تسوية «مغرية» لعالم يلفظ لبنان خارجاً!

ماكرون

إيمانويل ماكرون قريبا في بيروت، الإستشارات النيابية مطلع الأسبوع، تحرير صرف العملة على نار سلامة الحامية، والمقاومة نجحت في إمتحان كظم الغيظ، فهل بتنا على قاب قوسين أو أدنى من دخول التسوية الكبرى التي فرضت نفسها على دول المنطقة؟

دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط ومنها  لبنان على موعد مع تبدلات ناعمة أسست لها دول عظمى بالتعاون مع أفرقاء أقليميين، فصول التسوية لم تكتمل بعد إلا أن مؤشراتها بدأت تظهر تباعا سواء في ليبيا و  العراق وسوريا او حتى في لبنان و بعض كثير من دول الخليج.

اقرأ أيضاً: زيارة «استثنائية» لماكرون… وضغوط فرنسية فتحت كوة في جدار الحكومة

التبدّل الجيوسياسي

التبدل الجيوسياسي في المنطقة لم يأت بالجديد، أبطال التوتر هم أنفسهم أسياد التغيير، القادة الدوليين ومعهم الأوروبيين في حكمهم مستمرين، في الولايات المتحدة الكفة تميل إلى إعادة إنتخاب دونالد ترامب، فبايدن مرشح على بعل ومهمته فقط  التأكيد على فكرة أن الأمريكان ديمقراطيين، والواقع أيضا” أن لا إنتخابات قريبة ينتظرها الأوروبيين، في إيران باقية ولاية الفقية، الطيب أردوغان  بالنسبة للأتراك محمد الفاتح الجديد، ملوك وأمراء الخليج على عروشهم مستوين، السيسي شاء من شاء وأبى من أبى باق رئيس على المصريين، السودان في قبضة العسكريين المنضبطين، أما بشار الضعيف فمصيره بيد الرئيس الروسي القوي  بوتين، يبقى أن فلسطين وبفعل التدويل لقضيتها ستجلس على مقاعد الإحتياط تنتظر نتيجة مباراة المحترفين، فالمواجهة بعد ما تقدم وفي ظل موجة التطبيع  ستفتقد حتما” إلى مصادر الدعم والتمويل.

على اللبنانيين ومنهم السياسيين أن يعوا المرحلة جيدا ويستثمروا في القادم الجديد

لبنان منهك واللبنانيون متعبون، هم بحاجة إلى هدنة يلتقطون بها أنفاسهم بعدما أرهقتهم الأزمات و أضنتهم كثرة الصراعات الداخلية ومع الآخرين، بلادهم وبحسب ما هو مستنبط من المشاريع التي أعدت للمنطقة ستكون على موعد مع نظام إقتصادي وإجتماعي ومالي وأداء سياسي جديد، ثروتهم العامة وأصول دولتهم التشغيلية وسياساتهم المالية ستوضع تحت تصرف أو رقابة البنوك الدولية والصناديق.
يبقى أن السؤال الأهم اليوم هو حول ما سيكون عليه وضع لبنان في المستقبل القريب؟ هل سيكون قاصر أما أن الخطة ستلحظ له دورا في التنفيذ، و يكون مركزا” أو منطلقا” لعملية التغيير في المحيط؟

اقرأ أيضاً: اليكم مواعيد الاستشارات النيابية

على اللبنانيين ومنهم السياسيين أن يعوا المرحلة جيدا ويستثمروا في القادم الجديد، عليهم بفعل ذلك إذ هم أيقنوا أنهم عن التأثير عاجزين. المواجهة إذا ما دعا إليها البعض ستسفر عن هزيمة، ذلك أن الصدام مع كل دول العالم أمر مستحيل. الإجماع الحاصل اليوم على ضرورة فرض معادلة جديدة كبير، حجم التوافق بين المتفقين إلى حد ما متين، وعليه فإن الأمل المتبقي عند اللبناني يتمثل في بناء مستقبل لهم ولأولادهم يكون أقل قساوة عليهم من الماضي البغيض لكي يعبروا إليه بأقل التكاليف.

السابق
وفاء لأرواح الشّهداء.. «إئتلاف القوى الثورية» يدعو لتظاهرة حاشدة الثلاثاء
التالي
تفجير بيروت: أسئلةُ العمران والثقافة