«ممانعة» ايران وحزب الله تنهار امام مفاوضات ترسيم الحدود

ترسيم الحدود البحرية

بعد عقد من الزمن أعلن يوم أمس انطلاقِ العدّ العكسي لبدء المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية غير المباشرة بوساطة أميركيةٍ حول ترسيم الحدود البحرية، في ظل مشهدَ سياسي “مستسْلم” أمام سقوط المبادرة الفرنسية واستعصاءِ أزمةِ تأليفِ الحكومة العتيدة.

وعلى الرغم من ان هذه الخطوة كانت متوقعة، لكن شكّل كشْفُ رئيس البرلمان نبيه بري، أمس، عن الاتفاقِ الإطار الذي يرسم الطريقَ للمُفاوض اللبناني لترسيم الحدود “البرية والبحرية” مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة وترحيب واشنطن بـ”الاتفاقية التاريخية”مفاجأةً في توقيتها لأنها أشاعتْ مناخاتٍ تشي بمتغيّرات وتراجُعاتٍ وربما مناورات، بحسب “الراي الكويتية”.

اقرأ أيضاً: لا تفاوض مع «حزب الله».. ماذا قال شينكر عن اتفاق الترسيم «التاريخي»؟

وجاء هذا التطور مدجّجاً بالمفارقات في المضمون وفي سرعة دخوله على خط “الحساسيات” الداخلية، والأهمّ أنه بدا من الصعب فصْل خلفيّاته المتعدّدة البُعد عن الصراع الأميركي – الإيراني وحسابات اللاعبين الإقليميين والمحليين، لجهة شقّ “خط أبيض بارد” مع مرحلةٍ ما بعد الانتخابات الأميركية أياً كان الفائز فيها (إيران)، و”فتْح حسابٍ” يتصل بالانتخابات الرئاسية اللبنانية عبر “الانحناء أمام عاصفة” العقوبات الأميركية من ضمن “هنْدسةٍ” للأدوار لا يبدو “حزب الله” بمنأى عنها، هو الذي بات حليفاه المسيحي (فريق الرئيس ميشال عون) والشيعي (بري) تحت مقصلة لوائح واشنطن السوداء.

الوكيل الحصري

ولم يكد أن يجفّ حبرُ إطلالةِ “تسليم الشُعلة” من بري الذي أعلن انتهاءَ دورِه عند عتبة الاتفاق – الإطار، حتى تدافعتْ الأسئلةُ عن سرّ “لعب هذه الورقة”، التي أدارها على مدى عقدٍ من الزمن الثنائي الشيعي بري – “حزب الله” على طريقة “الوكيل الحصري” لها، في هذا التوقيت الذي يصبّ في النهاية في “صندوقة المكاسب” الانتخابية للرئيس دونالد ترامب الذي يُراكم نقاط انطلاق مسار التطبيع العربي مع إسرائيل ليُلاقيه لبنان بقطارِ المفاوضات البحرية التي توصل إلى اتفاقية ترسيم توثق في الأمم المتحدة وتكرّس الاعتراف بـ”إسرائيل”، في حين تطايرتْ القطب المخفية بين سطور الاتفاق الذي أعلنه رئيس البرلمان اللبناني والتي “لم تصمد” طويلاً بعدما أزاح الغبار عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قبل أن ترتسم سريعاً خطوط التسابق اللبناني على “أبوة” هذا “الإنجاز” والإمرة لمَن في مرحلته التنفيذية.

لا إفراط في التفاؤل

 وجنحت مصادر واكَبت المراحل التي قطعها التفاوض في ملف الترسيم في اتجاه عدم الافراط في التفاؤل، وقالت لـ”الجمهورية”: “الموضوع أصعب واكثر تعقيداً ممّا نتصوّر، فلا نزال في أول خطوة في طريق الـ1000 ميل المليء بالاشواك والمطبّات، خصوصاً انّ هذا الملف سيكون مرتبطاً مباشرة بأكثر من منحى سياسي ولا تزال الضبابية تلفه في لبنان والمنطقة، والتعاطي معه على أساس انه سلك طريقاً معزولاً بضوء أخضر أميركياً عن الملفات السياسية الحساسة الاخرى هو مغالاة او تمويه ليس إلّا”. واضافت المصادر “انّ الجلسة الاولى في 14 تشرين الاول المقبل ستكون شكلية، والهدف منها هو أميركي اكثر منه لبنانياً او إسرائيلياً، لإعطاء الورقة الاضافية لترامب قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية من ضمن أوراق يسعى الى تجميعها حالياً بدفع كبير دعماً له في هذه الانتخابات”.

السابق
ألمانيا تواصل تضييق الخناق على حزب الله.. ومساع لادراجه على قائمة الإرهاب الأوروبية
التالي
حارث سليمان: مشروع «حزب الله» – ايران وهمي.. والمنطقة ستلتحق بالحداثة