هل خرج «حزب الله» فعلياً من الحكومة؟!

حزب الله يطلب مجندين في صفوفه
معركة الاستشارات والتكليف التي وضعت أوزارها اليوم بنجاح تمكنت من إخراج حزب الله ومن إخراج أقوى حليف له من قرار المشاورات النيابية والتكليف، كما أفقدت حزب الله تأثيره السياسي في تسمية رئيس جديد للحكومة وهو ما كان يطلبه الأمريكيون والسعوديون وكثير من قادة المجتمع الدولي وحتى ما يطلبه الإسرائيليون بكل صراحة.

يما لا يزال الوضع يبدو سوداوياً حتى الآن لعدم وجود أفق واضح لمرحلة ما بعد انتهاء معركة المشاورات النيابية وتكليف رئيس جديد بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة والتي انتهت بتكليف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بتأليف حكومة اختصاصيين بعد نيله 65 صوتاً مؤيِّداً لتكليفه بتشكل حكومة جديدة من مختلف الكتل النيابية والنواب في ظل غياب المكون المسيحي بنسبة كبيرة مما قد يفتح الباب من جديد للحديث عن بدعة الميثاقية والطوائفية والتوافقية في النظام اللبناني، كما أن كيفية تلقف حزب الله للهزيمة السياسية على كل الصعد لا أحد يدري كيف ستكون وما هي ردود فعل حزب الله عليها في المرحلة المقبلة. 

حزب الله يخسر 

فهل سيكون تلافي الهزيمة بفتح مناوشات على جبهة الجنوب ليخطف حزب الله الأضواء من جديد في محاولة تعطيل قد تفتح عليه النار القديمة من حليفه في الثنائية الرئيس برّي، هذا الحليف الذي اختار طريقه هذه المرة دون مظلة حزب الله ليحجز بذلك ربما مقاعده النيابية في الانتخابات المقبلة وليحمي رأسه من مزيد من العقوبات الأمريكية التي كان ينتظرها ..  

فقد خسر حزب الله تأثيره السياسي في تسمية من يشاء هو وأقوى حلفائه في الداخل فخسر هذا التأثير لتسمية من ينبغي أن يكون رئيساً لحكومة لبنان المقبلة، ولا عجب فحزب الله عندما امتلك الأكثرية لم يُحسن الاستفادة منها ، كما لم يُحسن توظيفها في مشاريعه ولا استثمارها في رؤية مستقبلية إنقاذية !  

ولنقلها بصراحة سياسة حزب الله في ترضِيَتِه الخواطر والوقوف على الرغبات الشخصية لحلفائه أفقدته هذا التأثير فكانت خسارته السياسية اليوم في هذا المشهد التراجعي لحجم دوره في اللعبة السياسية الداخلية رغم تحَكُّمه بقرار الأكثرية البرلمانية قبل طي هذه الصفحة، ورغم امتلاكه للقوة العسكرية والتنظيمية الأقدر والأقوى في الداخل قياساً على القدرات العسكرية لسائر الأحزاب اللبنانية.  

وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن القوة العضلية ليست كل شيء في اللعبة السياسية، بل الدهاء والذكاء وخطط ما تحت الطاولة وخلف الستار والمشاريع السرية وما وراء الكواليس هو الذي يحسم المعارك السياسية وليس القوة العضلية!  

المنهج الاقصائي يضعف الحزب 

والذي أضعف حزب الله سياسياً هو منهجه الإقصائي الذي استبعد فيه أكثر العقلاء وأصحاب التجارب والمشورة في الدائرة الشيعية بحيث لم يستفد من رأي هؤلاء ولا من حجم تمثيلهم الشعبي ، فقد أقصاهم عن العمل السياسي والاجتماعي بعناده رغبة منه في السيطرة على كل الواقع الشيعي بالقوة تماماً كما كان يريد السيد الخميني السيطرة على العراق ودول أخرى بالقوة العسكرية وانتهى به الأمر للتسليم بالهزيمة أمام دهاء السياسة والساسة والخطط السياسية الثعلبية التي خطط لها خصومه في العالم ! فأوقف حربه على العراق نتيجة لذلك ، فهل تتكرر تجربة الخمينية في زمن حزب الله بالنسبة لدوره في السياسة الداخلية اللبنانية ؟ ..  

وأخطر مؤشرات التراجع هو افتراق الحليف التاريخي لحزب الله وهو الرئيس نبيه بري عن الركوب في قطار سياسات الحزب حتى النهاية، فما عدا ما بدا حتى يعيش مشروع حزب الله هذه العزلة في دائرته الشيعية رغم كل ما يتكلم عنه من تضحيات للإبقاء على تحالفه مع حركة أمل في كل الملفات ورغم كل محاولاته لإغراق حركة أمل في كل مشاريعه وحرصه على ذوبان قرارها في سياسته المحلية وغير المحلية ؟   

هناك من يقول : إن اتفاقاً ما وراء الكواليس بين أمريكا وإيران هو الذي أفضى إلى هذه النتيجة بحيث يكون لإيران استيراد وتصدير سلاحها، مقابل إخراج حزب الله من الحكومة اللبنانية… والعهدة على الراوي ! 

السابق
قافلة من النجوم في الجونة الليلة.. مهرجان للإنسان والحلم!
التالي
انفجار المرفأ تابع.. 150 مليار ليرة إضافية للمنكوبين!