سامي نادر لـ«جنوبية»: الثورة طوَت مرحلة الحرب وشكّلت قدرة على التعطيل والرفض!

تأتي ذكرى ثورة 17 تشرين هذا العام بالتزامن مع سلسلة متغيرات سياسية وإجتماعية ومالية خانقة، اذ يرىمدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر في حديث لـ”جنوبية “أن “ثورة 17 تشرين لم تخطئ بل كانت قليلة الخبرة بسبب إندلاعها بشكل عفوي وطبيعي ولم تستطع أن تنظم صفوفها بالقدر الكافي، وهذا أمر ليس سهلا بالمناسبة لأننا في بلد يتميز بتعددية طائفية ومذهبية وثقافية وثقافية، وأيضا بسبب إرتداد قسم منها على المربع المذهبي أو الطائفي لأنه خاف وهذا أمر مشروع “.

ويرى نادر أن “إن نقاط النجاح التي سجلتها هذه الثورة كثيرة، أولها أنها طوت صفحة الحرب وجسدت المشهد الاول للخروج من الحرب الاهلية حينما جمعت كل أطياف الشعب اللبناني الذين تخطوا الحواجز الطائفية والمناطقية والمذهبية في لحظة تاريخية صعبة جدا، حيث كان الشعور المذهبي في الاقليم المحيط في لبنان قد بلغ ذروته”.

ويلفت نادر إلى أن “صحيح ان هذه الثورة لم تصل إلى الحكم لكنها تمكنت من أن تشكل فيتو وقدرة على التعطيل والرفض وتمكنت من إسقاط حكومتين ووضعت معايير جديدة لتشكيل الحكومات في لبنان، وصحيح أن أهل السلطة إلتفوا على المعايير وحاولوا خداع أهل الثورة ونجحوا بذلك، لكنهم لم يعودوا يستطيعوا تأليف حكومات الوحدة الوطنية وفقا لنظام المحاصصة كما كان يجري سابقا والثورة وضعت حد له سياسيا وفكريا، بالرغم من محاولات أهل السلطة لشله بطرق ملغومة وملتوية كما انها نجحت أيضا في فضح نظام المحاصصة “. 

يضيف:” في المقابل لا أريد أن أقول أن هذه الثورة أخطأت بل كانت سيئة الحظ بسبب تفشي وباء الكورونا والازمة الاقتصادية التي دفعت الناس للسعي لتحصيل لقمة عيشها”، معتبرا أن “الثورة هي الخيار الوحيد اللبنانيين ولأن الرهان على الخارج أمر خاطئ لأن الخارج يريد تأمين مصالحه والرهان على أهل السلطة خاطئ أيضا لأن كل القوى السياسية لم تستطع أن تبني إلا نظام ينخره الفساد وكل القوى شريكة حالة الانهيار التي وصلنا إليها”.

ويختم:”على هذه الثورة أن تستمر وان تعطي الفرصة للقيادات الجديدة والشابة وعلى الجيل القديم في الثورة أن يتواضع ويترك دفة القيادة للأجيال الشابة لأنها متحررة من ماضيها في حين أن الأجيال القديمة لا تزال أسيرة قيود تاريخه وماضيه”.

السابق
لقمان سليم لـ«جنوبية»: يا حبّذا لو ترتكب الثورة المزيد من الخطايا!
التالي
أول تعليق إسرائيلي على اللقاء مع الوفد اللبناني.. ماذا في الإنطباعات والطروحات؟