رسمياً.. البطريرك الراعي يعلن مذكرة لبنان والحياد.. ماذا تضمنت؟

البطريرك الراعي

بعد الدعوة الصريحة التي أطلقها البطريرك ماربشارة بطرس الراعي مُطلباً بتحييد لبنان عن الأزمات الخارجية، استفحال الأزمة اللبنانية سواء سياسياً أو اقتصادياً والتي نتج عنها اخذا وردا بين مؤيد ومعارض، أعلن الراعي​، اليوم(الاثنين) رسميا “مذكرة لبنان والحياد الناشط”، مشددا على ان المكون الأول هو عدم دخول لبنان في تحالفات ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية وامتناع أي دولة عن التدخل بشؤونه، واعتبر أن “الخطيئة الأصلية كانت باتفاق القاهرة الذي أعطى للاجئين الفلسطينيين الحق بالقيام بعمليات ضد إسرائيل انطلاقا من لبنان وهنا “فلتت المسبحة”.”

و في كلمة له خلال إعلان المذكرة لفت الراعي​،أنه “كان من الضرورة ان نوضح مفهوم الحياد لأن ردة الفعل لم نكن بإنتظارها. ردة فعل عارمة مع بعض التساؤلات وكتب الكثير عن هذا الحياد ورأينا انه من الضروري ان نوضح للجميع رأينا بالموضوع”، مبينا أن “المذكرة بسيطة وسريعة، وأبدأ بمعنى الحياد الناشط. هناك 3 أبعاد مترابطة ببعضها متكاملة:

اقرأ أيضاً: «حزب الله» على صمته من «حياد» الراعي.. عباس إبراهيم يمهد لزيارته إلى بكركي!

  • المكون الأول: هو عدم دخول لبنان في تحالفات ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية وامتناع أي دولة عن التدخل بشؤونه.
  • المكون الثاني: هو تعاطف لبنان مع قضايا ​حقوق الانسان​ وحرية الشعوب وبخاصة الشؤون العربية التي يوجد حولها إجماع دولي وفي ​الامم المتحدة​ وبهذه الطريقة يواصل لبنان الدفاع عن حق ​الشعب الفلسطيني​ و​الفلسطينيين​ في لبنان”، مشددا على أن “لبنان المحايد يستطيع القيام برسالته في المحيط العربي”.
  • المكون الثالث: هو تعزيز ​الدولة اللبنانية​ لنكون دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وعدالتها ووحدتها الداخلية كي تضمن أمنها الداخلي من جهة وتدافع عن نفسها تجاه اي اعتداء يأتي سواء من ​اسرائيل​ أو غيرها”.

وذكر الراعي أن “لبنان عاش الحياد من العام 1920 إلى أوائل العام 1970 لأنه بحكم دستوره وميثاقه عام 1943 اعلنت حكومة الاستقلال ان لبنان يلتزم الحياد بين الشرق والغرب وشددت عليه عام 1945 ميثاق جامعة الدول العربية. هذا الميثاق أعلن ان لبنان دولة مساندة وليس دولة مواجهة فيكون لبنان عنصر تضامن بين العرب وليس عنصر تفكيك”، مبينا أن “فكرة الحياة كانت تعود بتعابير مختلفة على ألسنة رؤساء الجمهورية والحكومات المتعاقبة. حتى اعلان بعبدا تضمن بوضوح عبارة تحييد لبنان وارسل إلى الامم المتحدة وتم توزيعه كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الامن”.

وشدد على أنه “بفضل هذه ال​سياسة​ الحكيمة تمكن لبنان من المحافظة على وحدة أراضيه رغم الحروب العربية الاسرائيلية. فكل الدول المتاخمة لإسرائيل خسرت جزءا من اراضيها بإستثناء لبنان”، معتبرا أنه “عندما توقفنا أن نكون مع الحياد، وصلنا إلى ما وصلنا إليه وكانت الخطيئة الاصلية اتفاق القاهرة وإعطاء الفلسطينيين حق محاربة اسرائيل من الاراضي اللبنانية وكرّت المسبحة. بتنا في دوامة الحروب المستمرة وبتنا على الحضيض لأن لبنان ما عاد دولة الحياة لذلك المخرج الوحيد للخلاص في لبنان هو الحياد”.

وبين الراعي أن “لبنان يستفيد من نظام الحياد فهو ينقذ وحدة لبنان ارضا وشعبا وتستعيد طوائفه الثماني عشر أمنها واستقرارها وتثق بعضها ببعض والحياد يجعل مشاركة جميع المكونات اللبنانية أكثر مرونة وأكثر إيجابية”، مضيفا: ” اقتصاد لبنان يستفيد من نظام الحياد بفضل الاستقرار. ان الاقتصاد اليوم على الحضيض بسبب عدم الاستقرار السياسي.”

وأشار الراعي الى أن “المستوى الطبي والاستشفائي العالي والمعدات الطبية هي ذات نوعية عالية ولذلك يشكل لبنان مركزا طبيا للشرق الاوسط. أما القطاع الثالث الذي سيستفيذ من الحياد هو القطاع السياحي فإذا تأمن الامن والاستقرار يبقى لبنان مركزا سياحيا. أما القطاع الرابع المستفيد هو قطاع التربية بسبب المستوى العلمي العالي وبخاصة على المستوى الجامعي فالعرب يفضلون لبنان على الدول الاوروبية. وخامس قطاع هو استثمار المغتربين في لبنان. فإذا لا يوجد إستقرار، لن يكون هناك أي لبناني مستعد للعودة إلى لبنان والاستثمار فيه”.

ورأى أن “لبنان يستفيد من الحياد بفضل انتمائه إلى العالم العربي ويتحول لبنان محور مشروع الاتحاد المتوسطي والمكان الذي تتقاطع به مصالح الجميع فالشراكة الاوروبية والاتحاد المتوسطي مشروعان حيويان في لبنان”، داعيا ” الاسرة العربية والدولية الى ان تتفهم الاسباب الموجبة التاريخية والامنية والسياسية التي تدفع غالبية اللبنانيين إلى اعتماد نظام الحياد الناشط وان تقر منظمة الامم المتحدة نظام الحياد”.

وأكد أن “لبنان بحكم نظامه ميزة تعدييته المنظمة في الدستور وبحكم موقعه على ضفة البحر المتوسط هو صاحب دور في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والدفاع عن حقوق الشعوب وتحقيق المصالحة بين الدول العربية”، لافتا الى أن “البعد الثالث في مطلبنا هو ان لبنان يحتاج كي يستمر ان تجد منظمة الامم المتحدة حلا لوجود اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين على ارضه”.

للاطلاع على نص المذكرة كاملا اضغط هنا

السابق
مدير مستشفى الحريري يحذر من سيناريو كارثي: للاقفال التام قبل فوات الأوان!
التالي
لأسباب خاصة نجم ترجئ مؤتمرها.. والتحقيق بجريمة المرفأ الى المحكمة العسكرية!