عندما «يُسيب» حزب الله شعبه و«يقدس» سلاحه!

حزب الله لبنان
القاصي والداني في لبنان والعالم بات يدرك أن كل الأزمات والضغوطات الاقتصادية والنقدية والحروب التي يُعاني منها لبنان واللبنانيون وتمارسها عليه إدارة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي منذ تحرير الجنوب سنة 2000 وحتى اليوم كل هذه الأزمات والضغوطات والحروب لم تكن لولا وجود حزب الله بقدراته العسكرية والأمنية، التي يستخدمها طبقا لتوجيهات الجمهورية الإسلامية في إيران.

 فحزب الله هو درع أساسي ومتقدم لكل السياسات والإستراتيجيات الإيرانية في المنطقة والعالم، وحسب منطق الحزب  فان الذي يريد كسر هذا المخلب القوي هي إسرائيل بالدرجة الأولى ومن ورائها أمريكا كرمى لعين حكومة إسرائيل العظمى المُخطط لها في المنطقة العربية والإفريقية في المستقبل كطموح توسعي وُجِدت إسرائيل على الخارطة لتنفيذه عاجلاً أم آجلاً. 

حروب حزب الله لا تنتهي! 

 وتحاول القوى الساعية لتنفيذ هذا المشروع والمخطط تذليل العقبات أمامه والتي يأتي تحجيم حزب الله في أولوياتها في المرحلة الراهنة وهي تريد فعل ذلك بأي ثمن، ولو على حساب قتل كل اللبنانيين وتدمير لبنان على رؤوس أهله !

اقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: لإعادة النظر في شعاراتنا وممارساتنا تجاه قضية تحرير فلسطين

    وحزب الله كقيادة يتمتع أفرادها بكل الامتيازات المادية التي تخولهم العيش داخل لبنان لو أرادوا وفي إيران إن حوصروا في لبنان ، أما مقاتلو الحزب فهم مشروع شهادة يتوقف دورهم في التأثير بنيل الشهادة في ميادين القتال التي تفرضها سياسة شورى حزب الله تارة في لبنان ضد إسرائيل وفي معارك الداخل الفتنوية بين حزب الله وحركة أمل وفي المعارك الداخلية الأخرى ضد القوى الفئوية التي تسببت بالحرب الأهلية اللبنانية وأخرى على جبهات القتال الإيرانية العراقية أثناء حرب الدفاع المقدس التي استمرت لثمان سنوات ضد نظام صدام حسين وداعميه حيث سقط العشرات من مقاتلي حزب الله على الجبهات هناك وثالثة في يوغوسلافيا في حرب البوسنة والهرسك ضد مجازر الحاكم ميلوسوڤتش التي ارتكبها في صربيا ورابعة في أفغانستان ضد جيش الاتحاد السوڤياتي السابق إلى جانب قوات طالبان التي يرعاها أسامة بن لادن ورابعة في اليمن إلى جانب قوات الحوثي وخامسة في سورية إلى جانب نظام الأسد وسادسة في العراق إلى جانب الحشد الشعبي ضد داعش وأخواتها .. وفي حرب مواجهة التكفيريين ضد احتلالهم لشمال وشرق لبنان … 

الاستعداد لحرب جديدة 

 ولا ندري متى تبدأ ساعة الصفر لحرب جديدة ضد العدو الإسرائيلي .. فشباب حزب الله الذين استشهدوا في كل هذه المعارك يزيدون عن الثلاثة آلآف شهيد إلى جانب ما يزيد عن عشرة آلآف معوق وجريح في حروب حزب الله المختلفة التي فرضها قادته المرفَّهون الغارقون في النعم والقادرون على التكيف للبقاء في لبنان أو الانتقال خارجه في أي وقت ..  

       وتبقى الأزمات والضغوضات والمشكلات برؤوس عامة أفراد الشعب الذين لم يرسم حزب الله لهم حتى الآن خطة انقاذية تُخرجهم من الوضع الذي هم فيه مما اضطر الكثير من شباب بيئته الحاضنة للهجرة إلى إفريقيا وأوروپا ودول الخليج العربية والعراق وحتى أمريكا وذلك طلباً لأسباب العيش الكريم ، وأرقام المهاجرين من شباب الشيعة في السنوات العشرين الأخيرة مهولة حيث قدَّرها بعض الخبراء بأكثر من مئة ألف شاب كلها طاقات حيوية وعلمية وفكرية تحتاج الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان إليها ويحتاجها لبنان لنهوضه على مختلف الصعد … فلم يصنع حزب الله لهؤلاء شيئاً ولم يتمكن من فرض سياسات اجتماعية واقتصادية تحمى مصالح هؤلاء الاجتماعية والاقتصادية وتحفظ مستقبلهم ، وذلك في فترة مشاركته في الحكم بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، فهو لم يتمكن من فرض سياسات تحفظ الطاقات الشابة وتوقف نزيف الهجرة .. وتكشَّفت في السنة الأخيرة الأزمات الكبرى التي كان حزب الله يخفيها عن شعبه وبيئته الحاضنة لتظهر هذه الأزمات الكبرى على السطح بالجملة بحيث اتسع الفتق على الراقع .. وهو يومياً يصدر البيانات التي تحسم احتفاظه بسلاحه ولكنه لم يتمكن من حماية شعبه اقتصادياً ومعيشياً ونقدياً هذا الشعب الذي سيحمى سلاحه لو تعرض سلاحه لهجوم من أحد .. وتتجلى الأزمات الكبرى التي تكشَّفت في جملة من المعضلات ، فمن معضلة المصارف التجارية ، إلى معضلة المتلاعبين بسعر الصرف ، إلى معضلة غلاء الأسعار ، إلى معضلة فقدان الأدوية والمواد الاستهلاكية من الغذاء والوقود ، إلى معضلة تفجير مرفأ بيروت التجاري الحيوي ، إلى معضلة الحرائق المتنقلة في المناطق، إلى معضلة الخروقات الجوية الإسرائيلية المهددة للأمن والسلم يومياً .. إلى إلى إلى … والمعضلات لا تنتهي …  

فهل يكفي تمسك حزب الله بسلاحه مع عجزه عن حماية شعبه؟ 

السابق
ماذا استجدّ؟ عون قرر تأجيل الاستشارات النيابية.. وبري غير موافق!
التالي
بعد تأجيل الاستشارات.. باسيل يتحدّى: لن نغيّر موقفنا!