كرم لـ«جنوبية»: الضغوط الخارجية كسرت معادلة الحريري- باسيل معاً

تسعى القوات اللبنانية عبر كتلتها النيابية "الجمهورية القوية" إلى فرض إيقاعها الخاص على مجريات الاستحقاقات الداخلية بدءا من الاستشارات النيابية التي من المفترض أن تجري يوم الخميس المقبل وإعلانها عدم تسمية الرئيس سعد الحريري كرئيس مكلف، وصولا إلى إنكفائها عن المشاركة في الجلستين التشريعيتين اللتين عقدتا اليوم وفي نهاية شهر أيلول الماضي بسبب عدم موافقتها على قانون العفو العام.

لا تأبه “القوات” في أن تكون وحيدة في مسارها وبعيدة عن حلفاء الامس، وإن كانت حريصة في الوقت نفسه على عدم قطع “شعرة معاوية” معهم والتي تؤمن الحد الادنى المطلوب لإبقاء خطوط التواصل قائمة علّ الايام المقبلة تحمل تغييرات تجعل التقارب ممكنا.

هذه المسافة التي تبعد “القوات” عن الشركاء والحلفاء يفسرها أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” فادي كرم لـ”جنوبية” إنطلاقا من الاستحقاق الاقرب أي الاستشارات النيابية الخميس، فيقول:”هناك إحتمال كبير بتسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة المقبلة يوم الخميس المقبل، لكن القوات تقدم أكبر مساعدة له من خلال عدم تسميته، ربما هو ليس بحاجة لخدمتنا ولكننا كقوات حريصين عليه لأننا نعرف ما سيواجهه بعد التكليف ونحن لا ثقة لنا أبدا بهذا الفريق الحاكم وتواصلنا مع الرئيس الحريري وتيار المستقبل دائم ونتكلم من خلال نظرتنا التي أعلناها”.

التأجيل السابق للإستشارات مسرحية لفرض شروط على الرئيس المكلف

يعتبر كرم أن “عملية التأجيل التي حصلت لا علاقة لها بعدم التسمية بل ان من سعى إلى تأجيل الاستشارات كانوا يسعون إلى تسمية الرئيس الحريري بعد وضعه تحت شروطهم،  ولهذا السبب ما شهدناه هو مسرحية لفرض شروط ومحاصصات على الرئيس المكلف كائنا من يكون”، مشيرا إلى أن “هذا الفريق هو اليوم تحت الضغط الدولي والاقليمي كبير جدا ولا يمكنهم تأجيل الاستشارات مرة ثانية، كما ان الوضع العام الاجتماعي والاقتصادي الضاغط يمنع التأجيل وباتت الحجج ضعيفة جدا ولا يمكن صرفها بمكان معين، ولذلك سيتم تكليف الرئيس الحريري وسيحاولون نيل ما يريدون في فترة التأليف بعدما عجزوا عن ذلك في فترة التكليف وسنشهد ضغوطا كبيرة عليه لتأليف حكومة شبيهة بالحكومة التي أسقطتها ثورة 17 تشرين”.

يضيف:”اخذنا قرار بعدم تسميته ولن يتبدل شيء من الان وحتى موعد الاستشارات لأننا ندرك أن لا أمل بالفريق الحاكم ولا يستطيع الرئيس الحريري التعامل معه بطريقة إيجابية، أداء هذا فريق معروف ولا يمكن  لحكومة ان تنقذ لبنان وهو لا يزال موجودا في السلطة”.

يرى كرم “أن فترة التأليف ستطول أو ستقصر وفقا لمدى خضوع الرئيس الحريري لشروط التيار الوطني الحر أم لا، وبحسب كلامه (الحريري) فهو لن يخضع مما يعني أننا أمام فترة طويلة من التأليف، وإذا خضع ستتألف الحكومة بسرعة”، مشددا على أنه “مع هذا الفريق الحاكم لا يمكن أبدا أن نبني معه شيء بناء او إيجابي او حكومة إنقاذية للبلد، مهما كان الدعم الذي يستند إليه الرئيس الحريري في فترة التأليف ومهما سيتمتع من نقاط قوة، لكن المشكلة هي في أن هذا الفريق الحاكم مستعد لتدمير البلد من أجل البقاء في السلطة”.

ماذا عن معادلة الحريري– باسيل معا إما داخل السلطة أو خارجها هل إنتهت؟ يجيب كرم:”يبدو أن الضغوطات الخارجية كسرت هذه المعادلة وقضت بتكليف الرئيس الحريري الخميس من دون اللقاء مع باسيل ولكن في مرحلة التأليف ربما سنشهد بشكل واضح أكثر عملية فرض شروط عليه من قبل فريق رئيس الجمهورية”، موضحا أن “أصدقاء لبنان يضغطون على الرئيس عون لأنهم حريصون على الوضع الداخلي ولكن الافرقاء الداخليين هم من يصنعون السياسة الداخلية والدول الكبرى لديها مشاكلها ومشاغلها ولن تتمكن من متابعة كل الملفات في لبنان، وفإذا لم يكن الافرقاء اللبنانيين حريصين على الوضع الداخلي والاقتصادي وعلى الاستقرار فكل محاولات الخارج ستبوء بالفشل”.

سنشهد ضغوطا كبيرة لتأليف حكومة شبيهة بالتي أسقطتها ثورة 17 تشرين

يربط كرم إنسحاب نواب كتلة “الجمهورية القوية” من مجلس النواب اليوم بموقفها من جلسة 30 أيلول الماضي، ويقول: “فعليا إعتبرنا أن الجلسة إنتهت بمجرد أن تم إنتخاب هيئة  مكتب المجلس الجدد ورؤساء اللجان النيابية الجدد والمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وكما أننا نعتبر أن الدعوة إلى الجلسة التي أراد الرئيس نبيه بري أن تمتد ليكمل التشريع غير صحيحة، لأنها في الاصل جلسة إنتخاب وليس جلسة تشريع، وكان الرئيس بري قد أعلن عنها في الجلسة الماضية ولم نحضرها ولم نشارك فيها أيضا، وحين إنتهى جدول اعمال  جلسة انتخاب اللجان غادرنا القاعة”، مشددا على أن “تعليق الرئيس بري بأننا نريد إنتخابات مبكرة صحيح  كي لا نقع في هذا النوع من اللغط مجددا وكي ننتهي من الاستسابية ونجدد الحياة النيابية”.

ويختم:”نحن على تواصل دائم مع الرئيس بري وقد أعلمناه سابقا بأننا لن نشارك في جلسة التشريع اليوم”.

السابق
المحكمة الدولية: جلسة جديدة علنية لعياش!
التالي
قبل يومين على الإستشارات.. لقاء بين بوغدانوف وممثل الحريري!