا إذا كان ما تردد عن عدم وجود عراقيل إقليمية أو دولية صحيحا.

كل طرف من الأطراف المحلية، يرمي المسؤولية على الطرف الآخر، في وقت غابت، ليس فقط الرغبة في ابتكار الحلول، إنما أيضا القدرة على تنفيذها. على هذا الأساس، شن البطريرك الراعي هجوما لاذعا على المسؤولين والسياسيين والنافذين والأحزاب، سائلا إياهم بأي حق يعرقلون تشكيل الحكومة، ومتهما كلا منهم بارتكاب جريمة في حق الوطن والمواطنين.

الجريمة السياسية وتداعياتها المالية والاقتصادية، تشبه تماما جريمة التعامل مع فيروس كورونا، التي يتحمل مسؤوليتها، المواطن والمستشفيات والدولة.

المواطن لأنه غير مقتنع بوجود كورونا أصلا. وهو كما تذاكى على الطريقة اللبنانية على التدهور المالي والاقتصادي حتى انهار كل شيء من حوله، يتنكر للفيروس ولا يقبل حتى بوضع الكمامة الحامية، حتى دخل كورونا إلى كل المنازل وخطف أحباء كثرا.

المستشفيات الخاصة، التي تكبد جزء منها خسارات مادية، لكن الجزء الآخر رفض فتح أبوابه لاستقبال المرضى، علما أنه قادر، مشترطا دفع الدولة المنهارة أصلا، مستحقاته المالية، وضاربا عرض الحائط بمهامه الإنسانية.

أما الدولة، فهي الغائب الحاضر في كل المصائب، فلا وحدة موقف تجاه التصدي للمرض، ولا خطة واضحة المعالم والأهداف، إنما تخبط وتسجيل نقاط وضياع.

بالمختصر، التصدي للمرض لم يعد خيارا لأي من المسؤولين الثلاثة، فالمعطيات خطيرة:

– قدرة المستشفيات على استقبال مرضى الفيروس تتراوح بين عشرة و15 بالمئة.
– الحالات الخطرة ينقلها المسعفون إلى أقرب المستشفيات ويسلمونها للإدارات الرافضة للاستقبال تحت الأمر الواقع، فيما الحالات الصعبة، شبه مقطوعة الأنفاس تنتظر الأسرة الفارغة، في المنزل.
– الأطباء والمسعفون تخلخلوا، بين من أصيب بالعدوى، ومن يقاتل منذ شهور، وبين من اختار الهجرة.
– المستشفيات الحكومية لم تجهز كلها حتى الساعة، ومن جهز منها مثل مستشفى رياق، والشيخ راغب حرب والريان،امتلأت أسرته بأقل من ساعة واحدة.
– أعداد الإصابات التي لامست الألفين سترتفع سريعا، وكل المعنيين من لجان صحية إلى وزارة الصحة إلى الطواقم الطبية، يعلمون ذلك.
– قرار إقفال البلد لم يتخذ بعد، لأن ما بعد الإقفال أسوأ مما قبله. فأي اقفال لكي ينجح بتخفيف سرعة انتشار المرض، يحتاج لخطة واضحة تبنى على تجهيز المستشفيات الحكومية، فتح المستشفيات الخاصة، وتأمين الدولة حوافز ومساعدات مادية للشركات والمواطنين مقابل الاغلاق.

هذه هي حقيقة الوضع اليوم، فلا خطة واضحة، ولا قدرة على تنفيذ الإغلاق بقوة القانون والدولة والحوافز والمساعدات.

وما لم يعلن من سوء الوضع حتى الآن، أننا بعد حوالى عشرة أشهر على إعلان أول إصابة بكورونا في لبنان، لا وجود رسمي لدينا لأي dashboard أو matrix table، أي لوحة رقمية أو جدول يدل علميا وبالأرقام على قدرة المستشفيات الاستيعابية، لكي ينقل المرضى إليها.

وهنا التحدي الفعلي والعلمي، فمن دون هذه الأرقام، عيب علينا نحكي عن إقفال البلد من عدمه.

إنه الفشل مجددا، روحوا اتفقوا عخطة، اشتغلوا وخففوا حكي لأنو هالمرة سيسقط الهيكل على رأس الجميع.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

في عيد جميع القديسين، وجد الرئيس المكلف نفسه محاصرا مع جميع السياسيين. شروط ومطالب وارتفاع رايات للطوائف، وأحزاب وتيارات، تدفع بسعد الحريري إلى التنحي، لكنه إلى اليوم لم يفعل.

وقياسا على التسمية في التكليف، فإن كل من أحجم وامتنع واحتفظ بصوته معارضا عودة الحريري، يدخل اليوم شريكا مضاربا في الحصص الوزارية. واللعبة الديمقراطية تقول إن المعارضين للتسمية، ينتقلون إلى خارج الصحن الوزاري، أو على الأقل لا يحق لهم وضع شروط وعراقيل، ويفرضون حصة تمثيل اسمها وحدة المعايير. فإذا كانت “القوات اللبنانية” قد التزمت عدم التدخل في التأليف بعدما ركنت في الصف المعارض، فلماذا يقف رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل والنائب طلال إرسلان على خط الشراكة في قنص الوزارات والحقائب؟. أنتم عارضتم ورفضتم وبررتم موقفكم بعدم تسمية الحريري رئيسا مكلفا، فلماذا تشاركونه اليوم في التأليف.

ولعبة التشاطر لدى “التيار”، تكمن في اختبائه بعباءة القصر وصلاحيات رئيس الجمهورية في التوقيع وحصته من الوزراء. وما لا يطالب به جبران باسيل، يتنزعه ميشال عون، وقد يخرج عندها باسيل ليعلن أنه لم يتدخل وأن الرئيس يمارس دوره المناط به دستوريا. لكن التدخل يكشف من نزعة طائفية غير عابرة، أبداها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، رافضا الحديث عن حكومة مصغرة تتمثل فيها الطائفة بوزير واحد. وسرعان ما أيده النائب إدي معلوف من “التيار الوطني الحر”، مطالبا بحسن تمثيل الطائفة في الحكومةالمقبلة. وكل من العبسي ومعلوف، صناعة برتقالية.

وبخلاف عظة الروم الملكيين السياسية، يستكمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إرشادات وطنية، ويدعو في مطلع كل أحد إلى عدم انصياع الرئيس المكلف للشروط السياسية والحزبية، وكأنه يقول له “أطردهم من الهيكل”. وهو سأل اليوم: إلى متى وبأي حق يتمادى المعنيون في عرقلة تأليف الحكومة، فيما نصف الشعب لا يجد حصة طعام.

ولطرد الشياطين من تفاصيل التأليف، دعا النائب آلان عون عبر “الجديد” الرئيسين عون والحريري إلى العمل معا ومقاربة الحكومة “بمعزل عن المستشارين من حولهما”، لأن العودة إلى المحاصصة سوف تدخلنا في أزمات جديدة، وإلا فليذهب الرئيس المكلف لمفاوضة الأحزاب والكتل.

وفيما بدأت التوقعات بحكومة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، فإن العقدة ستكون في نتائج هذه الانتخابات، وستنعكس على الولايات المتحدة نفسها. وعلى مسافة يومين من الثلاثاء الكبير، فإن السؤال الأكبر هو، ما بعد الفرز، أكثر من تسعين مليونا صوتوا بالبريد، ومعظمهم من أتباع الديمقراطيين والمرشح جو بايدن، ونتائج هذه الصناديق مع أصوات الثلاثاء سوف تذهب إلى فرز مطول، فيما أنصار ترامب الذين لا يكترثون ولا يعترفون بوباء كورونا، يدلون بأصواتهم مباشرة في يوم الاقتراع، وهؤلاء سوف تظهر نتائج فرزهم في اليوم التالي، أي ان ترامب سيسارع إلى إعلان الفوز المبني على التصويت المباشر، في وقت سوف ينتظر الديمقراطيون حصيلة فرزز الصناديق البريدية، هنا ستقع الفوضى العارمة، رئيس سيتعجل إعلان الانتصار، ومرشح منافس تعطيه الاستطلاعات نسبة عالية بالفوز، سيضطر إلى انتظار الرئاسة في صندوق مغلق.

وما بين الرابحين، فإن التقارير الأميركية تشير إلى سبع عشرة مليون قطعة سلاح بيعت مؤخرا في البلد، الذي يرخص سلاحه للجميع وفق القانون. هي معركة لا تقتصر نتائجها على الثلاثاء، بل تأخذ الولايات التي كانت متحدة إلى نزاعات متفككة واضطرابات أمنية وحرب عصابات أو حرب أهلية، كما توقع الكاتب الأميركي توماس فريدمان.

السابق
علوّش: الحريري لن يتجرّع السم لأنه لم يعد يحتمل.. وسيتنحّى في هذه الحالة!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 2 تشرين الثاني 2020