الحريري يعيد تحريك مياه المبادرة الفرنسية ويضع العربة خلف أحصنة الحكومة!

سعد الحريري
رمى كلام الرئيس سعد الحريري بقبوله تسمية الرئيس المكلف مصطفى أديب "وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية لمرة واحدة في الحكومة المقبلة من دون أن تثبت كعرف يتم إعتماده في الحكومات المقبلة"، حجرا في مياه المبادرة الفرنسية الراكدة منذ أيام نتيجة إصرار الثنائي الشيعي على أن تكون هذه الحقيبة من حصته، وسرعان ما إلتقطت عين التينة "ذبذبات" دوائر المياه ومصدرها الدولي والاقليمي، بعدما أيدت الاليزيه خطوة الحريري "الشجاعة".

إذ صرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمام زواره اليوم أن”الحكومة مش مطولة لأنو ما بقى فينا نحمل”، ليتلاقى مع كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل يومين بأن “فشل المبادرة الفرنسية يعني أننا ذاهبون إلى جهنم”، وسرعان ما لاقاهم الرئيس المكلف مصطفى أديب مصدرا بيانا اليوم الاربعاء أكد فيه “التزامه بالثوابت التي أطلقها في أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل كما المجتمعين العربي والدولي، لأن من شأن ذلك ان يفتح الباب امام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق”.

الانفراج بلمسات فرنسية

كل ذلك يعني أن الفرنسيون نجحوا حتى الآن في إنتزاع موافقة إيرانية – أميركية على التهدئة في الملف اللبناني، بحسب ما ينقل مصدر دبلوماسي لـ”جنوبية” وأن “الامور تبدو وكأنها سائرة إلى مزيد من الانفراج نتيجة العناية الخاصة يوليها الفرنسيون لمبادرتهم بهدف إنجاحها  وإبقائها على قيد الحياة”.

طبارة لـ”جنوبية”:القرار خارجي والتنفيذ داخلي والحكومة.. ولا تزال ثمة عقبات

يوافق سفير لبنان السابق رياض طبارة على كلام المصدر الدبلوماسي ويقول لـ”جنوبية” :”كل ما يحصل من تطورات في ملف الحكومة والمبادرة الفرنسية يتم نتيجة إتصالات أعلى من لبنان، أي نتيجة الاتصالات الجارية على مستوى فرنسا وإيران وليس على مستوى الافرقاء الداخليين، إذ تدخلت فرنسا للمساعدة في حل الامور متسلحة بالعقوبات الاميركية التي تم التلويح بها لدفع الاطراف الداخلية نحو تسهيل الامور”.

يضيف “القرار خارجي والتنفيذ داخلي لكني لا أعتقد ان الطبخة الحكومية تخلصت تماما من العراقيل، لأن الشيطان يكمن في التفاصيل وعلينا إمهال الامور 24 ساعة  للتأكد من الحكومة في طريقها إلى النور، أعتقد أنها الخطوة الاخيرة قبل الولادة ولكن يجب الانتظار أكثرلأن هناك لاعبين دوليين آخرين يجب أن يقولوا كلمتهم  في هذا الحل الذي تم إبتداعه”. 

يلفت طبارة إلى أنه “صحيح أن الامور لم تعد تحتمل ولكن ما يظهر إلى الآن أن القوى السياسية ليست متحملة لمسؤولياتها كما يجب، وهم لا يزالون يناقشون في التفاصيل حصصهم الطائفية والمذهبية في الوقت أن الانهيار ماشي على كل الصعد وكلام الرئيس بري مشجع جدا ولكن يحتاج إلى مزيد من الوقت”.

عون معني بالتشكيل

ما يمكن إستنتاجه مما تقدم أنه لا يمكن الركون فقط إلى الترحيب بموقف الرئيس الحريري فقط من عين التينة وإظهار بعض الايجابية من هذا الفريق أو ذاك لأن الشيطان يكمن في التفاصيل، إذ بدا لافتا وبعد الايجابية التي أبدتها عين التينة في التعامل مع خطوة الحريري أن يعيد الرئيس عون (بيان صادر عن الرئاسة الاولى اليوم) “بأنه معني بالمباشر بتشكيل الحكومة وإصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف”.

الفرزلي لـ”جنوبية”: بيان الحريري خطوة إيجابية يتعاطى معها الثنائي الشيعي بدقة 

في المقابل لا يرغب نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي في الدخول في تفاصيل ما يجري من إتصالات لتذليل العقبات أمام إبصار حكومة الرئيس أديب النور، لكنه يشير لـ”جنوبية” أن ” بيان الرئيس الحريري هو خطوة إيجابية يتم التعاطي معها بدقة من قبل الثنائي الشيعي وهي خاضعة للبلورة والتطوير بين الاطراف المعنية بالتشكيل ويتم العمل بها بعيدا من الاعلام “. 

ايلي الفرزلي
ايلي الفرزلي

ويختم بالقول:” لست متشائما بالنسبة لقرب ولادة الحكومة الجديدة”.

نص أخوت نص عاقل

على ضفة عين التينة تبدو الامور إيجابية لكن “لا يمكن الإفراط في التفاؤل” على حد تعبير عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميد لـ”جنوبية” مضيفاً: ” فتح الباب للكلام أكثر بمعنى أن الكلام الذي أدلى به الرئيس الحريري بأنه يدعو إلى إعطاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية لمرة واحدة هذا كلام مشروط وهذا لا يستقيم وأن الوزير يسميه الرئيس المكلف وهذا أمر أيضا لا يستقيم ولذلك بيان الرئيس الحريري هو نافذة لمزيد من البحث”. 

حميد لـ”جنوبية”: ساعات إضافية لبلورة الحلول وما تم عرضه لا يمكن قبوله كما ورد

يلفت حميد إلى أن “الرئيس الحريري ونادي الرؤساء هم الذين يتولون الاتصالات وأن القنوات مفتوحة مع رئيس المجلس النيابي وليست مقفلة بالرغم من التباين في المواقف بينه وبين الرئيس الحريري”. 

ايوب حميد
حميد

ويختم:”يلزمنا ساعات إضافية لبلورة الحلول، لأن ما تم عرضه لا يمكن قبوله كما ورد “على طريقة نص أخوت نص عاقل” وما جرى أن نادي الرؤساء والرئيس الحريري فتحوا هذه المعركة ويحاولون التراجع عنها بأقل ضرر ممكن”.

السابق
آن هاثاواي تقدّم الكوميديا في فيلم جديد عن فيروس كورونا!
التالي
الهبة النفطية العراقية المقدمة للبنان غير مُلائمة.. هذا هو مصيرها!