المقاومة الوطنية والشعر الأبيض!

لم نكن بالآلاف وإنما بضعة مئات معظمنا من ذوي الشعر الابيض رفيقات ورفاق. كثر منا لم نكن قد التقينا مع بعضنا البعض منذ سنوات، فكانت مناسبة لقاء وتحيات وذكريات. كان إصرار وتحد ودأب عدد من المناضلين هو ما اوصل هذه المناسبة إلى نهايتها.

المناضل سهيل حمورة

المناسبة هي إزاحة الستار عن صخرة تعلوها لوحة تخلد ذكرى استشهاد المناضل سهيل حمورة ابن عيترون وجبهة المقاومة الوطنية والحزب الشيوعي اللبناني .وهو استشهد برصاص العدو الصهيوني في عملية ضد قواته في العام ١٩٨٣ في ساحة عاشوراء وخلال إقامة مراسم العاشر من محرم حيث قتل للعدو عسكريين وسقط من المدنيين عشرات الجرحى خلال انتفاضة الناس ضد المحتل على إثر هذه العملية.

اقرأ أيضاً: التفاوض مع إسرائيل أم على حكومة تنقذ لبنان.. أيهما أسهل؟!


انتفاضة عاشوراء تلك كانت من العلامات المضيئة في تاريخ جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ومقاومة الاهالي بمواجهة قوات الاحتلال. يومها كان تبني العملية الفوري سيؤدي إلى عمليات انتقامية ضد عائلة الشهيد ومختلف من تربطهم به أي علاقة، فلم يجر تبنيها الفوري. واهمل المسيطرون على الجنوب ذكر اسمه مع قائمة الشهداء لأنه شيوعي. بطولته والظروف التي أحاطت بالعملية في ذكرى العاشر من محرم كفيلان بدفع أي عاقل أو رجل دين أو سياسة غير موتور إلى الدعوة إلى إقامة نصب تذكاري للشهيد سهيل في داخل ساحة عاشوراء. إلا أن لدى بعض هؤلاء تصنيفات تجعل حتى من الشهداء أبناء ست وأبناء جواري!!!

ولذلك لم تكن الذكرى فقط لتكريم الشهيد ورفع الغبن عنه، وإنما كانت مناسبة لتكريم شهداء وأحياء افنوا حياتهم دفاعا عن الناس بوجه العدو الصهيوني ومستغلي الداخل. هو الحنين الى الماضي الجميل والاعتراض على محاولات حجب تاريخ بطولي ومشرف لأحزاب وناس من مختلف المناطق والطوائف قدمت حياتها ومستقبلهادفاعا عن لبنان وشعبه بلا مقابل ولم تسعى يوما إلى موقع أو وظيفة أو أي مكسب ما. و لذلك حشدت هذه المناسبة مناضلي تلك المرحلة سواءا ما زالوا ملتزمين أو تاركين لأحزابهم. وحدهم الشهداء وذكريات النضال المشترك يوحدان شتات القوى الوطنية في هذه المرحلة.

شهداء آخرون لم تسمح ظروف الاحتلال وتسلط قوى الهيمنة بتكريمهم وانصافهم وربما سيتاح في المستقبل احياء ذكراهم وعرض ظروف استشهادهم في احتفال واحد أو أكثر.
للشهيد سهيل حمورة ولجميع الشهداء الرحمة والخلود وللذين ما زالوا متمسكين بمبادئهم واخلاقهم دوام الصحة والنضال.

السابق
دوار ايليا.. من إشارة ضوئية الى رمز للثورة والمنتفضون ماضون في حراكهم
التالي
بالفيديو والصور: حراك 17 تشرين يحيي سنوية الثورة في ساحة الشهداء