«الهريسة» تغيب عن فقراء عاشوراء..وتحضر في مجالس «حزب الله» !

صراع امل -حزب الله يتجدد في عاشوراء
هذا العام كانت عاشوراء شيعياً ولا سيما في الجنوب حزينة بسبب قرار من "الثنائي" والمرجعيات الدينية الشيعية بوقف اقامة مجالس العزاء او المجالس الحسينية بسبب جائحة "كورونا" رغم تسجيل عشرات الخروق والتي أدت الى اصابات في صفوف قراء العزاء ورواد المجالس الحسينية ولم يشفع التهور والمبالغة في "كف بلاء" كورونا عن الجنوبيين!

طبق “الهريسة” العاشورائي هو تقليد دأب عليه شيعة لبنان من الجنوب الى البقاع مروراً بالضاحية الجنوبية، منذ عقود وهو عادة متوارثة منذ اكثر من 1450 سنة تاريخ حصول واقعة كربلاء.

ورغم غياب اسباب “سر” هذه الخلطة التي تتكل بالدرجة الاولى على القمح والدجاج او اللحم الاحمر بالاضافة الى الزبدة والسمنة البلدية والتوابل، الا ان لها شهرة لا يضاهيها أحد باستثناء ان “خبز العباس” ينافسها في بعض الايام كونه يشبه الكعكة المحلاة الدائرية والمغطاة بالعقدة الصفراء.

وفي رصد لحال التغير في المزاج الشيعي اولاً، وفي انعكاس جائحة “كورونا” ثانياً وترجمة للعقوبات على الشيعة من جراء “حزب الله” وسلاحه وممارساته داخل لبنان وفي الاقليم، اتت عاشوراء “يتيمة” في الاحياء وفقيرة في المراسم وفي البذخ المعروف شيعياً.

العوز يضرب مراسم عاشوراء

وفي متابعة لموقع “جنوبية” لاحياء المراسم العاشورائية في معظم قرى الجنوب ولا سيما في النبطية والزرارية ومجدل سلم  معقل عاشوراء وتمثيل الواقعة الحسينية وكذلك “ضرب الحيدر” او التطبير، وكذلك في قرى قضاء صور، عانى الجنوبيون الامرين اكان من ناحية الخلاف بين “الثنائي” على الاحياء للمراسم او الشعارات او الرايات الحسينية والتي ذهب من جرائها ثلاثة قتلى في اللوبية وخلدة، ولجهة عدم القدرة  المادية حتى على توزيع “الراحة” والبسكويت والتي كان ثمنها لا يتعدى للصنفين الـ10 الاف ليرة لتصبح بين الـ30 والـ40 الفاً .

إقرأ أيضاً: «قفازات» حزب الله وباسيل تزعج أديب.. رفض توزير مستقلين ومن الحراك!

اما بالنسبة لقَدر او “طنجرة” الهريسة والتي كانت تكلف ما يقارب المئتي دولار او 300 الف ليرة فإنها اصبحت اليوم بين مليون ونصف والمليونين ونصف مع ارتفاع كل اسعار ومكونات الهريسة، ولا سيما اللحوم والدجاج والقمح والتوابل والسمن والزبدة وحتى الآواني البلاستيكية ارتفاع ثمنها 5 اضعاف.

حيث هناك دولار صار يعرف الجنوبيون امرين: انه من “حزب الله” وإما ان الدولار آت من اغتراب او من قريب مغترب!

ويقود هذا السرد وفق مصادر جنوبية الى القول ان حتى الشعائر الدينية والتي كانت تعتبر من المقدسات صارت حكراً على الاغنياء ولا سيما المغتربين والذين يملكون دولارات وقد تبرعوا لتوزيع الهريسة والمياه والخبز واللحوم بشكل يومي وقد كانت مبادراتهم فردية. وطاولت التبرعات الاقارب والقرى التي يتحدر منها المتبرعون.

في المقابل، حضرت الهريسة في مجالس وبيوت مسؤولي وعناصر “حزب الله” والذين تمكنوا من المحافظة على عادة الهريسة ولكن مع الملاحظة انها خفت ايضاً بنسبة الـ70 في المئة، اذ لم يكن يخلو منزل جنوبي وشيعي يومياً من علبة الهريسة والتي تتسع لنصف كيلو منها اي انها كانت تطعم ثلاثة اشخاص والفقراء خصوصاً.

الجنوبيون تحت الحصار!

واليوم وفي ظل المكابرة والصلف والادعاء من “حزب الله” في الجنوب ان بيئته لم تتأثر بالعقوبات و”الكورونا” والحصار المالي، تبدو مشهدية الجنوب قبل عاشوراء وقبل “الكورونا” وبعدهما في حال مزرية، ولا سيما ان مراسم عاشوراء تستمر ومعها “الهريسة” وغيرها حتى الاربعين اي بعد مرور اربعين يوماً على “واقعة الطف”، حيث استشهد الامام الحسين.

وتقول المصادر ان حيث هناك دولار صار يعرف الجنوبيون امرين: انهم من “حزب الله” وإما ان الدولار آت من اغتراب او من قريب مغترب.

السابق
الجائحة تغزو قضاء صور..22 اصابة جديدة ووفاة مُسنّة وجويا الى العزل!
التالي
المبادرة الفرنسية تُضعضع «حزب الله».. وقرار تجويع اللبنانيين يدخل حيّز التنفيذ!