على غير عادته لا يبدو “حزب الله” في فورة غضب من انتهاك الفرنسيين للسيادة اللبنانية او فرض وصاية اجنبية جديدة بل على العكس يسير مع الركب هادئاً وداعماً متجاوباً.
وفي تفسير لسلوكه المطلوب ايرانياً لتحقيق مكاسب ايرانية داخلية ورفع الحصار عن طهران وعن مدخراتها في البنوك الاوروبية وبيع نفطها، يؤكد “حزب الله” حاجته الماسة ايضاً الى التسوية للخروج من المأزق الذي يحاول زج بيئته وكل اللبنانيين فيه وهو التلطي خلفهم للتخفيف من وطأة الحصار والعقوبات الاميركية عليه.
وبين التسوية واكتمال نضوجها داخلياً بتشكيل الحكومة، تمهد حكومة دياب المستقيلة لضرب ما تبقى من “صمود” مالي عند اللبنانيين لترفع الدعم تدريجياً عن المواد الاساسية والتي بدأت اليوم برفع الدعم عن المنتجات الزراعية والحيوانية لتبدأ رحلة الافقار والتجويع والاخضاع التي يقودها “حزب الله” والعهد العوني الآفل.
سقوط مظلة “حزب الله” المسيحية
ولا داعي للاحباط لقد تم تعرية منظومة الفساد والفشل والارتهان للخارج، أكان ذلك داخليا وخارجيا، المنظومة المافياوية في اضعف اوقاتها، الطرف الاقوى في المنظومة (حزب الله) فقد القدرة على الاختفاء خلف حلفائه وادواته، بعد ان اصبح هؤلاء معزولين مرذولين.
والحزب مضطر ان يمن عليهم بالتغطية والدعم بعد ان كانوا يشكلون تغطية له ولبرنامجه الاقليمي وسطوته الداخلية، بالرغم من الموقف الرخو الاستيعابي لماكرون تجاه حزب الله، والذي اغاظ الكثير من الشخصيات والقوى اللبنانية، التي افترضت ان دور فرنسا هو الاضعاف الكلي لحزب الله، وبالتالي اصيب هؤلاء باحباط من ماكرون، فان الاجندة التي فرضها ماكرون ليست اجندة حزب الله، لا لبنانيا ولا سوريا ولا عراقيا، حزب الله خضع للاجندة الفرنسية دون شروط.
الاجندة التي فرضها ماكرون ليست اجندة حزب الله لا لبنانيا ولا سوريا ولا عراقيا حزب الله خضع للاجندة الفرنسية دون شروط
ليس تبريرا للموقف الفرنسي ولا دفاعا عنه، بل قراءة لما يمكن لفرنسا ان تعمله خدمة لمصالحها ( دون التوهم انها ستعمل لمصلحة لبنان خلافا لمصالحها) لا تستطيع فرنسا ان تصطف خلف الموقف الاميركي من ايران وبالتالي من حزب الله، لذلك كان موقفها سلوك درب استيعاب الحزب ونزع بعض اوراق قوته، ودفعه لاجندة مختلفة عن اجندته بالتوجه شرقا.
السياسة تقتضي المراكمة على خسارته وليس اصطناع انتصارات زائفة ووهمية له، حزب الله في اصعب اوقاته، الثنائية الشيعية في ازمة، التيار العوني فقد كل مصداقية لدى قاعدته،
اكمال النضال هو الاساس في الوصول الى نتائج كاملة، لا تحولوا كل فشل ل حزب الله الى حفلة لطم لدى خصومه.
غضب بقاعي من قرار نعمة
وشكل قرار وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة رفع الدعم عن المنتجات الزراعية وعن المواد الغذائية دون ان يضع خطة بديلة من شأنها المساهمة في ايصال هذا الدعم للاسر اللبناني محور غضب للقطاعات الزراعية في البقاع، إثر بيان حمل توقيع تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع أعلنت فيه عن رفضها قرار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة الذي يطلب من حاكم مصرف لبنان وقف دعم المستلزمات الزراعية.
إقرأ أيضاً: خلدة تغلي وسط الوساطات والعسكر..والبقاع أسير تجار الموت!
ووصف رئيس تجمع المزارعين والفلاحين ابراهيم الترشيشي القرار بالكارثي، مؤكدا عدم السماح بتمريره لإنه يشكل قرار إعدام للقطاع الزراعي والحيواني.
وشدد على ان القرار هو بمثابة تدمير شامل لكل القطاعات الانتاجية الزراعية والحيوانية وهو قرار مبهم وغير واضح ومستغرب .
ودانت القرار نقابة مربي الأبقار الحلوب في لبنان، واعتبرته غير مسؤول باقتراحه على مصرف لبنان ايقاف الدعم عن المنتجات الزراعية والسبب كما ادعى عدم تأثير الدعم الإيجابي على أسعار المنتجات مع العلم أنه لولا الدعم لكانت الأسعار أعلى و لم يتم التواصل معنا من قبل الوزارة لمناقشة تأثير الدعم على الأسعار.
واعربت جمعية مربي الخيول العربية في لبنان عن استيائها، من قرارات وزير الإقتصاد التي يتخذها عن غباء وربما يقوم بعض مستشاريه بأملاء القرارات عليه والذين قاموا ببيع العلف المدعوم وهو على ظهر البواخر للتجار الذين قاموا بتصديره الى الخارج. وحسنا فعل وزير الزراعة عباس مرتضى وطلب ان تكون وزارة الزراعة الجهة التي تتسلم ملف العلف المدعوم وتوزيعه على المزارعين حيث يستفيد منه خمسة وعشرين ألف مزارع.
عقاب كهربائي
وبين انقطاع الكهرباء والحرّ القاتل، يشكو اهالي صور منذ عدة ايام من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، بحيث تقتصر ساعات التغذية على بضع ساعات محدودة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة احياناً. وفي هذا الجو الحار ترى الأهالي في الطرقات ليلاً و على شاطئ البحر.
و يسأل أحد أبناء المدينة:” هل يعلم المسؤولون والقيمون على شؤون المدينة و هل لديهم “التبرير المقنع” ما يقدمونه للاهالي الذين ضاقوا ذرعا ام انهم كعادتهم “غائبون”؟ أين الكهرباء؟ و من ليس باستطاعته دفع 400 او 500 الف ليرة فاتورة اشتراك… هل قدره الموت من الحرّ؟
تشييعان جنوبيان
وشيَّع “حزب الله” أمس أحد قتلاه في سوريا من دير الزهراني و الذي قضى من أربع سنوات.
و شيع أهالي عيترون الشاب عبد الكريم عباس و الذي قضى بحسب المعلومات الأولية بسبب خلاف مالي.
و عن هذين التشييعين، قال أحد المعنيين بالوضع الإجتماعي الجنوبي الدكتور عمران أحمد حسن لموقع “تيروس”: “أصبح الجنوب مصدر لموت الشباب لأسباب منها ما هو سياسي و منها ما هو معيشي”.
سياسة حزب الله تفتك بالشباب الشيعي الذي يسعى لتأمين راتب بِغَضّ النظر عن ماهية العمل حتى لو كان الموت مقابل المال.
كما أن سياسة الدولة الإقتصادية و التي يسيطر على معظمها حزب الله أدَّت إلى البطالة و الفقر و السرقة بالإكراه و التشليح و السطو و السلب”
فضيحة في الهيئة الصحية!
وفي فضيحة وتعكس حجم الاستهتار بأرواح الناس، حمل أحد المواطنين والده المقعد والذي فقد الوعي فجأة إلى أقرب نقطة طبابة و لسوء حظه انَّ أقرب مكان طبي لمنزله هو الهيئة الصحية في برج قلاويه. وعند و صوله توجه مباشرة إلى الطبيب المداوم منذ يومين و طلب منه إلقاء نظرة على والده الموجود في السيارة والذي لا يستطيع أن يأتي بنفسه، أولا لأنه مقعد و ثانيا لأنه فاقد للوعي.
لكن الطبيب رفض أن يتزحزح عن كرسيه و ردّ من وراء شاشة هاتفه دون أن ينظر إليه و حتى بعد أن رجاه على الأقل ليقول له ماذا يفعل بوالده الفاقد للوعي، لم يعيره أي إهتمام و اكمل طريقه إلى طبيب ثانٍ الذي جاء إلى السيارة و لكن كان الوالد قد فارق الحياة.
و قال الإبن المفجوع أنه سيدَّعي على الطبيب لأنه لم يقم بواجبه الإنساني قبل المهني.
