هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية لليوم30/10/2020

مقدمات نشرات الاخبار

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون لبنان”

كلما طال أمد مخاض التأليف كلما تراكمت تعقيداته وتأجلت ولادة الحكومة!
فبعد سقوط معيار حكومة مستقلين وتشظي مبدأ المداورة بالحقائب والتخلي عن شرط الحكومة المصغرة من 14 وزيرا ها هي الطبخة الحكومية تقف عند مطلب التشكيلة الموسعة للحكومة العتيدة بألا تقل عن العشرين وزيرا ليتسنى تمثيل أكبر مروحة من القوى السياسية والمقصود هنا حل عقدة التمثيل الدرزي التي برزت أخيرا.

هذا التعقيد في المشهد الحكومي الذي يذكر بعقدة تمثيل اللقاء التشاوري في حكومة الحريري السابقة أسهم في تأخير ولادة (حكومة المهمة) قبل نهاية الأسبوع الحالي كما كان منتظرا وبالرغم من ذلك تبقى جميع الاحتمالات واردة في الأيام القليلة المقبلة.
ولبنان الذي يئن تحت وطأة انتظار الترياق الحكومي دخل اليوم في مدار عاصفة الإساءة لنبي المسلمين وردود الفعل عليها فانشغلت العاصمة بتظاهرة إسلامية منددة استهدفت قصر الصنوبر وانتهت إلى مواجهة بين قسم من المتظاهرين وعناصر الأمن في وقت كشف وزير خارجية فرنسا عن تهديدات كبيرة لبلاده قابلتها باريس بتشديد الحماية في مختلف سفاراتها حول العالم.

في المقابل قرر مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر مقاضاة صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية أمام القضاء الدولي على إساءتها للإسلام.

كل ذلك يحصل فيما فيروس كورونا يصطاد الملايين حول العالم وفي لبنان وزير الصحة يدق ناقوس الخطر الحقيقي ولجنة المتابعة تصدر توصيات غير مسبوقة لدرء الخطر الزاحف.
البداية من بيروت وتحديدا أمام قصر الصنوبر تظاهرة لمجموعات إسلامية استدعت إجراءات مشددة من الأجهزة الأمنية.

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون nbn”

الطبخة الحكومية على النار والترقب لموعد ولادة الحكومة العتيدة في ظل معطيات لا تزال تفرز أجواء إيجابية تبنى على ما رشح عن لقاءات عون – الحريري الأربعة.
ومن مسار التأليف إلى مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود التي تمحورت جلستها الثالثة في الجوانب التقنية.
فالوفد اللبناني قدم عرضا متماسكا لموقف لبنان المتمسك بحقوقه البحرية والبرية كاملة إستنادا إلى خرائط ووثائق تضمن الحصول على 2794 كيلو مترا.
السفارة الأميركية في بيروت أشارت في بيان إلى تقدم في المفاوضات كما طرحت مسألة الترسيم اليوم في بعبدا في لقاء رئيس الجمهورية مع كل من يان كوبيتش والسفيرة الأميركية.

من جهة أخرى فإن مؤشر كورونا يتجه صعودا وتتوازى معه خطورة مؤشرات القدرة الإستيعابية للمستشفيات وبإختصار فان لبنان بات تحت سيطرة الوباء.

دوليا لا يزال الحدث العالمي فرنسيا بإمتياز لاسيما وأن وزير الداخلية الفرنسية يتوقع المزيد من الإعتداءات بموازاة تواصل الإحتجاجات المنددة بالإساءة للرسول الأكرم في العالمين العربي والإسلامي.
وفي بيروت تظاهرة حاشدة قرب السفارة الفرنسية تخللها محاولات لم تنجح من قبل المحتجين لتخطي الإجراءات المتخذة من قبل القوى الأمنية.

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون أم تي في”

عشية انقضاء السنة الرابعة من عهد الرئيس ميشال عون ، اختار السيد الرئيس عدم توجيه كلمة الى اللبنانيين، وهو على حق في ذلك ، لأن لا شيء عنده يقوله عما مضى من سنواته الأربع ، فنتائجها يعيشها الشعب مرا وجوعا وعوزا ومرضا ونقصا في السيادة ، وقد خسر فيها الحاضر والحلم بالغد الأفضل والمدخرات والأولاد وسقف المنزل. ولا شيء عنده يقوله عن السنتين المقبلتين ، لأن الناس فقدت الثقة بالكلام ، علما بأن لا شيء يمنع العهد من إصلاح الكثير من الأضرار في الفترة المتبقية ، إن إرتقى بنفسه من موقع الفريق الذي يريد لنفسه ، الى دور الحكم المترفع الزاهد ، عندها يكتسب دور الرئيس القوي لأنه يكون استرجع للبنان كل عناصر النجاح والقوة .

أما صعود المنحدر فيبدأ بحكومة توحي الثقة بأسماء وزرائها وبرنامجها ، فالتشخيص الدولي والمحلي جاهز والوصفة جاهزة بتفاصيلها منذ أربع سنوات وما على العهد إلا الوفاء بالعهد فيخرجها من تحت أطنان العناد وأثقال المحاصصة .

في سياق تأليف الحكومة وما يرافقه من كلام عن ايجابيات تشوبه ، بات المتابعون يلمسون فرقا يتوسع بين مفهوم العهد والثنائي للإيجابيات، ومفهوم الرئيس الحريري. فالثنائي والعهد يعتبران الإيجابيات أنهما جاءا بالرئيس المكلف الأفضل ، وهما يعملان على إغراقه بفريق يعكس نهجهما، والأخطر، أنه إذا كان العهد يستعجل التأليف صونا لسمعته ، فإن الثنائي يماطل عازيا التأخير الى الاختلافات على الحصص ، فيما هو يسعى الى إبقاء المخاض متواصلا الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية
وينصح المتابعون الرئيس الحريري والعهد رغم اختلاف اجنداتهما الى استيلاد الحكومة قبل الثالث من تشرين الثاني، لأن خسارة ترامب إن حصلت ومجيء بايدن سيدفعان حزب الله ومن ورائه إيران الى الانقلاب على إتفاق الإطار الذي قامت عليه فلسفة تشكيل الحكومة، لأن كل التكتيكات التي دفعت إيران الى المهادنة والتلطيف في لبنان ستسقط لمصلحة سياسة مختلفة ودور مختلف تراهما طهران لنفسها في المنطقة ولبنان.

ولا ننسى في السياق التأثير السلبي للتوتر الإقليمي والسباق المحموم للسيطرة على المتوسط بين قوى الإقليم، وقد بدأنا نلمس ارتداداتها الخطرة على الاستقرار في لبنان، فعلى سبيل المثال، قد لا تظل ردة الفعل من بعض الشارع الإسلامي اللبناني على موقف فرنسا من تطرف بعض المسلمين ، قد لا تظل تحت السيطرة هذا إن لم تدخل عليها عوامل استغلال قد لا يكون في قدرة لبنان السيطرة عليها وضبطها.

في اليوميات ، لبنان يبدو عاجزا عن السيطرة على التوسع المخيف لجائحة الكورونا ، التي لا تهدد صحة الناس و النظام الصحي بل تضرب الاقتصاد وقد بدأت نذور الأذى تظهر جلية في كل الحقول :الاقتصادية والمالية والتربوية والاجتماعية والتي لن ترى اي بارقة حل لها إن لم تولد الحكومة اليوم قبل الغد.

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون الجديد”

تركيا الواقعة على فالق سياسي عسكري مدمر والمتداخلة حروبها في الإقليم اهتزت اليوم بزلزال يقارب الدرجات السبع فمدينة إزمير الساحلية عاشت ثلاثين ثانية من الرعب الذي أنزل الأرض ورفع البحر ولم يكد ريختر يسجل مقياسه حتى كانت الخسائر تسبقه الى تسجيل الضحايا وانهيار الأبنية وزلزال بحر إيجه، لم يتأثر به لبنان على ما كان مرجحا إذ أعلن المجلس الوطني للبحوث العلمية أنه فور حصول الزلزال صدر إنذار تحذيري من إمكان وقوع مد بحري أو تسوناني يتأثر به المتوسط لكن هذا الإنذار سرعان ما تبدد.

وعلى مقياس ريختر اللبناني فإن الزلزال ستسجله حلقة الليلة من “يسقط حكم الفاسد” مع كشفها وقائع مريبة عن الأشغال ليكس ومالية ليكس ومراسلات هيئة القضايا في جريمة انفجار مرفأ بيروت من الزفت الانتخابي وتلزميات الخمسة والسبعين مليونا الى مرسلات بطرق خاطئة للجمارك لكن التسونامي الاخطر سيكون على بحر الحسابات المالية الذي ستكون له هزات ارتدادية متتالية في حلقات مقبلة، ففي الثاني عشر من شباط عام الفين وتسعة عشر وفي جلسة مناقشة الموازنة وقف النائب حسن فضل الله رافعا جملته الشهيرة ” هناك مستندات لو تم الكشف عنها لأودت برؤوس كبيرة إلى السجن” ومن جملة ما سجله المحضر حينذك قول فضل الله: “البلد ليس “فلتان”، هناك حكومة ومجلس نواب وشعب وإعلام”، انهارت الحكومات اختطف مجلس النواب ثار الشعب ودست له السلطة أحزابها.. وظل الإعلام جهة قادرة على أن تكون سلطة باحثة عن المستندات الضائعة بين وزارة مال وقضاء مأسور.

اليوم “ضاعت ولقيناها” وسنبدأ بعرضها لنكشف عن مليار وسبعمئة وخمسين مليون دولار من الهبات غير المسجلة وغير المعلومة طريقة إنفاقها وما هي أدوار وزراء المال بدءا من الرئيس فؤاد السنيورة وصولا إلى تلامذته ووكلائه وكيف تلاعبوا في مراسيم قبول الهبات وضربوا كل مفاهيم الرقابة المسبقة واللاحقة وانتهاء بالوزير علي حسن خليل الذي أخر ارسال الملفات المالية الى الجهات المختصة، وفي الطريق سيجري العثور على هبة أوروبية “فلتانة” من عام الفين و ملاحقة من وزارة إلى مدير عام إلى ديوان محاسبة فتفتيش قضائي والبحث جار عنها حتى يومنا هذا، وبعد استعراض الوقائع والمستندات فإن القضاء سيكون امام تحمل مسؤولياته واقتياد هذه الرؤوس الكبيرة والصغيرة الى السجن مهما علت حصاناتها وارتطمت بالمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء فالأموال المهربة اليوم الى الخارج.. كانت تهرب بالأمس في الداخل وعلى مرأى القضاء والمجالس وهيئات الرقابة ومن حق الناس أن تسأل عنه.. لا أن تحاكم نائبا كشف مستورها ولاحق خيوطها ولبنان الذي اعتادت سلطته هدر المال العام من دون وازع فإنه يهدر ايضا الوقت.. يشتريه ثم يبيعه.. في تأليف الحكومة المجمد.. وفي قرارات سياسية تقوده الى طريق دمشق فمؤتمر النازحين الذي ترعاه روسيا في سوريا الشهر المقبل.. لنا فيه حصة وازنة قوامها مليون وخمسمئة نازح سوري يقيمون بيننا منذ اندلاع الحرب السورية وسواء أشكلت الحكومة برئاسة الحريري أم بقيت حكومة تصريف أعمال حتى منتصف الشهر المقبل فإن مسؤولية لبنان ستكون في حضوره الفاعل، هذا المؤتمر الخاص بالنازحين وستشكل الرعاية الروسية لمؤتمر دمشق بوابة دخول لبناني الى دولة نأينا بأنفسنا عنها طويلا.. وهي المعبر الالزامي لازمات اقتصادية اضافة الى النازحين ومن يكابر اليوم في طرق الابواب السورية.. فليراقب العالم العربي ومد الجسور.. فسلطنة عمان حضرت دبلومسيا.. وقبلها الامارات العربية المتحدة.. فيما تعيد الجامعة العربية النظر في مقعد سوريا الدائم لديها ونحن في لبنان.. ما زلنا عند افرقاء يعاندون: واحد ينتظر جثة عدوه على ضفاف النهر.. وآخر لا يتقدم تخوفا من المزايدة عليه طائفيا وسياسيا في شارعه الداخلي .

لكن ..ماذا لو كانت روسيا تلعب دورها اليوم في دمشق بموافقة اميركية ؟

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون المنار”

لم يجد الصهاينة في غابة التدريب على بعد كيلومترات من الحدود مع لبنان ورقة تين يسترون بها سوأتهم، فانهوا تدريبهم بسهم مكسور بعد ان اوهموا مستوطنيهم بان سهمهم قاتل.

انتهت المناورة الصهيونية الاضخم عند الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان، وانكشف غبارها عن انها تحاكي سيناريو دخول قوات الرضوان في حزب الله الى مستوطنات الشمال، وانها كانت تدرب الجيش على كيفية خوض المعركة داخل مستوطناته لصد الهجوم البري ومعه آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة من الشمال.
وشملت المناورة ايضا استعراضات قادتهم السياسيين والعسكريين وخطاباتهم التي لم تكن الا تغطية لحالة الخوف التي يعيشها الكيان، ومحاولة لايجاد قوة ردع تعينهم على حالة الاستنفار والاستنزاف التي يعيشونها منذ أكثر من مئة يوم عند الحدود مع لبنان.
عرفت حدود المناورة اذا بانها دفاعية، وابقت المقاومة الحد لكل حماقة صهيونية، واستنتج كبارهم الامنيون ان على جيشهم الاستعداد لمعارك الدفاع بعد أن كان دائما في الهجوم.

مناورة صهيونية بخلاصات واضحة، فليتعظ منها كل المناورين في لبنان، الظانين انهم بتكرار كذبهم قادرون على تسويق فكرة ان المقاومة تسير في خط التفاوض مع الاحتلال.

في المفاوضات الحكومية لقاء خامس جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بالامس بعيدا عن الاعلام وبلا بيان، فيما البين من معلومات انه تم تحديد التصور العام لتوزيع الحقائب بين المسلمين والمسيحيين، من دون حسم حجم الحكومة ان كانت عشرينية او من ثمانية عشر وزيرا. وعليه فان الامور تحتاج الى مزيد من التشاور والتواصل على مختلف الخطوط ، وان الرئيس المكلف سيبقي على وتيرة تواصله مع بعبدا وعين التينة لتذليل مختلف العقبات.

وحول مختلف الملفات، يتحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بعد نحو ساعة من الآن، في ذكرى مولد جده الرسول الاكرم محمد صل الله عليه وآله وسلم عبر شاشة المنار.

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”

شيء ما يفرمل اندفاعة تأليف الحكومة، وعلى الرغم من التكتم الشديد من قبل بعبدا وبيت الوسط، يستعرض اكثر من فريق سيناريوهات الفرملة.

البعض يربط الموضوع بالاصرار على توسعة الحكومة لكي تصبح عشرينية, والبعض يربط الموضوع بوزارة الطاقة والى من ستؤول, والبعض الاخر يتحدث عن تحفظ اميركي على تسمية الوزراء الشيعة من قبل امل وحزب الله, فيما يقول البعض الاخير: لا شيء تغير اقليميا حتى تتألف اصلا حكومة في لبنان.

بعض هذه العراقيل قد تتضح الاجابة عليه من خلال كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد قليل.

ولكن مهما كانت اسباب التأخير، فهي تعمق من حدة الازمة المالية والاقتصادية، التي باتت تطال كل القطاعات، من الامن الغذائي، الى الامن الاجتماعي، الى التربية وصولا الى النقطة الاخطر، وهي الامن الصحي.

ففي عز عودة ارتفاع ارقام عدوى فيروس كورونا، ومع الحديث عن امتلاء اسرة المستشفيات والعناية الفائقة، قالت المستشفيات الخاصة كلمتها:

اللهم اشهد اني قد بلغت، فتراكم المشاكل اضف اليه وباء كورونا شل قدرتها على التحرك، ما دفعها الى رفع المسؤولية عنها في حال تعرض اي مريض للاذى.
ما قالته المستشفيات، تفهمته لجنة كورونا، التابعة لرئاسة الحكومة.
هناك، كان عرض مستفيض لواقع الوباء ومدى خطورته دام ست ساعات، تخلله قراءة في الارقام التي لا تخطئ, والارقام هذه تقول:
ان التراكم الاسبوعي لعدد مرضى الكورونا، الذين يحتاجون للدخول الى العناية الفائقة, من اصل مئة الف مريض, بلغ في الاسبوع الاخير في لبنان 0،33 مقارنة مع 2،2 في فرنسا التي اعلنت الاقفال العام والتام.
بناء على هذه الارقام، لم تتخذ اللجنة توصية باقفال البلاد في شكل كامل، انما تمت مناشدة المستشفيات تحكيم ضميرها، وطرحت عليها سلسلة اسئلة ابرزها:

هل المستشفيات الخاصة التي فتحت ابوابها، لا تتكبد خسائر مادية؟
واذا كانت تتكبد خسائر، فما الذي يمنع المستشفيات التي تمنتع عن استقبال مرضى كورونا من فتح ابوابها هي الاخرى؟
ام ان هذه المستشفيات وتحت حجة تراكم الخسارات نسيت واجباتها تجاه المواطنين؟
على هذا الاساس, لن يقفل البلد المنهك اصلا اذا، اما التوصيات المفترض ان تطبق اعتبارا من الاسبوع المقبل, فابرزها الطلب من وزارة الداخلية منع التجول اعتبارا من التاسعة صباحا حتى الخامسة فجرا، والزام المستشفيات الخاصة تخصيص اسرة لمرضى الكورورنا تتوزع بين العادية واسرة العناية الفائقة، في غضون اسبوع، تحت طائلة اجراءات عقابية تتخذها وزارة الصحة.

الكباش بين المستشفيات الخاصة والدولة الى اشتداد، والمواطن عالق في دوامة فوضى ونظام مهترئ، ولعل ملف تزوير الادوية وتهريبها خير دليل على الاهتراء الذي يحيط بنا.

==================

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون او تي في”

حقيقة تأليف الحكومة في مكان، أما المصادر على أشكالها الرفيعة والمطلعة والمقربة، ففي مكان آخر.
حقيقة التأليف في مكانها الطبيعي، أي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، بمقتضى المادة الثالثة والخمسين من الدستور، وفي انتظار البيان الوزاري وثقة مجلس النواب.
أما المصادر الرفيعة والمطلعة والمقربة، فتستقي معلوماتها إما من تحليلات، أو من تمنيات، أو نقلا عن أصحاب نوايا، طالما الطرفان المعنيان بالتشكيل متفقان على الكتمان، ريثما يخرج الدخان الأبيض.

أمس روجوا لمعطيات معينة، ثبت اليوم أنها خاطئة. فلجأوا إلى معطيات أخرى، سيتأكد غدا أنها خاطئة أيضا. وما بين المعطيات الخاطئة بين يوم ويوم، مواعيد وهمية لإنجاز المهمة: فساعة تربط التشكيلة بالانتخابات الأميركية، وساعة بالذكرى الرابعة لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا التي تحل غدا، إلى جانب مواعيد أخرى، سيكون في النهاية أحدها صحيحا، لأن التأليف يتطلب يوما وساعة، طالما المكان معروف وهو القصر الجمهوري.

وبعيدا من ملف تشكيل الحكومة الذي لا يزال يسير بإيجابية وتأن، وفي انتظار كلمة السيد حسن نصرالله التي تنقلها الأوتيفي مباشرة على الهواء في تمام الثامنة والنصف، دق تحرك اليوم في محيط قصر الصنوبر ناقوس الخطر، لناحية معاودة إقحام لبنان في دوامة مرفوضة، علما أن موقفه المبدئي والوطني واضح من حريتي المعتقد والتعبير، وهو ما توثقهما دستوريا المادتان التاسعة والثالثة عشرة، حيث تعتبر الأولى أن حرية الاعتقاد مطلقة، على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام، فيما تشدد الثانية على حرية إبداء الرأي قولا وكتابة، وعلى حرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات ضمن دائرة القانون… فكيف إذا كان لبنان هو النموذج الذي يحتاج إليه العالم اليوم أكثر من أي يوم مضى في ظل ما نشهده من تطرف وإرهاب من جهة، وردود فعل غير مدروسة وتعصب من جهات أخرى.

السابق
في عكّار.. جريحة مُصابة بطلقات نارية!
التالي
نصرالله و«الاسلاميون» يهربون بالتحريض ضدّ ماكرون!