الامين: الفرضية الإسرائيلية قائمة في تفجير عين قانا

علي الأمين

لم ينس بعد اللبنانيون انفجار مرفأ بيروت، حتى وقع اليوم الثلاثاء وبعد شهر ونصف تقريبا انفجار في بلدة عين قانا الجنوبية وسط تضارب في المعلومات حول خلفية الانفجار وسببه، فيما افاد مصدر من البلدة لـ”جنوبية” ان الانفجار وقع في مركز تابع لـ “حزب الله”، نافيا بذلك رواية “حزب الله” الأولية بان الانفجار وقع في محطة محروقات.

وفي وقت أفادت الرواية الشبه رسمية لـ “حزب الله الصادرة عن العلاقات الإعلامية للحزب عن أن الانفجار وقع في مبنى يعود لمؤسسة أجيال السلام التي تعمل في مجال نزع الالغام ومخلفات الحرب، تساءل في هذا السياق رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين، عن سبب وجود هذه الذخائر والأسلحة في هذا المكان، موضحا في مقابلة تلفزيونية على قناة “الحدث” ان “منطقة عين قانا تقع شمال الليطاني أي ليست منطقة قرار 1701، وهي تعتبر امتدادا لمنطقة إقليم التفاح في جنوب لبنان وامتدادا ايضا لما يسمى جبل صافي ومنطقة سجد وجبل الريحان، وقد تحولت بعد الانسحاب الإسرائيلي منذ منتصف الثمانينات الى منطقة عسكرية فيها قواعد لحزب الله، وكذلك تحولت المنطقة الحرشية والجبلية المحيطة بعين قانا وجباع وعربصاليم وغيرها ما بعد عام 2000 الى منطقة مغلقة وهي مناطق عسكرية تتضمن قواعد عسكرية للحزب وكل الناس في هذه المناطق تعلم هذ الأمر”.

اقرأ أيضاً: هذه رواية «حزب الله» عن انفجار عين قانا.. محاولات لاخفاء المعلومات وطمس الحقيقة!؟

وأشار الأمين ان ما جرى في الجنوب يعيدنا الى كارثة انفجار مرفأ بيروت، خاصة انه لم يتضح بعد حقيقة ما جرى في المرفأ، ان كان عدوان اسرائيلي أو خطأ تقني، وتابع “يبدو انه من خلال الموقف الذي صدر عن حزب الله حتى الآن وكأن الأمور سوف تذهب للقول ان ثمة خطأ تقنيا، وهو ما يمكن ان يعفيه من عملية الرد فيما لو كان هناك استهدافا اسرائيليا وهو الأمر المرجح أيضاً”.
ولفت الأمين ان “الملاحظ ازدياد التصعيد الاسرائيلي في الآونة الاخيرة المترافق ايضا مع الضغوطات والعقوبات الأميركية، فمنذ أسبوعين هناك حركة للطائرات الإسرائيلية بشكل متزايد وغير اعتيادي وبشكل دائم، حتى انها بادت محل تعليق وانزعاج مع استمرارها ليلا ونهار”.

مستودعات “حزب الله”

ومع فرضية ان يكون الانفجار وقع في مستودع أسلحة لـ “حزب الله” أشار الأمين انه “كما حصل في انفجار المرفأ والحديث بعد ذلك عن إمكانية استهداف منطقة قريبة من مطار بيروت، يبرز أمام ناظري الخرائط التي سربتها إسرائيل عن مخازن أسلحة موجودة في أكثر من بلدة، الى درجة انه تم توزيع خريطة من المصادر الإسرائيلية تشير الى وجود مخازن أسلحة في مناطق حساسة، فقد يكون هذا الأمر صحيحا أو لا، ولكن الجميع يعلم ان مسألة وجود السلاح في القرى والبلدات والمدن أصبحت مسألة حياة أو موت، فلم يعد جائزا ولم يعد مقبولا ان يستمر “حزب الله” في تخزين الأسلحة في هذه المناطق”، لافتا انه ” انطلاقا من التحذيرات والرسائل الإسرائيلية المتواصلة فيما يتعلق بمخازن الأسلحة، كل ذلك يجب ان يدفع المسؤولين في لبنان الى طرح هذه المسألة بشكل دقيق وحاسم، فما حصل اليوم سواء كان خطأ تقني أو استهداف إسرائيلي يفرض بشكل حقيقي مسألة حسم هذه القضية المتعلقة بمخازن الأسلحة، اما فيما يتعلق بمسألة السلاح وانتشاره فهذا الأمر مطروح منذ زمن وقد نجح “حزب الله” بإسكات الدولة اللبنانية ولكن يجب عودة طرح هذا الموضوع لأنه يمس بالاستقرار اللبناني، فلا مصلحة إسرائيلية ولا اميركية ولا إيرانية حتى لو لم تطرح فرنسا هذا الأمر”.

وأكد الأمين ان” مسألة استقرار لبنان تفترض حل هذه المعضلة من خلال المداخل الشرعية، فلا أحد يريد ان يستسلم لإسرائيل، فكل الشعب اللبناني يقاوم في حال اعتدت إسرائيل، وهذه ليست مسؤولية طرف انما مسؤولية الدولة والجيش والشعب اللبناني، وبالتالي هذا مطلب واقعي وموضوعي وشرعي وضروري لحماية لبنان في ظل الانهيار الذي نعيشه على كافة المستويات”.

تمهّل “حزب الله”

ورجّح رئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين في النهاية، انه من خلال كل ما تقدم وكيفية صدور الاخبار والمعلومات عن انفجار عين قانا إضافة الى طبيعة المنطقة، كل ذلك يرجح حدوث عدوان إسرائيلي على عين قانا، وبالتالي سبب تمهّل “حزب الله” في اصدار بيان رسمي يوضح حقيقة ما جرى لأن ذلك يرتبط بما سوف يتبعه، ففي حال تبين ان هناك استهدافا عسكريا هذا يتطلب بطبيعة الحال ردا وهو ما سيحرج “حزب الله”، مشيرا انه “الأخطر إذا كان ما جرى استهداف إسرائيلي وأراد الحزب إخفاء هذا الأمر، فهو أيضا رسالة لإسرائيل اذ ستعمد الأخيرة على زيادة ضرباتها وسوف تستغل عدم رد الحزب وبالتالي يمكن ان نتوقع المزيد من الرسائل العسكرية”.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 22/09/2020
التالي
«ميني بيروتشيما» في عين قانا..وتعتيم «حزب الله» يُؤكد هول الفاجعة!