ما لم يقله السيد!

السيد حسن نصرالله

تحدث سماحة السيد حسن نصرالله أمس عن أسباب إفشاله تشكيل الحكومة في إطار مواجهة السنية السياسية التي يخاف منها أن تبيع البلد وثرواته وتؤدي به الى 5 أيار وبالتالي الى 7 أيار جديد، وتوجه الى الرئيس الفرنسي بالتفصيل رداً على مؤتمره الصحافي.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يُتاجر بالمساعدات الإيرانية إلى الجنوبيين..و«كورونا» يفتك بالسجون!

طبيعية هي اشارة السيد الى محاربة الارهاب، وطبيعي الرد على العدو الاسرائيلي. وطبيعي أيضاً أن يرفض الاتهامات التي تطاله مع حلفائه! ولكن الغريب أن لا يتوجه السيد الى اللبنانيين بحلول لحياتهم المأساوية اليومية! وهو إذ لم ينكر تحمل بعض المسؤولية لما آلت إليه الأوضاع، محملاً رؤساء الحكومات القسط الأكبر من المسؤولية. إلا أن حجم مسؤولية حزب الله مع حلفائه في تردي أمور الناس والبلاد هي كبيرة جداً، لكل ما واجه ويواجه اللبنانيين من كوارث مالية واجتماعية وانسانية! فكأن حزب الله كان شريكاً في حكومات لبلدان أخرى! أو كأن مسؤولية ايجاد الحلول “مش شغلتهن”! بدا السيد أمس بعيداً جداً عن أهله وعن أوجاعهم!

ماذا ينفع “حزب الله” اذا ربح العالم كله وخسر أهله؟!

التهريب مسموح

لم يقل السيد لماذا لا يستطيع اللبناني أن “يعبي بنزين”! ولماذا وكيف ما يزال التهريب مسموحاً على أعين السيد وكافة الرؤساء! لم يقل السيد كيف يستطيع اللبناني، كمودع صغير أو كبير أن يحصل على القليل من أمواله من المصارف! ولا كيف تمّت سرقة أموالهم أو تحويل قسم منها الى الخارج تحت أنظار عدد من وزراء المالية الموالين لفريقه السياسي! لم يقل السيد كيف سيواجه اللبنانيون مسألة رفع الدعم المرتقب عن الطحين والدواء والمحروقات!
لم يقل السيد أين أصبح التحقيق في تفجير بيروت! ولا أين أصبحت المساعدات للشهداء والجرحى! ولا أين أصبحت مساعدة إعادة البناء لمن تهدم قسم أو كل منزله، كما حصل بعد حرب تموز للقرى اللبنانية، وبخاصة لمناطق جمهوره! وكأن تفجير بيروت وأهلها ليس موضوعاً أساسياً للبحث، إلا لجهة الاتهامات التي طالت الحزب!

اقرأ أيضاً: «حزب الله» على «إستعلائه»..لكن الظروف تغيّرت!

ان التوجه اليوم الى السيد، لا يعفي حلفاءه أو خصومه من الاسئلة. واذا كان الحديث في هذه السطور لا يشمل سلاح حزب الله وسيطرته السياسية – العسكرية على القرار السياسي في لبنان، أو اختزاله لدور رئيس الجمهورية في السياسة الخارجية والقرارات الاستراتيجية. واذا كان ليس الهدف فيها اتهام ايران بأي من هذه الأمور. إلا أن السؤال موجه بالمباشر الى السيد حسن  نصرالله والى حزب الله؛ ما نفع الأجوبة للأصدقاء أو للخصوم، ما دام فقراء أهلكم في لبنان، من كل الطوائف، مهددين بالفوضى وبالجوع وبازدياد فقرهم وقهرهم وبتفكك دولتهم؟! وماذا ينفع حزب الله اذا ربح العالم كله وخسر أهله؟!

السابق
الاتحاد الأوروبي سيساعد لبنان في التعافي الاقتصادي.. ولكن!
التالي
نصر الله يَتَنَكَّر للمرجعية ليمارس التقية!